تراجيديا ركلات الترجيح التي أطاحت بأولاد الأب جيكو
بقلم / محمد رضوان
” عندما نذهب إلى وقت إضافي ، فإننا نتحدث عن الدراما ، لكن عندما نصل إلى ركلات الترجيح ، فإنها مأساة ” ..
هذا ما قاله “سيب بلاتر” عقب فوز إيطاليا علي فرنسا في نهائي كأس العالم 2006 .. و أردف رئيس الفيفا السابق قائلاً
” كرة القدم لعبة جماعية وتفقد جوهرها عندما تصبح المواجهة فردية ” .
أحياناً يتجاوز متوسط عدد مرات لمس اللاعب للكرة في المباراة الواحدة فوق المئتين لمسة ، لكنه وبكل تراخ يمكنه إهدار كل هذا بقذفة واحدة تُدعي ركلة ترجيح .. هذا ما أقرته كرة القدم ، و ما أوجبه المسئولين عنها .. وياله من قضاء شديد القسوة ..
الأربعاء الماضي ذهبت مباراة كأس السوبر الأفريقي إلي ركلات الترجيح بعد أن أعاد طاهر محمد طاهر لاعب الأهلي الأمور إلي نصابها بهدف قاتل ، مما استوجب الارتكان إلي هذه القذفات التراجيدية المسماه ركلات ترجيح ..
ولما تحلي الأهلاوية بالثبات والنجاعة ، أصابوا الهدف وحققوا المراد ، إلا أنه أيضاً وبكل صدق خسر أولاد الأب جيكو اللقب بموجب قذفة واحدة أودي بها عبد الإله مدكور لاعب الرجاء البيضاوي بعيداً عن المرمي ..
ذهبت البطولة إلي أحضان الجزيرة الحمراء تبرعاً من مدكور الرجاوي الذي أخطأ في قذف الكرة ، مما أتبعه أفراحٌ حمراء وأتراحٌ خضراء ..
وكم من مدكورٍ أودي بالكرة فأودي بفريقه خارجاً ، وأطاح بقلوب أنصاره مذ أقر الفيفا قانون ركلات البخت الفتاكة ..
ربما يكون لكرة القدم حساباتها وخططها وتصاميمها ، وربما أيضاً تنحني أعتي هذه الحسابات والخطط أمام خطأ لاعب أو هفوة حارس .. لكن ما لا يمكن احتماله أن تتعلق نتائج المباريات بقذفة واحدة ربما تصح أو تزل ..
ماذا عن تاريخ ركلات الترجيح ..
من ابتدعها ؟ ومتي تم إقرارها ؟ وما هي أول مباراة مصرية ركنت إليها ؟
أسئلة و استفهامات عدة تدور حول هذه الحصة التراجيدية التي تهلك فريق و تنجو بآخر ، وجماهير كرة القدم المسكينة صرعي بين هذا و ذاك ..
فترة ما قبل ركلات الترجيح العصيبة
في أوائل حقبة العشرينات من القرن الماضي بدأت بعض المباريات الخيرية في استخدام الضربات الركنية كأداة فاصلة بين الفريقين المتباريين لتجنب إعادة اللقاء ، حتي تم تعديل قوانين اللعبة في العام 1923 لينص علي أن الهدف هو الوسيلة الوحيدة لتسجيل و ترجيح كفة فريق علي أخر .. لذلك صار حتماً إقرار إعادة المباريات في حالة التعادل مع إضافة شوطين عقب الوقت الأصلي عسي حالة التعادل تنقضي ، حتي أن بعض المباريات أعيدت ثلاثة مرات قبل إجراء القرعة (Toss) بين الفريقين ..
في أولمبياد 1928 بأمستردام ، أعيدت مباراة إيطاليا و اسبانيا في دور الثمانية من مسابقة كرة القدم بعد أن خيم التعادل علي اللقاء 1 / 1 ، و أعيد اللقاء بعد 3 أيام و سحق الطلين الأسبان بسباعية مقابل هدف ..
حتي أن المباراة النهائية أعيدت أيضاً بعد استمرار التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بين الأوروجواي و الأرجنتين بهدف لكل فريق ، و في مباراة الإعادة حسمت الأوروجواي الذهب بنتيجة 2 / 1
و في كأس العالم 1938 بفرنسا أعيد لقاء البرازيل وتشيكوسلوفاكيا في دور الثمانية بعد تعادل الفريقين 1 / 1 في المباراة الأولي ، وفي الإعادة فاز البرازيليون 2 / 1
وقفت إعادة المباريات حجر عثرة في وجه المنظمون لأية مسابقة كبري ، و ذلك لضيق وقت المنافسات و صعوبة الإعادة ، فكانت الإعادة فيصلاً حين التعادل..

ومثال علي ذلك فوز إيطاليا علي الاتحاد السوفيتي في نصف نهائي أمم أوروبا 1968 بالقرعة بعد التعادل سلبياً في الوقت الأصلي ثم الوقت الإضافي ، المدهش أن نهائي نفس البطولة تم إعادته بعد تعادل إيطاليا مع يوغوسلافيا 1 / 1 ، و في الإعادة حسم الطليان الأمر بهدفين حملوا علي أثرهما كأس البطولة ..
عامل مناجم سبب عناء جمهور المستديرة
عقب انقضاء أحداث كأس العالم 1970 بالمكسيك ، وفي اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA السنوي بتاريخ 27 يونيو 1970 تبني الحكم الألماني (كارل فالد) فكرة حسم لقاءات التعادل عن طريق ركلات الترجيح ، وتم عرض الفكرة علي مسئولي الفيفا الذين استحسنوها ، وتم إقرارها من قِبل الفيفا رسمياً ..
قبل عام 1970 كانت بعض الاتحادات قد طبقتها في بعض المسابقات الصغيرة ، أمثال كأس يوغوسلافيا 1952 ، و كأس إيطاليا 1958 ، و كأس الشباب السويسري 1952 ، وكأس ألبانيا 1963
كارل فالد الألماني الذي توفي في العام 2011 عن عمر 95 عاماً يقول عن فكرته :
” بهذه الطريقة فقط يمكن أن يكون هناك فائز بشكل لا خلاف فيه ، أي شيء بخلاف ذلك لم يكن يمثل حلاً “
فالد ينحدر من قرية بينزبيرج البافارية التي خصصت له شارعاً يحمل اسمه لا زال قائماً ليومنا هذا ، كما أنه كان عاملاً بأحد مناجم الفحم بقريته بجوار عمله كحكم كرة قدم ..

فالد حصل عام 1936 على الإجازة بالتحكيم وأدار أكثر من ألف مباراة خلال مشواره الرياضي في عالم التحكيم والذي امتد 40 عاماً
أول مباراة احترافية مآلها ركلات ترجيح
احتضن ملعب بوثفيري بارك في مدينة هال أول مباراة احترافية تؤول إلي ركلات الترجيح ، كان ذلك في منتصف عام 1970 بين النادي المحلي هال سيتي ، و العملاق مانشستر يونايتيد في نصف نهائي كأس واتني مان الدعوية ..

تقدم نجم المان يونايتيد (جورج بست) ليسدد أول ركلة ترجيحية بعد تعادل الفريقين في الوقتين الأصلي و الإضافي ، وبالفعل ينجح أسطورة أيرلندا الشمالية في التسجيل ..
أما أول من يهدر فهو الأسطورة الأخري (دينيس لو) مهاجم مانشستر يونايتيد والمنتخب السكوتلندي ، حيث استطاع حارس هال سيتي (يان ماكيكني) من إزاحة كرة السكوتلندي بعيداً عن المرمي

و يبدو أن جدارة ماكيكني شجعته علي التقدم لتسديد الركلة التالية ليصبح أول حارس ف التاريخ يسدد ركلة ترجيح ، ويصدم الحارس أنصار هال سيتي عندما اصطدمت كرته بالعارضة و خسر هال سيتي اللقاء ليصبح أيضاً أول نادٍ محترف يخسر بركلات الترجيح ..

هونفيد المجر أول مستفيد في الكؤوس الأوروبية
بعد أن فاز أبردين السكوتلندي ذهاباً بملعبه علي الهونفيد المجري 3 / 1 في ذهاب مباريات الدور الأول لكأس أوروبا للاندية ابطال الكأس ، كانت مباراة العودة بالمجر بتاريخ 30 سبتمبر 1970 ، و رد حينها المجريون بملعبهم في بودابست بنفس النتيجة ، وبعد أن انقضي شوطي المباراة الإضافيين ارتكن الفريقان لضربات الترجيح ..
صارت هذه هي أول مباراة في تاريخ الكؤوس الأوروبية يتم حسمها عن طريق هذه الركلات الشاقة ، و يفوز الفريق المجري 5 / 4 ليصبح اول نادٍ في تاريخ اوروربا يفوز ترجيحياً في كؤوس أوروبا ، كما أصبح جيم فورست مهاجم أبردين هو أول لاعب في التاريخ يهدر ضربة ترجيح ضمن مباريات الكؤوس الأوربية ..
ركلات الترجيح تداهم اليورو أيضاً ، و بانينكا يُبدع
أول بطولة دولية كبري حسمت بركلات الترجيح كانت بطولة أمم اوروبا 1976 ، حينما فازت تشيكوسلوفاكيا علي ألمانيا الغربية حينها 5 / 3 بضربات الترجيح بعد أن هيمن التعادل علي وقتي اللقاء الأصلي و الإضافي بنتيجة 2 / 2 ..
ربما يعرف العامة ركلة بانينكا الشهيرة ، لكن الأقلية فقط يعرفون أن هذه الضربة جاءت في أول لقاء في أمم أوروبا يُنتهج فيه اسلوب ركلات الترجيح ، كما أنها كانت اللقطة الحاسمة للقاء ..

ركلة (أنتونين بانينكا) بطريقة Ship أو Lob في مرمي الألماني العملاق (سيب ماير) و التي سميت باسمه بعد ذلك (Panenkas) ، أعقبها ركلة مهدرة من المهاجم الألماني (أولي هونيس) فوق العارضة منحت الكأس للفريق التشيكي
شاهد : ركلة أنتونين بانينكا في نهائي اليورو 1976
وكأس العالم أيضاً يتجرع ركلات الترجيح
في 9 يناير 1977 ، وفي الدور الأول من تصفيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين ، تعادلت تونس ذهاباً مع المغرب بالدار البيضاء 1 / 1 ، ثم كرر الفريقان نفس النتيجة في استاد المنزه بالعاصمة تونس ، ولم يفيد تمديد الوقت لشوطين إضافيين لكسر حالة التعادل ، فلجأ حكم اللقاء السويسري (هانجربولر) لركلات الترجيح والتي فاز من خلالها التوانسة 4 / 2 .. فصارت هذه المباراة هي أول مباراة في تاريخ تصفيات المونديال يتم حسمها من خلال ركلات الترجيح ، كما انها المباراة الأولي أفريقياً و عربياً التي تُحسم ترجيحياً ..
أما في خضم النهائيات فقد كانت مباراة ألمانيا الغربية و فرنسا في الدور قبل النهائي لمونديال التفاحة بأسبانيا 1982 هي باكورة مباريات المونديال التي يتم حسمها بركلات الترجيح ، وبالطبع كلنا نعلم أن نتيجة الركلات آلت إلي الألمان بنتيجة 5 / 4 ، بعد أن سجل (هورست هروبيش) الضربة السادسة ، فيما أهدر الفرنسي (مكسيم بوسيس) ضربته . .
عندما نَسِيّ الحكم نتيجة الركلات
بعد أن دشن الفيفا بدعة ركلات الترجيح ، صار العالم ينظر إلي هذا الابتكار بدهشة وتشوق .. لكن البدايات دوماً عَسِرة ، وربما قلة التمرس تأتي بالهفوات والجرائر الغير مقصودة ..
فقد حدث في العام 1973 و التجربة لا زالت في مهدها قصة تدعو للتعجب الممزوج بالضحك ..
كان الموعد 26 أغسطس 1973 ، والمناسبة نهائي كأس باوليستا البرازيلي ، والفريقان المتباريان ساوبولو ، وبورتوجيزا ..
بعد عناء 90 دقيقة ثم أعقبها مشقة الوقتين الإضافيين ، و الفريقان لا زالا تحت وطأة التعادل ، صار لزاما علي حكم اللقاء السيد (ارماندو ماركيز) الإلتجاء لركلات الترجيح ..

بعد تنفيذ 3 ركلات ترجيحية لكل فريق صار سانتوس متقدماً في النتيجة 2 / 0 ، فاجأ حكم المباراة الجميع بإطلاق صافرته معلناً إنتهاء المباراة بفوز سانتوس ، رغم أن كل فريق له ركليتن لم تسددا ، المشكلة أن الحكم اصر علي رأيه..
مدرب بورتوجيزا (أوتو جلوريا) كان لماحأ و ذكياً ، فقام بسحب فريقه خارج الملعب آملاً في إعادة المباراة برُمتها حيث أن فرصة فوز فريقه باللقاء ضعيفة إذا ما استُكملت الركلات ..
بعد اللقاء تمسك سانتوس بالفوز استناداً لقرار حكم المباراة ، فيما كان المسئولين في بورتوجيزا يُعدون العدة لإعادة المباراة ، و لما تأزم الموقف بشدة ، أصدر رئيس الاتحاد البرازيلي حينها (أوزفالدو تيكسيرا دوارتي) قراراً بإلغاء المباراة و عدم إعادتها و مُناصفة الكأس بين الفريقين ..
المُدهش أن الحكم (أرماندو ماركيز) يحمل في سجله أخطاءاً كارثية اخري يندي لها الجبين ..
قبل واقعة ركلات الترجيح سابقة الذكر عام 1973 ، كان لماركيز واقعة سابقة عام 1971 وفي نفس البطولة ، وهي كأس باوليستا ، ألغي هدف في المباراة النهائية للاعب (ليفينيا) مهاجم بالميراس ضد ساو باولو أيضاً بحجة لمسة اليد ، إلا أن جكيع الصور أظهرت أن اللاعب سجل الهدف برأسه ..
و في عام 1974 خطأ تاريخي آخر في المباراة النهائية للبطولة البرازيلية 1974 ، بين فاسكو دا جاما وكروزيرو ، على ملعب ماراكانا .. احتاج كروزيرو للتعادل فقط ، لكن فاسكو فاز بالمباراة 2-1 ، بعد أن ألغى أرماندو ماركيز هدفًا شرعيًا عن طريق (زي كارلوس) لاعب كروزيرو ، وتوج فاسكو بطلاً .
34 ركلة ترجيح تحدد البطل
في الثاني من مايو من العام 2009 شهد الملعب الأوليمبي بالعاصمة اليونانية أثينا حدثاً فريداً من نوعه في نهائي الكأس المحلي بين أيك أثينا و أولمبياكوس ..
في مطلع المباراة تقدم أيك بهدفين في أول 10 دقائق من توقيع الأرجنتيني (بلانكو) ، و ينقضي شوط المباراة الأول بتقدم لآيك بهدفين نظيفين ، و في مُستهل الشوط الثاني يسجل الإنجليزي (ديبريشاير) هدفاُ لأولمبياكوس أنعش آماله في التعادل ، وبالفعل في منتصف الشوط الثاني يتعادل أولمبياكوس 2 / 2 عن طريق البرازيلي (دودو)
في الدقيقة 90 يسجل أيك هدفاً ثالثاً عن طريق الأرجنتيني الآخر (سكوكو) ليعطي فرصة قنص الكأس لأيك ، إلا أن (ديبريشاير) الإنجليزي رفض ذلك و سجل هدفا في الدقيقة 96 لأولمبياكوس ..
لجأ الفريقان لشوطين إضافيين عسي أن تنكف حالة التعادل هذه ، في الدقيقة 102 يسجل أرجنتيني ثالث يدعي (جاليتي) و لكن هذه المرة لأولمبياكوس ، لكن سرعان ما يعود أيك أثينا بالتعادل عن طريق (سكوكو) مرة أخري ..
ينتهي الشوطين الإضافيين وقد وصلت النتيجة 4 / 4 .. فما كان من حكم اللقاء (أناستاسيوس كاكوس) إلا أن احتكم إلي ركلات الترجيح عسي أن ينفك هذا الصراع المُحتدم ..
بعد ان صوب كل فريق أربعة ركلات بكل نجاعة ، جاء الدور علي مدافع أولمبياكوس الصربي (دورديفيتش) و ينقذها حارس أيك ، و لكن استمراراً للغرابة ينقذ حارس أولمبياكوس بدوره قذفة مدافع أيك (السويدي (مايستروفيتش) لتنتهي الخمس ركلات ترجيحية الأولي لكل فريق و لا زال التعادل مهيمناً علي الملعب الأوليمبي بأثينا ..
يأخذ الفريقان رحلة ضربة وضربة ، حتي وصل الأمر إلي أن سدد كل فريق 11 ضربة (فوق الخمس ركلات الأساسية) ، منها 10 ركلات مُسجلة و ضاعت واحدة لكل فريق و الغريب أنهما ضربتين متناظرتين ..
الآن .. إجمالي ما وصل إليه كل فريق إلي 16 ركلة ترجيح و النتيجة 14 / 14 ، وفي الضربة السابعة عشر جاء الدور علي متوسط ميدان أيك أثينا الأرجنتيني الجنسية (باليتييري) أن يُسدد ، لكنه يصوب في القائم ، المُدهش أن حارس أولمبياكوس الكبير (أنتونيس نيكوبوليديس) هو من كان عليه الدور في تسديد الركلة نظراً لطرد لاعبين من فريقه ، و بالفعل ينجح الحارس الدولي في تسجيل ركلة الفوز التي ذهبت بالكأس لأصحاب الرداء الأحمر و الأبيض في ماراثون ترجيحي رهيب ..
شاهد : ملحمة أولمبياكوس و أيك أثينا في نهائي كاس اليونان 2009
أول ترجيح محلي شهدته عروس الدلتا
في 3 مايو 1976 شهدت الملاعب المصرية لأول مرة ركلات الترجيح و ذلك بملعب استاد المنصورة ..
لجأ الإسماعيلي و المنصورة لركلات الترجيح بعد أن تعادلا ذهاباً بالإسماعيلية 1 / 1 سجلهما (احمد شاكر) للمنصورة ، و (اسامة خليل) للإسماعيلي .. الغريب أن نفس اللاعبان سجلا هدفي التعادل في مباراة العودة والتي شهدت نفس النتيجة باستاد المنصورة ..

فازت المنصورة بركلات الترجيح 5 / 4 سجل ركلات عروس الدلتا (محمد الشال – سعد سليط – ثروت فرج – أحمد شاكر – السيد العيسوي) ، وسجل للدراويش (محمد ابو أمين – محسن مصطفي – محمد طه – السيد عبد الرازق بازوكا) و أهدر فاكهة الكرة المصرية (علي أبو جريشة) الضربة الخامسة . .
الفراعنة يركلون ترجيحياً 20 مرة
في سجل منتخب مصر 20 مباراة حُسمت بركلات الترجيح ، منها 13 مواجهة رسمية ، و 7 مرات علي سبيل المباريات الحبية .. و سجل الفراعنة 92 ضربة ترجيحية ناجعة ، و سكنت شباكهم 73 ركلة أخري ..
في 21 ديسمبر 1979 واجهت مصر لأول مرة مُعضلة ركلات الترجيح في تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية أمام مدغشقر بعد أن تعادل المنتخبان ذهاباً 1 / 1 ، سجل هدف مصر (مصطفي عبده) ، وكررا نفس النتيجة في لقاء العودة بالقاهرة عندما سجل لمصر (محمود الخطيب) .. فراحت المباراة إلي ركلات الترجيح و فازت مصر 3/ 2.. سجل ركلات مصر كل من (محمود الخطيب – أحمد عبد الحليم – فتحي مبروك ) و أهدر (سعد سليط – محمد صلاح الدين) ضربتيهما ..
يسجل التاريخ أهم مناسبتين لجأ فيهم الفراعنة لركلات الترجيح في طريق حسم اللقب و هما :
1) نهائي كأس أفريقيا للأمم 1986 أمام الكاميرون بعد التعادل السلبي ، وفازت مصر 5 / 4
سجل ترجيحيات مصر (طارق يحيي – مجدي عبد الغني – علي شحاتة – علاء ميهوب – أشرف قاسم) ، فيما أهدر (مصطفي عبده) ركلته..

شاهد : ركلات ترجيح نهائي كاس أمم أفريقيا 1986 – مصر و الكاميرون
2) نهائي كأس أفريقيا للأمم 2006 أمام كوت ديفوار بعد التعادل السلبي أيضاً ، و فازت مصر 4 / 2
سجل لمصر (أحمد حسن كامل – محمد عبد الوهاب – عمرو زكي – محمد أبو تريكة) و أهدر (عبد الحليم علي) الركلة الخامسة ..
شاهد : ركلات ترجيح نهائي كأس أمم أفريقيا 2006 – مصر و كوت ديفوار
الأهلي في مواجهة ركلات الترجيح
تحوي روزنامة نادي القرن 36 مباراة أنجزتها ركلات الترجيح ، حقق الأهلي الفوز في 58 % منها و خسر 42 % ..
نعم فقد فاز الأهلي في 21 مباراة ، وخسر 15 .. و سجل لاعبو الأحمر 130 ضربة ترجيحية ، فيما تلقت شباكهم 125 ضربة ..
مباريات الأهلي الترجيحية توزعت كما يلي (19 مباراة مع الأندية المصرية – 8 مباريات مع أندية شمال أفريقيا – 7 مباريات مع الأندية الأفريقية – مباراتين عالميتين)
أكثر فريق مصري لعب مع الأهلي ترجيحياً هو نادي الزمالك بعدد 5 مرات (فاز الأهلي في اثنتين و خسر ثلاث) .. يليه النادي المصري بثلاث مرات ..
وفاق سطيف النادي الأفريقي الوحيد الذي واجه الأهلي مرتين في ركلات الترجيح و قدر علي الأهلي في المرتين ..
لعب الأهلي مرتين ركلات الترجيح مع أندية من خارج القارة الأفريقية ..
الأولي في أول أكتوبر 1999 أمام الشباب السعودي في نصف نهائي دوري أبطال العرب و خسر الأهلي بركلات الترجيح 2 / 4 بعد أن انتهي الوقت الأصلي و الإضافي للمباراة 1 / 1 ، سجل هدف الأهلي (محمد فاروق) و سجل لبطل السعودية (عبد الله الشيحان) ..
الثانية في 11 فبراير 2021 في مونديال الأندية الأخير بقطر ، في مباراة تحديد المركز الثالث أمام بالميراس البرازيلي و فاز نادي القرن الأفريقي 3 / 2 بعد أن سيطر التعادل السلبي علي اللقاء ..
16 مباراة نهائية لعب فيها الأهلي ركلات ترجيح ، ما بين دوري أبطال أفريقيا وكأس السوبر الأفريقي وكأس مصر وكأس السوبر المصري .. فاز الأهلي في 10 مباريات و خسر 6 ..

جاءت مباريات الفوز النهائية علي كل من
(المقاولون في كأس مصر 1981 – كانون ياوندي الكاميروني في أبطال أفريقيا 1984 – الإسماعيلي في كاس مصر 2003 – الزمالك في كاس السوبر 2003 – الجيش الملكي المغربي في سوبر افريقيا 2006 – الإسماعيلي في السوبر المصري 2007 – النجم الساحلي التونسي في السوبر الأفريقي 2007 – الزمالك في السوبر المصري 2014 – طلائع الجيش في كأس مصر 2020 – الرجاء البيضاوي المغربي في السوبر الأفريقي 2021 )
حكاية ركلات الترجيح مع أبناء حلمي زامورا
علي الجانب الأخر فإن للزمالك في روزنامته 29 مباراة انتهت بركلات الترجيح ، منها 17 مباراة مع الأندية المصرية ، 12 مباراة أفريقية .. حقق الزمالك الفوز في 16 مباراة وخسر 13 ..
13 مرة لعب الزمالك ركلات ترجيح في كأس مصر وحقق الفوز في 7 مباريات وخسر 6 .. ولعب 6 مباريات في دوري أبطال أفريقيا ، فاز في 4 وخسر واحدة ، كما لعب 4 مباريات في الكونفدرالية فاز في مباراتين و خسر مثلهما ..
أما المباريات النهائية فقد وصل عددها إلي 10 مباريات ، حقق الزمالك الفوز في ثمانية منها و خسر اثنتين علي يد النادي الأهلي ..
أما مباريات الفوز فقد تحققت كما يلي :
(أفريكا سبور الإيفواري في دوري أبطال أفريقيا 1986 – أشانتي كوتوكو في دوري أبطال أفريقيا 1993 – الأهلي في السوبر الأفريقي 1994 – المقاولون في السوبر الأفريقي 1997 – الأهلي في السوبر المصري 2017 – سموحة في كأس مصر 2018 – نهضة بركان المغربي في الكونفدرالية 2019 – الأهلي في السوبر المصري 2019 )

هناك مباراة خارج الروزنامة البيضاء لكنها حُسمت بركلات الترجيح أيضاً ، و هي مباراة اتحاد جدة السعودي في نهائي كأس السوبر المصري السعودي و التي فاز بها الزمالك 2 / 1 بعد انتهاء شوطي المباراة بالتعادل السلبي ، بالطبع المباراة لم تُصنف ضمن أجندة الزمالك لطابع البطولة الودي الغير رسمي ..
الإيكونوميست و اقتراح ABBA
في يوليو الماضي ذكرت مجلة زي إيكونوميست البريطانية واسعة الانتشار دراسة تحليلية عن ركلات الترجيح بعنوان
(هل ركلات الترجيح هي أفضل طريقة لكسر الجمود في كرة القدم ؟ )
وأسهبت المجلة الشهيرة في الحديث عن أن ركلات الترجيح تُعد وسيلة غير عادلة بالمرة في تحديد الفائز خاصةً إذا ما كان اللقب غالياً مثل البطولات الكبري ككأس العالم والبطولات الأوروبية وغيرها
ونشرت المجلة احصاءاً أجرته كلية لندن للاقتصاد يقول أن 60 % من الفرق التي تركل أولاً تفوز خاصةً إذا ما سجلت ركلتها الأولي هذه ، وأشار الإحصاء إلي أن السبب ربما يرجع إلى الضغط النفسي على اللاعبين الذين يركلون ثانياً ، لأن التسجيل وجب عليهم في كثير من الأحيان للحفاظ على آمال فرقهم حية ..

ثم طرحت المجلة بديلين عن ركلات الترجيح ، الأول هو ABBA ويفيد بتعديل ترتيب الركل للفريقين حيث يركل كل فريق مرة أولاً وذلك في كل ضربتين جديدتين ، وتم تجربة الطريقة عام 2017 في بطولتي يورو تحت 17 و 19 سنة ، و بطولتي كرة القدم النسائية يورو أيضاً تحت نفس الأعمار السنية ..
اقتراح آخر تم تجربته في أمريكا الشمالية ، وهو أن يُمنح اللاعب بضعاً من الثواني للانفراد بحارس المرمي ثم التسديد ، وهو ما لم يلقي قبولاً من الفيفا إلا أن بعض من دول أمريكا الشمالية لا زالت تطبق هذا النظام في مبارياتها المحلية ..
وفي النهاية .. يبقي السؤال مطروحاً .. هل من بديل ؟