سجل مباريات منتخب مصر عام (1998)
الجزء الثاني
مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية بوركينا فاسو 98
منتخب مصر عام (1998) .. نواصل رحلتنا مع تاريخ منتخب مصر علي كورابيديا باستعراض مباريات المنتخب لعام 1998 .. وقد تابعنا في الجزء الأول كيف سيطر الإحباط علي الشارع الكروي بعد فشل الصعود الي كأس العالم فرنسا 98 .. وكيف قاد الجنرال الجوهري استعدادات منتخب مصر في ظل أجواء من التشاؤم والأزمات.
طالع أيضا .. سجل مباريات منتخب مصر 1998 – الجزء الأول
نبذة عن كأس الأمم الإفريقية (بوركينا فاسو 1998)
قبل أن نخوض فيما واجهه المنتخب من أحداث ومباريات خلال المعترك الإفريقي .. سنلقي نظرة سريعة على بطولة كأس الأمم الأفريقية النسخة ال21 والتي استضافتها بوركينا فاسو للمرة الأولى في تاريخها في الفترة من 7 إلى 28 فبراير من عام (1998) ..
شهدت بطولة أمم إفريقيا 1998 ببوركينا فاسو مشاركة (16) منتخب للمرة الأولى فعليا وعمليا والثانية نظريا .. وذلك بعد قرار الاتحاد الإفريقي بزيادة عدد المنتخبات ، والذى بدأ تنفيذه في بطولة (1996) بجنوب إفريقيا ، ولكن انسحاب نيجيريا مباشرة قبل انطلاق المنافسات بسبب بعض الخلافات السياسية مع الدولة المنظمة وقتها، جعل تلك النسخة تقتصر على مشاركة الـ15 المنتخب المتواجدين ، حيث لم يكن هناك متسع من الوقت لاستدعاء منتخب بديل .
نعود مرة أخرى لنسخة بطولة بوركينا فاسو 1998 والتي استضافت مدينتي واجادوجو (العاصمة) و”بوبوديولاسو” المباريات الخاصة بها على ملاعبها ، وكما هو معتاد تم تقسيم المنتخبات ال16 المشاركة إلى (4) مجموعات ::
المجموعة الأولى
-
- بوركينا فاسو (المستضيفة)
- الكاميرون
- الجزائر
- غينيا
المجموعة الثانية
-
- غانا
- تونس
- توجو
- الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا)
المجموعة الثالثة
-
- جنوب إفريقيا (حاملة اللقب)
- ساحل العاج
- أنجولا
- ناميبيا
المجموعة الرابعة
-
- مصر
- موزمبيق
- زامبيا
- المغرب
ويصعد أول وثاني كل مجموعة إلى ربع النهائي ومن ثم نصف النهائي ثم مباراة تحديد المركز الثالث ختاما بمباراة النهائي ..
والآن وبعد النبذة المختصرة عن البطولة .. هيا بنا عزيزي لمعرفة تفاصيل مباريات منتخب مصر بها وأبرز كواليسها
مصر 2 – 0 موزمبيق | 10 فبراير 1998 | بداية مبشرة وحسام يعود لهوايته المفضلة ..
على بركة الله دخل منتخب مصر مواجهة موزمبيق تاركا خلف ظهره كل ما واجهه من معاناة وصعوبات وأزمات واحباطات خلال الشهور والأسابيع الماضية وحتى وصوله لبوركينا فاسو ، واضعا نصب عينيه هدف واحد فقط، هو عبور منتخب موزمبيق المغمور على الورق ، والذى لم يسبق له المشاركة في المحفل الإفريقي سوى مرتين فقط ..
المشاركة الأولي في بطولة 86 بمصر، وقد صادف أن تقابل معه المنتخب في دور المجموعات، وفاز عليه بثنائية مارادونا النيل “طاهر أبوزيد” ، والمشاركة الثانية في بطولة 96 في جنوب إفريقيا ولم يحقق شيء يذكر آنذاك بعد خروجه المبكر من دور المجموعات ..
لذا فالفارق كان يصب في مصلحة الفراعنة بشكل كبير، وكان ما على المنتخب فعله فقط هو تجاوز حمى البدايات وتجنب أي مفاجأت من أجل تصدر المجموعة الرابعة مبكرا وفتح الشهية لما هو قادم ، ولاسيما بعد ما انتهت مباراة المغرب وزامبيا في افتتاح مباريات المجموعة بالتعادل الإيجابي (1-1)..
وهذا ما قد كان وتم ترجمته وإثباته في المباراة ، التي دخلها الجنرال محمود الجوهري بتشكيل متوازن دفاعيا وهجوميا جاء على النحو التالي..
تشكيل المنتخب المصري .. مباراة مصر وموزمبيق
- نادر السيد (حراسة المرمى)
- سمير كمونة
- مدحت عبد الهادي
- محمد يوسف
- ياسر رضوان
- ياسر ريان ↔️ عبد الظاهر السقا
- هاني رمزي
- أحمد حسن
- عبد الستار صبري ↔️ طارق مصطفى
- حازم إمام ↔️ وليد صلاح عبداللطيف
- حسام حسن
الوصف التفصيلي لمباراة مصر وموزمبيق
بدأ المنتخب المباراة ضاغطا بكل خطوطه من البداية من أجل إحباط أي حماس أو اندفاع متوقع لدى الوحوش وهو اللقب الذى يطلق على منتخب موزمبيق .. وبالفعل تم ترجمة هذا الضغط بهدف مبكر في الدقيقة (14′) عن طريق حسام حسن الذى ظهر فى المباراة “بنيولوك” وذلك بعد أن حلق شعره “على الزيرو” بعد متابعة “كرة” حازم إمام التي ارتدت من القائم ليضعها القناص حسام بقدمه اليسرى محرزا أول أهداف المباراة وأول أهدافه في بطولات كأس الأمم الإفريقية ، بعد 3 مشاركات سابقة في 1986 ، 1988 ، 1992 لم يستطع تسجيل أي هدف فيهم ..
ويبدو أن “نيولوك” حسام كان بمثابة تميمة الحظ له ، فمع الضغط المتواصل للفراعنة ، وقبل نهاية الشوط الأول وتحديدا في الدقيقة (44) سجل حسام الهدف الثاني للمنتخب وله شخصيا بعد أن استقبل عرضية ياسر رضوان السحرية ليضعها برأسه في الشباك معلنا عن عودته لممارسة وظيفته الرسمية ، وهى هز الشباك واحراز الأهداف، لينهى بعدها المنتخب الشوط الأول متفوقا على منتخب موزمبيق لعبا ونتيجة بالثنائية النظيفة ..
رغم تراجع أداء المنتخب نوعا ما في الشوط الثاني وهو أمر طبيعي بعد المجهود الكبير الذى بذله اللاعبون في الشوط الأول وأثمر عن التقدم بهدفين .. إلا أنه لم يكن صعبا عليهم الحفاظ على النتيجة والخروج بها لبر الأمان وخاصة مع تألق خط الدفاع والحارس نادر السيد الذى دافع عن مرماه برشاقة وبراعة وتصدى لقذائف “كوندى” أخطر لاعبي موزمبيق ..
لتمضى بعدها الدقائق لنهاية معلومة ويطلق بعدها الحكم الغينى “كمارا انجاجا” صافرة النهاية معلنا تحقيق منتخب مصر لفوز مهم وثلاث نقاط غالية ، جعلته يتصدر المجموعة الرابعة قبل المواجهة الصعبة أمام المنتخب الزامبي ، والذى تعادل مع المنتخب المغربي (1-1) في افتتاح مباريات المجموعة كما أشرنا وذكرنا .
مصر 4 × 0 زامبيا | 13 فبراير 1998 | حل العقدة وهاتريك تاريخي ..
مثلت مواجهة زامبيا الاختبار الأول والحقيقي لمنتخب مصر في البطولة ، نظرا للتطور النوعي الذى لحق بالكرة الزامبية في السنوات التي سبقت نسخة بوركينا فاسو ، وتحديدا بعد حادث سقوط طائرة الفريق الأليم في 27 أبريل عام 1993 والذى فقد خلاله الفريق أبرز عناصره ونجومه
، لكن المنتخب الزامبي استطاع في وقت قياسي أن ينهض بقيادة نجمه “كالوشا بواليا” والذى لم يتصادف وجوده على الطائرة المشئومة، وقدم عروضا مبهرة نالت استحسان جميع المتابعين .. بعد أن جاء وصيفا لنيجيريا في بطولة أمم إفريقيا 1994، وحل ثالثا في بطولة أمم إفريقيا 1996، هذا بالإضافة إلى تمثيله نوعا ما عقدة للمنتخب المصري في كأس الأمم ولاسيما بعد أن أقصاه من ربع نهائي بطولة (96) بثلاثية مريرة وكان قبلها قد فاز عليه في بطولة (92) في دور المجموعات بنتيجة 1-0 ، كانت من ضمن أسباب إقصاء المنتخب المبكر من تلك النسخة التي استضافها ساحل العاج ..
كل هذه المعطيات وضعها في الحسبان الجهاز الفني بقيادة الجوهري قبل هذه المواجهة، من أجل العبور منها بأخف الأضرار لاسيما وأنك تواجه منتخب يمتلك خبرة كبيرة في المعتركات الأفريقية، بالإضافة إلى أن لاعبيه بقيادة كالوشا بواليا ودينيس لوتا وشاليومبا يمتازون بالسرعة والتجانس ، وهذا ما كان واضحا وجليا في المباراة الأولى أمام منتخب المغربي والذى كان يضم وقتها لاعبين ونجوم من العيار الثقيل ..
كل هذه الأمور كان من شأنها وضع ضغوطات كبيرة على لاعبي المنتخب ، ولاسيما أن هناك فروقات فنية كبيرة بين منتخب موزمبيق الذى واجهه المنتخب في الجولة الأولى وبين منتخب زامبيا تحت قيادة مدربه الألماني “بوركارد زيسه” بالطبع ..
ولكن ما حملته أحداث المباراة وما فعله منتخب مصر قلب كل الموازين وعكس كل التوقعات والتكهنات التي كانت قبلها ..
تشكيل المنتخب المصري .. مباراة مصر وزامبيا
- نادر السيد (حراسة المرمى)
- سمير كمونة
- مدحت عبد الهادي ↔️ سامى الشيشيني
- محمد يوسف ↔️ عبد الظاهر السقا
- ياسر رضوان
- محمد عمارة
- هاني رمزي
- أحمد حسن
- عبد الستار صبري
- حازم إمام ↔️ أسامة نبيه
- حسام حسن
الوصف التفصيلي لفوز مصر المذهل علي زامبيا ..
دخل المنتخب المواجهة بشكل حذر وكان واضحا من البدايات أن تعليمات الجوهري كانت تقضى بأن يكون إيقاع اللعب هادئ لامتصاص أي اندفاع هجومي لمنتخب زامبيا والذى كان عنصر السرعة يصب في صالحه تحديدا في بداية المباراة .. لذا فكانت سمة التقارب بين خطوط لاعبي المنتخب هي السائدة ، من أجل سد أي ثغرة يتمكن من خلالها لاعبي زامبيا الوصول إلى مرمى نادر السيد..
وإن كان يدل هذا الأمر على شيء، فهو يدل على أن الجوهري قد درس المنتخب الزامبي الخطير كما ينبغي، مما جعله يدخل المباراة باستراتيجية محددة وهى غلق جميع مفاتيح لعبه ، والاعتماد على الهجمات المرتدة ، مع فرض الرقابة اللصيقة على مصادر الخطورة ، والتي تتمثل في النجم كالوشا بواليا نظرا لقيمته وخبرته واعتماد جميع اللاعبين عليه ..
وكان لنجاح “مدحت عبد الهادي” و “سمير كمونة” مدافعي منتخبنا في إيقاف خطورة “كالوشا” وتحديد إقامته رغم صعوبة المهمة، دور بارز في التأثير على أداء منتخب زامبيا ككل، والذى فوجئ بهذا الأداء التكتيكي العالي من منتخب مصر ، الذى أصبح الطريق أمامه ممهدا لترجمة هذا التحكم والتفوق الخططى لفعل شيء عظيم في هذا اليوم ..
انتصف الشوط الأول وكان واضحا وجليا تحكم منتخبنا في إيقاع اللعب ولم يتبقى سوى ترجمة هذا التفوق إلى زيارة عاجلة للشباك الزامبية .. وبالفعل آتت الفرصة عندما احتسب الحكم الدانماركي “كيم ميلتون” ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء منتخب زامبيا ، تصدى لها حسام حسن بقدمه اليمني وسددها قوية بارتفاع منخفض لتتخطى حائط الصد الزامبي وتستقر في شباك الحارس “فيرى” معلنه عن أول أهداف المنتخب في الدقيقة (35″)، وثالث أهداف حسام في البطولة، ومعلنة أيضا عن منعرج جديد ستدخل فيه المباراة بعد هذا الهدف المهم ..
وبالفعل هذا ما حدث .. فقد هاج وماج المنتخب الزامبي بعد هدف حسام محاولا إدراك التعادل في أسرع وقت ، لكن صلابة واستبسال دفاع منتخبنا ومن خلفهم نادر السيد بالإضافة للقائم حال دون حدوث ذلك،
لتمر الدقائق سريعة على زامبيا وبطيئة على مصر، ليطلق بعدها الحكم الدانماركي صافرة نهاية الشوط الأول معلنا عن تقدم منتخب مصر على زامبيا لعبا ونتيجة بهدف القناص “حسام حسن” ..
الشوط الثاني والخوف من تكرار السيناريو الأليم ..
لم يكن بعيدا عن ذاكرة المتابعين للمباراة وأنا واحد منهم بما أنى قد عاصرت تلك الحقبة، سيناريو مباراة مصر وزامبيا في ربع نهائي (كأس الأمم الأفريقية 1996) ، والذى أنهى منتخب مصر شوطها الأول متقدما بهدف دون رد عن طريق سمير كمونة ، لكن سرعان ما جاء رد المنتخب الزامبي .. وكان ردا قاسيا بثلاثية صادمة مستغلا الانهيار البدني الذى حل وقتها على لاعبي المنتخب في الشوط الثاني والذى شهد الخسارة المريرة بنتيجة (3-1) ومن ثم الإقصاء من البطولة، وهو الأمر الذى تسبب في ترسيخ عقده عانى من هواجسها الجماهير والمحللين والمتابعين في ذلك الوقت، خوفا من تكرار سيناريو (96)ا في نسخة (98) .. لكن صافرة الحكم الدانماركي آتت لتقطع حبل القلق والهواجس وتضعنا أمام واقع الشوط الثاني، الذى بدأه المنتخب الزامبي بهجوم جارف لتعويض ما فاته في الشوط الأول ، وبالفعل قام كالوشا ورفاقه بشن هجمات خطيرة على مرمى نادر السيد الذى تحمل هو وخط دفاعه أعباء ثقيلة جراء هذا الاندفاع الهجومي، ولاسيما في الدقائق الأولى من الشوط الثاني ..
عاشق الشباك يدمر الشباك الزامبية ..
وفى ظل هذا الضغط المتواصل على منتخبنا آتت الدقيقة (55) حاملة أخبارا سارة لجماهير الكرة المصرية .. وذلك بعد هجمة مرتدة ترجم منها حسام حسن تمريرة سحرية من عبد الستار صبري إلى هدف رائع في شباك “فييرى”، ليعزز المنتخب تقدمه بهدف ثاني كان له مفعول السحر على مجريات المباراة، لاسيما بعد ما بدأ اليأس والإحباط يدب في صفوف المنتخب الزامبي ، والذى وجد أمامه منتخب مختلف عن الذى واجهه في أمم إفريقيا 96 .. منتخب يملك أدواته ودارس كل خطواته وفقا لخط سير وأحداث المباراة، وبالفعل بعد الهدف الثاني لعاشق الشباك وهو اللقب الذى دشنه أحمد شوبير حارس منتخب مصر والأهلي السابق أثناء تعليقه على مباريات المنتخب ليصبح هذا اللقب ماركة مسجله باسم حسام حسن ، تفتحت خطوط المنتخب الزامبي بشكل كبير، واندفع لاعبوه إلى الهجوم بشكل عشوائي، وهو ما استغله منتخبنا وقام بشن عدة هجمات مرتدة، استطاع محمد عمارة ظهير أيسر المنتخب وأحد نجوم المباراة أن ينطلق بواحدة منها من ناحية اليسار حتى منطقة جزاء زامبيا، ومرر كرة أرضية للقناص حسام حسن الذى لم يجد صعوبة في وضعها بيسراه على يسار “فييرى”، لتشهد الدقيقة (70) هاتريك تاريخي لعاشق الشباك .. كان هو الأول في مسيرته الحافلة مع المنتخب ، جعله ينفرد بصدارة الهدافين برصيد (5) أهداف بعد مباراتين فقط .. ليرد حسام كرامته ويثبت خطأ كل من انتقده وطالب باستبعاده قبل البطولة، ويعطى درس في كيفية تحويل الضغوطات والاستفزازات إلى طاقة إيجابية ومنتجة ومبدعة وهو بالفعل ما كان ..
انهيار الخطوط وتتويج المجهود ..
نعود للمباراة مرة أخرى والتي بات واضحا من خلال مجرياتها أن اليأس قد دب بشكل كامل في صفوف المنتخب الزامبى بعد الهدف الثالث ، والتي انهارت خطوطه أمام المنتخب المصري المنظم، الذى تلاعب به كيف ما شاء مقدما واحدة من أروع المباريات عبر تاريخه في البطولة ..
وقبل النهاية بـ10 دقائق وتحديدا في الدقيقة (80) ، توج الظهير الأيمن ياسر رضوان مجهود زملائه ومجهوده بهدف رابع سجله بطريقة رائعة، بعد أن وجد نفسه منفردا تماما بمرمى “فييرى” من الناحية اليمنى ، ليغمز الكرة بمهارة عالية من فوقه واضعا إياها داخل الشباك مسجلا الهدف الرابع ومعلنا عن نصب المنتخب المصري السيرك للمنتخب الزامبي .. ليطلق بعدها الدانماركي “كيم ميلتون” صافرة النهاية معلنا عن حل منتخبنا لعقدة المنتخب الزامبي برباعية تاريخية، كونها أكبر نتيجة فوز من حيث فارق الأهداف يحققها منتخب مصر على زامبيا ..
ليصبح منتخب مصر أول المنتخبات المتأهلة لربع نهائي كأس الأمم الأفريقية (1998) بعد تحقيقه فوزين متتاليين .. تأهل تسبب في فرحة غامرة للشعب المصري، والذى تحولت مشاعره من التوتر والقلق قبل البطولة إلى طموح وأمل بعد نهاية هذه المباراة تحديدا ، بعد تألق وإبداع جميع نجوم المنتخب بقيادة الجنرال “محمود الجوهري”
.. ليغلق بعدها المنتخب صفحة مباراته أمام زامبيا ، استعدادا للمواجهة الكلاسيكية مع المنتخب المغربي، الذى بدوره كان قد فاز على منتخب موزمبيق بنتيجة 3-0 في المباراة التي أعقبت مباراة مصر وزامبيا ،ليقترب هو الآخر من التأهل بعد أن ارتفع رصيده لـ4 نقاط ، احتل بهم المركز الثاني بفارق نقطتين خلف المنتخب المصري المتأهل والمتصدر للمجموعة بالعلامة الكاملة ، فيما حل منتخب زامبيا ثالثا بنقطة واحدة وتذيل منتخب موزمبيق المجموعة بدون نقاط بعد نهاية الجولة الثانية ..
توابع الفوز التاريخي على منتخب زامبيا ..
قبل أن نستعرض ما حدث في مباراة مصر والمغرب في الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة (كأس الأمم الأفريقية 1998) ..
سنأخذك عزيزي القارئ في رحلة سريعة داخل الأجواء المصرية، والتي أحدث فيها الفوز المزلزل على المنتخب الزامبي ومن ثم التأهل إلى ربع النهائي كأول منتخب في البطولة ، توابع إيجابية وردود فعل واسعة على جميع الأصعدة سواء الرسمية أو الشعبية ..
فعلى الصعيد الرسمي قام الرئيس الأسبق “محمد حسنى مبارك” بإجراء اتصال بالبعثة ليهنأهم على الفوز بمباراة زامبيا والصعود لربع النهائي ، وشد من أزرهم لتكملة مشوار البطولة، وهو الأمر الذى أسعد لاعبو المنتخب الوطني سعادة بالغة ، وأكدوا أن هذا الاتصال هو أكبر مكافأة لهم وضاعف من مسئوليتهم لتخطى ربع النهائي لإسعاد الملايين من الشعب المصري ..
أما على الصعيد الشعبي فقد ارتفع سقف طموحات الجماهير المصرية للوصول لأبعد نقطة في البطولة، بل والفوز بها ولما لا والمنتخب يقدم مستويات ولا أروع.. كما أشاد جميع النقاد الرياضيين والصحفيين بالمنتخب وما قدمه اللاعبون ، وعلى رأسهم النجم حسام حسن هداف المنتخب والبطولة ، وطالبوهم باستمرار العطاء والكفاح تحت قيادة الجنرال محمود الجوهري حتى يعود منتخب مصر إلى مكانته الطبيعية كواحد من كبار القارة السمراء كما كان من قبل ..
لينجح منتخب مصر في إحداث حالة من التوحد بين جميع أطياف الشعب وصل صداها للبعثة المصرية التي عاشت أوقات سعيدة في بوركينا فاسو ، قبل أن تغلق صفحة التأهل وتستعد لكلاسيكو الشمال الإفريقي الصعب أمام أسود الأطلس المونديالية في ختام مباريات المجموعة الرابعة..
مصر 0 – 1 المغرب | 17 فبراير | ترسيخ العقدة بهدف عالمي ..
لم تكن مباراة المغرب ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمنتخب، وذلك بعد حقق المطلوب بضمانه الصعود لربع النهائي ، إلا أن هذه المواجهة تحديدا كان لها طابع تنافسي وكلاسيكي خاص، فمواجهات منتخبنا مع منتخبات الشمال الإفريقي دائما ما تتسم بالتنافس والإثارة ، وأيضا بالكثير من المشاحنات .. بالإضافة إلى علو كعبها في تلك الحقبة، والذى جسده منتخب تونس في حسمه لبطاقة التأهل لمونديال 98 على حساب المنتخب المصري وأثبته المنتخب المغربي في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 98، باقتناص 4 نقاط من المنتخب بالتعادل معه سلبيا في القاهرة والفوز عليه بهدف دون رد في الدار البيضاء..
بالإضافة إلى تاريخ المواجهات قبل هذه المباراة كان يصب دائما وأبدا في صالح الأشقاء المغاربة.. لتصبح مواجهة أسود الأطلس بصفة خاصة ومنتخبات الشمال الأفريقي بصفة عامة، أحد العقد المستعصية الذى دائما وأبدا مايصعب على الفراعنة حلها في مختلف المواعيد ..
كل هذه المعطيات جعلت الجماهير المصرية متشوقة لهذه المواجهة بفارغ الصبر من أجل حل هذه العقدة، وهم يمنون النفس بعرض مماثل للعرض الجميل والرائع الذى قدمه المنتخب فى مباراة زامبيا تحديدا، وتسبب في استعادة الكبرياء المفقود
لكن يبدو أن تأهلنا المبكر واحتياج المنتخب المغربي لنقطة ليضمن الصعود بعيدا عن أي مفاجأة غير متوقعة ، كان له تأثير على خط سير المباراة والتي بدأ فيها “محمود الجوهري” بتشكيل شهد بعض التعديلات في خطى الدفاع والوسط ، كان الغرض منه إراحة بعض اللاعبين الأساسيين وإعطائهم جرعة من الراحة استعدادا لربع النهائي وأيضا للاطمئنان على باقي عناصر المنتخب..
تشكيل المنتخب المصري .. مباراة مصر والمغرب
-
- نادر السيد (حراسة المرمى)
- سامى الشيشيني
- مدحت عبد الهادي
- عبد الظاهر السقا
- ياسر رضوان
- محمد عمارة
- طارق مصطفى ↔️ أسامة نبيه
- هاني رمزي
- عبد الستار صبري ↔️ ياسر ريان
- حازم إمام ↔️ محمد يوسف
- حسام حسن
وبنظرة سريعة لتشكيل منتخب مصر سنجد أن الجوهري قد دفع بثلاث لاعبين لم يبدأ بهم المباراتين السابقتين بشكل أساسي وإن كانوا قد شاركوا كبدلاء، وهم “سامى الشيشيني وعبد الظاهر السقا في خط الدفاع وطارق مصطفى في خط الوسط. . ليبرهن هذا التشكيل استراتيجية الجوهري للمباراة وهو الخروج منها على أقل تقدير بدون هزيمة للمحافظة على صدارة المجموعة بالإضافة لتجهيز العناصر التي سيستفيد منها لاحقا للاندماج مع العناصر الأساسية، قبل مواجهة ربع النهائي ..
أما المنتخب المغرب بقيادة المدرب الفرنسي المخضرم “هنري ميشيل” والتي كانت المباراة في غاية الأهمية له فقد دخل المباراة بتشكيل مدجج بالنجوم المحترفين في أوروبا..
تشكيل المنتخب المغربي .. مباراة مصر والمغرب
-
- عبد القادر البرازي (حراسة المرمى)
- نور الدين نايبت
- لحسن إبرامي
- عبد الكريم الحضريوى
- سعيد شيبة
- عبد الرحيم الوكيلى ↔️ يوسف فيرتوت
- خليف ↔️ جريندو
- طاهر الخلج
- يوسف شيبو
- مصطفى حاجى
- الخطابي ↔️ بهجة
- المدرب : الفرنسي “هنرى ميشيل“
الأهداف: مصطفى حاجى 90′
الوصف التفصيلي لفوز المغرب القاتل علي مصر ..
بدأ الشوط الأول هادئا وفقا لمتطلبات كل منتخب من المباراة ، والتي دخلها المنتخب المغربي بغية تحقيق نقطة على أقل تقدير ليضمن الصعود رفقة منتخب مصر الذى دخل المباراة طامحا في الخروج بتعادل على أقل تقدير للحفاظ على صدارة المجموعة ، وراغبا في محو عقدة لازمته سنين طويلة في حال تحقيق الانتصار،
ولكنها بكل تأكيد كانت أمور يصعب التحكم فيها خاصة في ظل ظروف مباريات كرة القدم المتقلبة دوما وأبدا ..
حذر وترقب وبطاقة أحمر ..
نعود لتفاصيل الشوط الأول الذى ظل الأداء حتى منتصفه تعاونيا بين المنتخبين ،ووضح اعتماد الفريق المغربي على نجمه مصطفى حاجى المحترف في نادى ديبورتيفو لاكرونيا الإسباني ،والذى كان يتحرك في كل مكان ويوزع الكرات على زملائه ، ومن ناحية أخرى كان حازم إمام أبرز لاعبي منتخب مصر ..
وبوجه عام كان الحذر والترقب هو السائد على أداء المنتخبين مع بعض التفوق النسبي للمنتخب المغربي وظل رتم المباراة هكذا معظم أوقات الشوط الأول إلى أن جاءت اللحظة الفارقة قبل نهايته، وتحديدا في الدقيقة 45 والتي شكلت منعرج المباراة وذلك عندما أشهر الحكم الدانماركي “كيم ميلتون” البطاقة الحمراء في وجه مدافع المنتخب “مدحت عبد الهادي” بسبب لعبة خشنة مع أحد لاعبي المنتخب المغربي، ليطلق بعدها صافرة نهاية الشوط الأول، ليجد منتخب مصر نفسه مجبرا على خوض 45 دقيقة كاملة فى الشوط الثاني منقوصا من أحد أعمدته الأساسية في خط الدفاع ..
ضغط مغربي رهيب ..
عندما تأتيك الفرصة فلابد أن تستغلها حتى تصنع الحدث .. وهذا ما طبقه المنتخب المغربي منذ بداية الشوط الثاني فقام باستغلال النقص العددي لمنتخب مصر وقام بتكثيف هجماته من كل الجهات، حتى دانت له السيطرة بشكل كامل على مجريات الشوط الثاني وقام بمحاصرة الفريق المصري في وسط ملعبه..
ولم تفلح التغييرات التي قام بها الجوهري والتي تمثلت في الدفع بكل من أسامة نبيه و ياسر ريان و محمد يوسف في محاولة لتقليل هذا الضغط الشديد ، وأصبح معظم اللعب في منطقة جزاء منتخب مصر ، لدرجة أن “حسام حسن” قلب الهجوم كان يدافع هو الآخر ، وقام بإخراج كرة هدف محقق من على خط المرمى، بالإضافة إلى إنقاذ عارضة نادر السيد هدفا آخر مؤكدا ..
هدف حاجى العالمي..
كان واضحا إصرار منتخب المغرب على الفوز في تلك المباراة من أجل صدارة المجموعة ومن أجل حسم الكلاسيكو الخاص مع المنتخب المصري وهو بالفعل ما تم ، وفى ظل الهجوم المتواصل وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة .. وتحديدا في الدقيقة الثانية بعد الـ90 ، قام “أحمد بهجة” الجناح الأيمن” للمنتخب المغربي بعد المرور من حسام حسن برفع كرة متقنة من الجهة اليسرى للمنتخب المصري، استقبلها “مصطفى حاجى” من الوضع طائرا بضربة خلفية مزدوجة “باك ورد” إستقرت على إثرها الكرة فى المقص الأيمن لمرمى نادر السيد ، معلنة عن تسجيل هدفا عالميا وأحد أفضل أهداف البطولة على الإطلاق ..
هدف لو كان لجائزة “بوشكاش” لصاحب أجمل هدف التي تم استحداثها في عام 2009 وجود في تلك الفترة ، لفاز بها بلا منازع بسبب روعته وجماله ..
بعد هدف حاجى العالمي والتاريخي أطلق الحكم الدانماركي “كيم ميلتون” صافرة نهاية المباراة معلنا عن عدم حل العقدة بل وترسيخها بفوز للمنتخب المغربي منحه صدارة المجموعة الرابعة فيما حل المنتخب المصري ثانيا .. بينما جاء المنتخب الزامبى والذى ودع البطولة ثالثا، وذلك بعد فوزه السهل والغير مجدى على منتخب موزمبيق بنتيجة (3-1) في ختام مباريات دور المجموعات ..
طي صفحة مباراة المغرب ودور المجموعات والاستعداد لما هو آت ..
بالهزيمة أمام المغرب طوى منتخب مصر صفحة دور المجموعات بحلوها ومرها ، وبدأ فورا في الاستعدادات لمواجهة ربع النهائي ، والتي تحدد طرفها الآخر وهو منتخب ساحل العاج الصعب متصدر المجموعة الثالثة، التي حل فيها منتخب جنوب أفريقيا ثانيا ليضرب موعدا مع المنتخب المغربي متصدر المجموعة الرابعة ..
طالع أيضا..
سجل مباريات منتخب مصر 1998 – الجزء الأول
سجل مباريات منتخب مصر 1998- الجزء الثالت