الكرة الشراب .. الساحرة الصغيرة (1-2)

نشرت بواسطة: كورابيديا - koraapedia في حكايات كورابيديا 2022-05-17 0 227 زيارة

Post Views: 590

محتويات الموضوع إخفاء

كيف بدأت كرة القدم في مصر ..؟؟

كيف ولماذا ابتكر المصريون الكرة الشراب ..؟؟

مراحل تطور الكرة الشراب

قوانين خاصة لممارسة الكرة الشراب ..!!

بداية نجوم كبار كانت مع الكرة الشراب

نجوم السبعينيات والثمانينيات في الكرة الشراب

محافظات القناة والكرة الشراب

طالع أيضا علي كورابيديا ..

حسابات كورابيديا علي منصات التواصل الاجتماعي

الكرة الشراب .. الساحرة الصغيرة

الكرة الشراب او كما يحلو للبعض ان يطلق عليها “الساحرة الصغيرة“ استطاعت عبر عقود طويلة من الزمان ان تلعب دورا أساسيا في صنع وصقل موهبة المئات من شباب مصر العاشق لكرة القدم منهم مجموعة من النجوم الكبار الذين صنعوا تاريخ اللعبة في مصر ومنهم أيضا عددا كبيرا من المواهب لم يكن لهم حظوظا في التألق والشهرة والنجومية على مسرح كرة القدم المصرية ..

نستعرض في السطور التالية علي كورابيديا تاريخ الكرة الشراب في مصر وكيف كانت بدايتها ثم تطورها حتي اندثارها حاليا ..

كتب :: جمال عبدالحميد

كيف بدأت كرة القدم في مصر ..؟؟

شهد يوم الخميس الرابع عشر من شهر سبتمبر عام 1882 بداية الاحتلال الإنجليزي لمصر بعد ان قصف الانجليز مدينة الإسكندرية واحتلوا مدن القناة ثم استطاعوا احتلال القاهرة .. وقتها جاء الجنود الانجليز الى البلاد وفى أيديهم أسلحة الهلاك والدمار وفى حقائبهم لعبتهم المفضلة كرة القدم يلعبونها في ساحات معسكراتهم وثكناتهم التي اقاموها فكان من الطبيعي ان تستهوى هذه اللعبة الوافدة الجديدة المصريون خاصا انها لا تكلف شيئا فهي لا تحتاج لأكثر من مساحة فضاء يشيد فيها ملعب ولم يكن من الضروري ان يكون قانونيا او غير قانوني.

كانت مصر المحروسة في تلك الأيام تمتلك مساحات شاسعة واسعة من الأرض الفضاء خاصة في المناطق والاحياء الشعبية مثل القلعة والسيدة زينب وبولاق والحسينية والعباسية وروض الفرج وهى احياء أبناء البلد الذين عشقوا كرة القدم التي اشتهرت بين شباب القاهرة وأيضا في الإسكندرية ومدن القناة وغيرها من المحافظات المصرية.

كيف ولماذا ابتكر المصريون الكرة الشراب ..؟؟

كان الشباب المصري من العمال والطلبة الذين وقعوا في غرام الساحرة المستديرة من اول نظرة لا يملكون كرات جلد قانونية مثل تلك التي يلعب بها جنود الاحتلال البريطاني وكانت هذه هي الإشكالية الأولى للمصريين مع كرة القدم خصوصا مع عدم توفر الإمكانيات المادية .. ولان الحاجة ام الاختراع .. قرر عشاق اللعبة من الشباب ابتكار كرة خاصة بهم، حيث صمموا كرة من جوارب قديمة محشوة بقطع من القماش وقطع من القطن أو قش الأرز حتى تماثل بعض الشيء كرة القدم القانونية الجديدة المصنوعة من الجلد الثمين، وراحوا يمارسون بها اللعبة التي وقعوا في غرامها ..

ومن هنا جاءت شهرة وانتشار الكرة الشراب .. حيث قام أبناء كل حي وشارع وحارة بتأسيس وانشاء التيم أي الفريق الخاص بهم، وتعددت أسماء والقاب هذه الفرق فمثلا كان هناك .. اسم “التيم الحفيان في لعب الشجعان” .. وفريق اخر تحت اسم “الحمام الهديل في اللعب والتغزيل” والتغزيل هي المهارة الأساسية في اللعب بالكرة الشراب .. وكان هناك أيضا اسم “التيم المرازى في اللعب الحجازي” نسبة الي حسين حجازي اشهر لاعب كرة قدم في مصر حينها ..

بالإضافة الي بعض الأسماء البسيطة والظريفة علي وزن “الأسد المرعب” ، “الليل الأسود” ، “الفريق الظريف” ، “النجمة الحمراء” ، “النادي الجميل” ، “النجوم اللامعة” .. وأسماء والقاب عديدة أخرى ..

مراحل تطور الكرة الشراب

ظل المصريون يلعبون سنوات طويلة بالكرة الشراب المحشوة بالقماش حتى حقبة الستينيات عندما تم تطويرها، فأصبحت تصنع من الاسفنج، والذى كان يتم تقطيعه الى أجزاء صغيره على شكل مكعبات او مستطيلات يتم وضعها في كيس من البلاستيك الرقيق، والذى يتم لفه بشكل يغطي كيس قطع الاسفنج تماما بخيط من القطن المتين ”خيط منجد” ويتم تغليفها بالكلة وهو الغراء الأبيض الذى يستخدمه صانع الأحذية وهو يعطي لون شفاف بعد جفافه ..

قوانين خاصة لممارسة الكرة الشراب ..!!

لم تكن الكرة الشراب التي كان يمارسها الصغار والكبار تخضع الى القواعد والقوانين التي تمارس بها كرة القدم العادية .. فلم يكن لها اتحاد يدير وينظم لقاءاتها ولا مدربون يتولون الاشراف الفني على فرقها، وعلي الرغم من ذلك كان لها قوانين وقواعد خاصه بها ..

فلم يكن هناك تسلل او ضربة جزاء او رميات ركنية وكان الفريق عبارة عن خمسة لاعبين بما فيهم حارس المرمى واحيانا من أربعة فقط حسب مساحة الملعب اما المباراة فكانت مدتها تتراوح من نصف ساعة الى ساعة كاملة على شوطين، او كان يتم الاتفاق بين الطرفين على إقامة اللقاء من “فورة” قوامها أربعة اهداف او ستة من يسجلها أولا هو الفائز ..

وكان الملعب مساحته المربعة حوالى 150 مترا مربعا و يتم رشه قبل إقامة المباريات بوقت كافي وتسبق عملية الرش كنسه وتنقيته من الشوائب طوب وزلط وخلافه وذلك قبل تخطيطه بمادة الجير ذات اللون الأبيض كما يبدو لنا في ملاعب الكرة الكبيرة ولا ينسي الذى يقوم بتخطيط الملعب ان يضع قطعتين من الحجارة او الطوب يقف بينهما حارس المرمى والهدف يحتسب اذا دخلت الكرة بين هاتان القطعتان وكان حكم مباريات الكرة الشراب اما ان يكون لاعب كرة قديم او كابتن احد الفرق من أبناء الحى الذى تقام فيه المباراة ..

اثناء المباريات الرسمية التي كانت تشهدها الساحات والميادين كان يتم غلق المحلات التجارية وذلك خوفا من تسديدة قوية تطيح بألواح زجاج المحل اما أصحاب المقاهي الشعبية فكانوا يتبرعون بالكراسي لجهور المتفرجين مقابل ان يطلب المشاهد الجالس على الكرسي الخشبي مشروبا ثمنه قرشين صاغ ..

وكانت نسبة الزحام في ملاعب الكرة الشراب تماثل او اكثر قليلا الزحام على مشاهدة مباريات الفرق والأندية الكبيرة حيث كان رواد وجمهور مباريات الساحرة المستديرة الصغيرة اكثر واكبر من جماهير فرق الدرجة الأولى في كرة القدم العادية ..

بداية نجوم كبار كانت مع الكرة الشراب

فتح العديد من النجوم الكبار الذين ظهروا وتألقوا على مسرح كرة القدم المصرية عيونهم على مداعبة الساحرة الصغيرة الحجم الكبيرة الالق والتي لعبت دورا محوريا واساسيا في مشوارهم مع التألق والنجومية في عالم كرة القدم فعن طريق الكرة الشراب ظهرت أسماء كبيرة لمعت في سماء الكرة المصرية والذين نستطيع ان نطلق عليهم ونسميهم ”الحريفة“ حيث صقلت تلك القطعة المستديرة المملؤة بالقماش والقطن والاسفنج مواهب وقدرات هؤلاء النجوم ..

ففي ساحات وشوارع وحوارى حي العباسية الشهير قدمت الكرة الشراب .. والتي كانت مبارياتها في حوش المحمدي ومنطقة الأرض الخضراء تشهد حشودا غفيرة من الجماهير العاشقة .. قدمت للكرة العديد من النجوم ابرزهم ساحر الكرة المصرية عبدالكريم صقر نجم الأهلي والزمالك السابق، والذى تمتع بمهارات وامكانيات فنية عالية لم تشهد مثلها المستطيلات الخضراء ..

كما تألق ممدوح مختار صقر ابن عم عبدالكريم صقر وخطف الأضواء والانوار حتى انه انتقل الى النادي الأهلي من خلال شهرته الكبيرة في لعب الكرة الشراب .. أيضا كان الأمير الأسمر محمد الجندي لاعب الأهلي في الاربعينيات والخمسينيات واحدا من نجوم اللعبة في حي العباسية، والذى شهدت ازقته وشوارعه نبوغه المبكر فاصبح من نجوم الكرة المصرية الكبار ..

قدم حي السيدة زينب للكرة المصرية عشرات النجوم الذين صنعوا تاريخ الكرة في مصر معظمهم مارس الكرة الشراب في مقتبل حيات الكروية ففي منطقة الوفدية التابعة للحى العريق تألق إسماعيل رافت احد نجوم منتخب مصر في مونديال إيطاليا 1934 والذى لعب لأندية السكة الحديد والترسانة والترام السكندري ولعب محترفا في نادى ردستار الفرنسي كما نما وترعرع حسين حجازي الملقب “أبو الكرة المصرية” في شارع خيرت احد اشهر شوارع حي السيدة زينب وكان حجازي الطفل الأول والوحيد بين أصحابه الذى استطاع ان يمتلك كرة قدم حقيقية بعيدا عن الكرة الشراب التي لعب بها مرارا وتكرارا حيث قام والده بشراء كرة جلد انجليزية الصنع من محل جوستر الكائن بمنطقة الموسكى حيث كان هو الممول الوحيد للوازم الرياضة في تلك الأيام الخوالي .. كما شهدت حوارى وشوارع السيدة زينب الانطلاقة الأولى لنجم النادي الأهلي ومصر الكبير محمود مختار التتش مع الساحرة المستديرة ..

على مساحة واسعة من الأرض الفضاء كان يطلق عليها حوش أيوب بك بجوار حي السيدة زينب عرفت مصر والقلعة البيضاء النجم الكبير حنفي بسطان الملقب بالصخرة السوداء الذى لعب بالكرة الشراب مع اقرانه من أبناء السيدة والقلعة ومنطقة المذبح الذى خرج منها ثنائي نادى الزمالك الشهير محمد رفاعي وعبده نصحى والأخير هو ابن الحاج نصحى الجزار الشهير بالمذبح واشهر مشجعي نادى الزمالك في المنطقة والذى كون فريقا للعب الكرة الشراب ضم مجموعة كبيرة من امهر اللاعبين أمثال الحاج عجلة وأنور صبحى وفى الخليفة والحلمية والقلعة و ملعب قرة ميدان تألق محمد لطيف نجم نادى الزمالك ومنتخب مصر في الثلاثينيات والمعلق الرياضي الشهير وبات احدى علامات كرة القدم المصرية .

نجوم السبعينيات والثمانينيات في الكرة الشراب

واذا انتقلنا الى نجوم السبعينيات والثمانينيات الذين كان لهم حضورا طاغيا في ملاعب الكرة المصرية وكانوا من نوابغ الكرة الشراب فلابد من ذكر ثنائي الترسانة الشهير حسن الشاذلي ومصطفى رياض حيث تألق الأولى في منطقة شبرا مصر وبالتحديد حي روض الفرج حيث اكتشفه عم “إبراهيم عجورة” الذى كان يعمل موظفا بنادي الترسانة في احدى مباريات الكرة الشراب اما مصطفى رياض فكان احد نجوم حي بولاق أبو العلا والذى كان لا يخلو من مباريات الساحرة الصغيرة وكثيرا ما احتشدت الجماهير للاستمتاع بفن أبناء الحى الكروي الأصيل ..

وكان مصطفى يونس واحد من نجوم الكرة الشراب في منطقة شبرا الخيمة مسقط راسه ومعه أيضا محمد توفيق الشهير بلقب شبندر الذى لعب بفانلة نادى الزمالك فترة قليلة في الثمانينيات .. ولعب فاروق جعفر نجم مصر ونادى الزمالك الكرة الشراب في حي المنيرة حيث كون فريقا اطلق عليه “اخوان جعفر” هزم به كل فرق الحى ..

وفى منطقة عين شمس ولدت موهبة اسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب نجم مصر والنادي الأهلي ورئيس القلعة الحمراء حاليا وذلك بفضل الساحرة الصغيرة والتي كان لها الفضل أيضا في ظهور واحد من النجوم الكبار في تاريخ مصر الكروي هو النجم حسن شحاتة الذى داعب الكرة الصغيرة في بلدته كفر الدوار والتي شهدت على بزوغ موهبته الكبيرة ..

محافظات القناة والكرة الشراب

و تخرج من مدرسة الكرة الشراب نجوما كبيرة في عالم كرة القدم في محافظات القناة الثلاث الإسماعيلية والسويس وبورسعيد او “معقل الحواه” كما اطلق عليهم الكاتب الصحفي الأستاذ جلال احمد في احدى مقالاته حيث امتلكوا المهارة الفنية العالية التي اكتسبوها من ممارسة الكرة الشراب التي كانت في بورسعيد تسمي “الطظة” ..

وكان يمارس اهل المدينة الباسلة الكرة الشراب وكرة الكياس وهى تشبه كرة التنس في الحجم في ارض شبارة وملعب النافى الذى كان يقع بجوار حجر ديليسيبس الخاص بالقوات البريطانية وفى شوارع حي العرب و شارع بنى سويف وشارع نجم الذى كان راعيا لكل مباريات “الطظة” ومن هذه الأماكن وغيرها خرجت نجوما كبيرة وعظيمة في تاريخ بورسعيد والنادي المصري ومصر أمثال السيد الضظوى احد اساطير مصر الكروية والذى لعب للنادي الأهلي و محمد بدوى ومحمد شاهين و مسعد نور والسنجق وعبود الخضري وغيرهم الكثيرين ..

و احتلت كرة التنس في محافظة الإسماعيلية والتي كانت نسخة مصغرة من الكرة الشراب مكانة خاصة حيث أقيمت مبارياتها في شوارع وميادين المدينة مثل المحطة الجديدة و ميدان عرابي و الشهداء وشارك العديد من نجوم النادي الإسماعيلي في هذه المباريات التي خلدتها العديد من الصور المنتشرة على صفحات أبناء الدراويش عبر فيس بوك وتوتير ومن اشهر النجوم المشاركين في لعب الكرة الشراب او كرة التنس الأسطورة الراحل رضا وشحته والعربي وميمي درويش وحمادة الرومي ومحمد حازم وغيرهم من نجوم سيرك الدراويش ..

للانتقال الي الجزء الثاني | الكرة الشراب .. الساحرة الصغيرة | من هنا