السيد حسين عطية “توتو” (1925-2008) .. صاحب اول سوبر هاتريك فى تاريخ الدورى المصرى

السيد حسين عطية "توتو" (1926-2008) .. صاحب اول سوبر هاتريك فى تاريخ الدورى المصرى

السيد حسين عطية “توتو”

أول سوبر هاتريك فى تاريخ الدورى المصرى

السيد حسين عطية "توتو" (1926-2008) .. صاحب اول سوبر هاتريك فى تاريخ الدورى المصرى

هل تساءلت يومًا عن نجمٍ جمع بين خفة “الصغير” وقوة “القاطرة البشرية” في الملاعب؟ ومن هو اللاعب الذي استحق شرف تسجيل أول سوبر هاتريك في تاريخ بطولة الدوري المصري، ليخلد اسمه بحروف من ذهب؟ وكيف تحول طفل نحيل يقف خارج أسوار ناديه حالمًا، إلى أحد عمالقة الجيل الذهبي للنادي الأهلي في الخمسينيات، ونجم منتخب مصر؟؟

إنه السيد حسين عطية، المعروف بـ “توتو”. نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر في الأربعينيات والخمسينيات، والذي حقق العديد من الانجازات والالقاب، بدأها بإنجاز ولا اروع، عندما كتب اسمه بحروف من ذهب فى سجلات بطولة الدورى المصرى، بعدما اصبح اول سوبرهاتريك فى تاريخ المسابقة بعد تسجيله اربعة اهداف فى مرمى فريق النادى الاوليمبي السكندرى فى الاسبوع الاول من موسم 1949-1950.

في “كورابيديا”، ندعوكم لاكتشاف سيرة أسطورة كروية صنعت مجدًا باهرًا بأقدامها، وضربات رأسها القوية، ووفائها الذي لا يُنسى.

كتب ✍️ جمال عبدالحميد

توتو.. الأسطورة القادمة من طنطا وبداية حلم النجومية

وُلد السيد حسين عطية، وشهرته “توتو”، في مدينة طنطا عام 1925، وهو أحد أبرز نجوم الكرة المصرية خلال حقبتي الأربعينيات والخمسينيات. بدأ توتو مداعبة كرة القدم في السادسة من عمره مع اقرانه في الحارة الصغيرة المتفرعة من شارع (طه الحكيم) ، ومنها انطلق الى شوارع الجعفرية والشيخة صباح، حيث أطلق عليه زملاؤه لقب “توتو”، بمعنى “الصغير”، بسبب بنيانه النحيل وضآلته في ذلك الوقت. ومع بلوغه العاشرة، كان “توتو” يمارس شغفه بالقرب من وابور النور (محطة الكهرباء)، وأمام مدرسة طنطا الثانوية، متمنيًا أن يكون داخل أسوار نادي طنطا الرياضي.

السيد حسين عطية "توتو"

جاء اليوم الذي دخل فيه النادي خلسة، ووقف خلف المرمى يجمع الكرات، حتى جاءته فرصة استعراض مهارته عندما كان يرد الكرات بدقة متناهية إلى اللاعبين، ما لفت الأنظار إلى مهاراته الفنية العالية. وعندما غاب عدد من اللاعبين، استعانوا به لاستكمال التقسيمة، ومنذ ذلك الوقت، بدأ توتو صعوده على سلم النجومية، حيث تم ضمه رسميًا إلى نادي طنطا عام 1940، وتألق في صفوف الناشئين قبل تصعيده للفريق الأول الذي لعب بقميصه ثلاث سنوات، متزاملًا مع نجوم مثل علي قنديل وفتحي وصبحي نصير.. وبعد ان ذاع صيت توتو فى الملاعب تسايقت الاندية على الفوز بخدماته.

الانتقال إلى القلعة الحمراء بذكاء “التتش”

بعد أن ذاع صيت توتو، تصارع على الفوز بخدماته كبار الأندية. في عام 1946، لفت توتو الأنظار بشكل خاص في المباراة النهائية لبطولة الوجه البحري بين فريقي سكة حديد طنطا ونادي طنطا الرياضي. سمع به نجم النادي الأهلي الكبير، مختار التتش، فأرسل كشاف المواهب الشهير عبده البقال لمشاهدته وإصدار الحكم على مستواه الفني عن قرب. في الوقت ذاته، طلب نجم الزمالك جلال قريطم التعاقد مع توتو، إلا أن “البقال” كان أسرع وحصل على توقيع النجم الصغير، لينضم إلى النادي الأهلي في بداية موسم 1948/1949..

157321715 434978744406695 3078578438234145621 n

ومع انطلاق أول بطولة رسمية للدوري العام المصري. سرعان ما أثبت توتو وجوده بين نجوم وعظماء الأهلي الكبار، أمثال أحمد مكاوي، محمد الجندي، وحسين مدكور، وتأقلم معهم ليحجز مركزًا أساسيًا في مركز ساعد الهجوم الأيسر بكفاءة واقتدار. امتاز توتو باللعب بكلتا القدمين، وضربات الرأس القوية، وجمع بين السرعة والدهاء والتسديد القوي على المرمى من جميع الاتجاهات، حتى أصبحت قفزاته وتصويباته مصدر إزعاج وتوتر لحراس المرمى والمدافعين، ما دفعهم لإطلاق لقب “القاطرة البشرية” عليه.

الأرقام القياسية: أول سوبر هاتريك والسيطرة على الألقاب

بدأ توتو مشواره مع الأهلي بإنجاز كبير عندما كان أحد الأسباب الرئيسية لفوز “المارد الأحمر” بأول بطولة دوري موسم 1948/1949، مسجلًا 11 هدفًا ليصبح هداف النادي الأهلي في أول موسم له. كما كان توتو صاحب أول هاتريك للأهلي في مسابقة الدوري.

أما الإنجاز الأبرز والأكبر، والذي لن يسقط من ذاكرة تاريخ بطولة الدوري العام، فهو تسجيله أربعة أهداف في مباراة واحدة، ليصبح أول سوبر هاتريك في تاريخ مسابقة الدوري المصري، وقد سجلها في مرمى فريق النادي الأوليمبي السكندري في المباراة التي جمعت الفريقين يوم 7 أكتوبر 1949.

توتو أول سوبر هاتريك في الدوري المصري

وكان هدفه فى مرمى الترسانة من اغلى الاهداف طوال تاريخة مع القلعة الحمراء ، فبهذا الهدف قاد توتو النادى الاهلى للفوز على الشواكيش فى المباراة الفاصلة التى اهدت اللقب للمارد الاحمر للعام الثانى على التوالى.

وخلال مشاركاته مع النادي الأهلي، من موسم 48/49 حتى نهاية موسم 58/59، ساهم هذا النجم الفنان في فوز الأهلي بالدوري طوال 9 مواسم، محققًا بذلك رقمًا قياسيًا في بطولات الدوري التي شارك فيها، بالإضافة إلى 6 بطولات كأس مصر اعوام 49 -50 -51 -53 -56 -58.

توتو في القمة وتألقه على المستوى الدولي

شهدت العديد من لقاءات قمة كرة القدم المصرية بين الأهلي والزمالك تألق ابن طنطا السيد حسين عطية. ومن أشهر تلك المباريات اللقاء الذي أقيم في 26 مارس 1945 بملعب نادي الزمالك، حيث أمطر نجم هجوم الأهلي مرمى الزمالك بعدة قذائف صاروخية لا تُصد ولا تُرد. وعندما أشار حارس مرمى الزمالك، علي بكر، بتحدٍ له، قبل توتو التحدي، وكان نصيب مرمى الزمالك يومها أربعة أهداف، سجل منها توتو هدفين.

توتو.. توتو.. صلى على النبي

احتفل جمهور القلعة الحمراء بهذا الفوز بهتافهم الشهير الذي لا يُنسى: “توتو.. توتو.. صلى على النبي”. وقد كان توتو أكثر لاعب على مر التاريخ محتفظًا بالرقم القياسي للتسجيل في الزمالك بسبعة أهداف قبل أن يتمكن محمد أبو تريكة من كسره.

لم يتألق توتو فقط محليًا، بل تألق أيضًا على المستوى الدولي مع منتخب مصر، فشارك في بطولات دولية عديدة مثل دورة الألعاب الأولمبية بهلسنكي عام 1952. وفي دورة الصداقة الودية التي أقيمت في اليونان عام 1949، ازدادت نجوميته، حتى أن الجمهور اليوناني، من فرط إعجابه بكفاءة نجمنا ومقدراته الفنية، أطلق على أحد مواليده اسم “توتو”، ليُعرف وقتذاك بلقب “توتو اليوناني”.

نهاية المشوار والوفاء لنادي طنطا

في عام 1961، شعر “توتو” بأنه أعطى كل ما لديه للقلعة الحمراء، ووثق في الجيل الثاني من النجوم القادرين على قيادة السفينة الأهلاوية. فطلب الاستغناء من المسؤولين في النادي الأهلي، بعد مشوار حافل بالبطولات، ليلعب لفريق بلدته طنطا وفاءً لهذا النادي الذي نشأ بين جدرانه. ظل توتو يلعب لناديه الأول حتى اعتزل كرة القدم نهائيًا عام 1964.

تكريم توتو مع نجوم النادس الأهلي

بعدها، قام بتدريب نادي طنطا، وسافر للعمل كمدرب في دول الخليج لعدة سنوات. بعد عودته، عمل مستشارًا لكرة القدم بنادي طنطا، حتى ترك العمل في الوسط الرياضي بسبب حالته الصحية. عاش توتو حياته الأسرية حتى وافته المنية في نوفمبر عام 2008، عن عمر يناهز 82 عامًا، إثر أزمة قلبية، تاركًا خلفه إرثًا كرويًا عظيمًا.

النجوم نبراس الأجيال ..

إن سيرة أساطير الكرة المصرية، وعلى رأسهم فنانون بقيمة ووفاء “توتو”، تمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الكروية. في “كورابيديا”، نرى أن واجبنا الأساسي هو حفظ وتوثيق هذه المسيرة والتاريخ الكبير للاعبين العظماء. إن قصص صعودهم، وإنجازاتهم، ووفائهم لأنديتهم، ليست مجرد ذكريات، بل هي نبراس يضيء الطريق للأجيال القادمة.. فلتظل مآثر هؤلاء النجوم خالدة، لتغرس في كل موهبة شابة قيمة الإخلاص والانتماء والسعي لتحقيق المجد الكروي.

طالع أيضا علي كورابيديا ..

💥 حكايات كورابيديا .. حكايات كروية مميزة 

💥 سجل نتائج الدوري المصري عبر التاريخ

💥 سلسلة أرشيف الأهرام الرياضي

💥 سجل الثنائيات في الدوري المصري 

💥 سجل الهاتريك في الدوري المصري 

المصادر للاطلاع ..

1 COMMENT

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here