قصة 13 مقالة..
كتبت سيناريو تأهل مصر إلى مونديال 90 ..
كتابة وصياغة : أحمد فؤاد
لم تبح تصفيات تأهل مصر إلى مونديال (90) بكامل أسرارها بعد .. فلا تزال هناك أحداث شيقة خلف الكواليس لم يتم الكشف أو الإعلان عنها من قبل .. وفى هذا التقرير الشيق على موقع كورابيديا معقل الدرر والكنوز الوثائقية ، سيتم إزاحة الستار عن 13 مقالة كتبها 13 لاعب من منتخب مصر بأقلامهم في مجلة أكتوبر العريقة، عقب مباراة ذهاب الدور الحاسم المؤهل لكأس العالم أمام الجزائر فى قسنطينة، لتسجيل انطباعاتهم عنها ، وأيضا للكشف عن ما يجول فى خاطرهم قبل مواجهة الإياب الحاسمة فى القاهرة .. تابعونا
كيف بدأت القصة .. ومن صاحب فكرة
بدأت تفاصيل القصة مباشرة بعد انتهاء مباراة الجزائر ومصر والتي أقيمت يوم 8 أكتوبر 1989 ، فى مدينة قسنطينة الجزائرية فى ذهاب الدور الحاسم والمؤهل مباشرة إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا .. وكانت لنتيجة المباراة التي انتهت بالتعادل السلبى رد فعل إيجابي على البعثة المصرية وقتها ، حيث غمرت السعادة والفرحة الجميع ، ليس بسبب التعادل فقط بل للأداء القوى والمشرف الذى قدمه نجوم المنتخب تحت قيادة الجنرال محمود الجوهري ، وهو الامر الذى جعل الجميع متفائل بتحقيق حلم التأهل للمونديال ، الذى طال انتظاره قرابة ال56 عام ، ولم يتبقى على تحقيقه سوى 90 دقيقه فقط حيث مباراة الذهاب بالقاهرة في 17 نوفمبر ..
واستغلالا لهذه الأجواء الإيجابية والعلاقة الطيبة مع كابتن محمود الجوهري، طرأت فكرة عبقرية في رأس الكاتب الصحفي الأستاذ ماهر فهمى والذى كان مرافقا لبعثة المنتخب في الجزائر لمباشرة عمله في تغطية الأجواء المصاحبة للفريق ،حيث كان يشغل وقتها منصب نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر الأسبوعية العريقة ، والتي أسسها الكاتب الصفحى الكبير “أنيس منصور” في 31 أكتوبر 1976 ..
ومضمون الفكرة هى أن يكتب كل لاعب مقالا تحليليا عن انطباعاته بعد مباراة الجزائر، وعن رأيه في مباراة العودة فى القاهرة، فى واقعة ترجمت فيها الأقلام كل ماكان يدور فى ذهن اللاعبين بعد إنتهائهم من اللعب بالأقدام ..
تفاصيل الواقعة .. واللاعبون الذين استجابوا وكتبوا
وعن تفاصيل الواقعة يقول الصحفي ماهر فهمى “طقت الفكرة في راسي في ثانية، ونحيت الكابتن الجوهرى صاحب الرأس الذهبية والخطط العبقرية فى الملعب لمدة ساعة عن منصبه كمدير فنى، وتوليت مقاليد الأمور، وقلت للاعبين الذين تنطلق أقدامهم على البساط الأخضر في قوة وحزم ..
“أنا هنا المدير الفنى للعب على الورق .. وخطتى هى أن يكتب كل منكم مقالا يحلل قيه إنطباعاته عن مباراة التعادل فى قسنطينة وعن رأيه فى مباراة العودة وتقرير المصير فى 17 نوفمبر فى القاهرة ..” ثم وجهت تعليماتى لجمال عبد الحميد كابتن الفريق بتوزيع الأقلام على اللاعبين ومعها الأوراق للبدء فى الكتابة .. وبالفعل استجاب 13 لاعبا لطلبى وهم:
- أحمد شوبير
- هشام يكن
- أشرف قاسم
- ربيع ياسين
- إبراهيم حسن
- مجدى عبد الغنى
- هشام عبد الرسول
- أحمد الكأس
- جمال عبد الحميد
- طاهر أبوزيد
- بدر رجب
- صابر عيد
- ياسر فاروق
وهرب من مشقة الكتابة
- حسام حسن
- أحمد رمزي
وأضاف “تركت كل لاعب يكتب مايجول فى خاطره بدون أن أتدخل بقلمى فى أى شئ، ولم يتدخل فريق التصحيح فى المجلة، وتركنا كل مقال بعبله ليعبر عن إمكانيات صاحبه وقدراته فى ملعب الصحافة” ..
والآن عزيزي القارئ وبعد سرد التفاصيل الخاصة بالقصة والواقعة .. سأستعرض لك فى الفقرات القادمة المقالات الـ13 التى كتبها اللاعبون، وتم نشرها فى العدد الصادر من مجلة أكتوبر بتاريخ 15 أكتوبر 1989، وحملت فى تفاصيلها أحلام وطموحات سطرت سيناريو التأهل لمونديال 90 .. وسأكتفى فقط بكتابة ملخص مختصر تحت العناوين الفرعية، وتحت الملخص سيتم عرض المقالة كاملة كما نشرت، وتحتها إسم كل لاعب
أحمد شوبير .. أعصابي هدأت بعد العشر الدقائق الأولي
فى مقالة طويلة بينت مايمتلكه من حس إعلامى مستقبلي، أكد أحمد شوبير حارس مرمى منتخب مصر، والذى شارك فى جميع مباريات التصفيات الثمانية، بأن أملنا هو الوصول لمونديال 90، لإسعاد الملايين من الشعب المصرى الطيب، وأضاف بأننا قادرون بعون الله على التأهل .. ووضح فى المقالة أيضا كم الصعوبات التى واجهت المنتخب فى مباراة الإياب ، نظرا لقوة المنتخب الجزائري وقتها ، وكم كان متوترا فى ال10 الدقائق الأولى، ولكن بعدها أثبت رجال المنتخب أنهم كانوا على قدر المسؤولية ..
هشام يكن .. كنت خائفا
لم يخفى هشام يكن مدافع المنتخب، والذي شارك في 4 مباريات خلال التصفيات شعوره بالقلق قبل مباراة الإياب فى الجزائر، ولكنه أكد أن ثقته فى الله ثم مدربه وزملائه، أعطت له دفعة كبيرة وجعلته واثق من تحقيق الحلم ورفع العلم المصري فى روما
أشرف قاسم .. وتركنا الجوهري لنتعاهد
البرنس أشرف قاسم والذي شارك فى 5 مباريات خلال التصفيات، وحرمته الإصابة اللعينة من المشاركة فى المباراة الأخيرة، أكد أن اللاعبين تعاهدوا على تحقيق الحلم وبذل كل الجهد والعرق وذلك بعد أن طلبنا من الجوهري أن يتركنا بمفردنا لمدة 5 دقائق، كالعادة قبل كل مباراة ..
ربيع ياسين .. خوف أعقبه ثقة
غلب الطابع الروحانى على مقالة ربيع ياسين أحد نجوم المنتخب فى التصفيات بمشاركته فى 5 مباريات، والذى أكد فى مقالته أن الأمل أصبح كبيرا فى التأهل بعد التعادل فى مباراة قسنطينة خاصة أن الخوف كان مسيطر قبلها ولكن الثقة فى الله ذللت كل الصعاب ..
إبراهيم حسن .. الجزائري فى نظري
غلب الطابع الحماسى والفدائى المشهور به التوأم على مقالة إبراهيم حسن الذى شارك فى جميع المباريات الثمانية، حيث أكد أن الشحن الجماهيرى فى الجزائر لم ينل من تركيزه ولم يسبب له أى قلق أو خوف، بل زاده حماس وإصرار ..
مجدى عبد الغنى .. شعوري قبل المباراة ثقة في الله
رغم شعوره بالثقة قبل وبعد المباراة إلا أن البلدوزر مجدى عبد الغنى، والذى كان محترفا وقتها فى بيرامار البرتغالي، وشارك فى 5 مباريات خلال التصفيات .. رفض الإفراط فى الفرحة بعد نتيجة مباراة الذهاب مؤكدا أن مباراة العودة فى القاهرة لم يتم حسمها بعد ..
أحمد الكأس .. الاعتقاد الخاطئ
أما الجوهرة السمراء أحمد الكأس أحد النجوم القلائل الذين شاركوا في جميع مباريات التصفيات الثمانية .. فكان هادئا واثقا في مقالته موضحا أن الثقة الزائدة من المنتخب الجزائرى جائت فى مصلحتنا ولكن ذلك لا يمنع أنه منتخب لا يستهان به وأضاف سنبذل قصارى جهدنا لإسعاد الشعب المصري وتحقيق الحلم بالوصول للمونديال ..
هشام عبد الرسول .. أنا سعيد
عبر هشام عبد الرسول إبن المنيا وأحد إكتشافات الجوهري التاريخية، وهداف منتخب مصر فى التصفيات برصيد 3 أهداف سجلهم فى 7 مباريات، عن سعادته بتواجده مع المنتخب فى تلك الفترة التاريخية، وأوضح أن مباراة العودة ستكون مصيرية وأكد أن اللاعبين والجهاز الفنى تعاهدوا وقرأو الفاتحة على أن يبذلو كل جهد فى 17 نوفمبر من أجل إسعاد 55 مليون مصرى ..
جمال عبد الحميد .. شبح تونس راودني .. وأسعدني إصرار اللاعبين
بدأ جمال عبد الحميد كابتن المنتخب والذى شارك فى 7 مباريات خلال التصفيات، مقالته بالإشادة بالجزائر، والاستقبال الحافل التى لاقته البعثة المصرية، وتعمق ولا أحسن كاتب بعد ذلك فى تفاصيل التفاصيل، وشرح بشكل تفصيلى كل ماحدث فى الجزائر، وفى نهاية المقالة لم يخفى شعوره بالقلق من تكرار تجربة تونس، ولكن اللاعبون أكدو له بأن ما إنتهى هو الشوط الأول فقط ولازال يتبقى شوط ثانى مصيرى فى القاهرة
طاهر أبوزيد .. أهمية المباراة القادمة
وفى مقالة لا يستطيع كتابتها سوى مارادونا النيل .. حلل طاهر أبوزيد الذى لم يشارك سوى 3 مباريات خلال التصفيات الوضع كما ينبغي ليثبت أنه موهبته فى الكتابة لا تقل عن موهبته الفذة فى كرة القدم ..
بدر رجب .. الخطة الموضوعة
وفى مقالة قصيرة أكد لاعب الوسط بدر رجب والذى شارك فى 3 مباريات خلال التصفيات أن الالتزام الخططي هو سر النجاح والفوز في معظم المباريات
صابر عيد .. من على دكة الاحتياطي .. لم أتوقف عن الدعاء لزملائي
ورغم عدم مشاركته إلا فى ثلاث مباريات خلال التصفيات إلا أن نجم المحلة صابر عيد والذى كان إحتياطيا فى مباراة قسنطينة أكد انه لم يتوقف عن الدعاء للمنتخب لأن الأهم هو تحقيق الحلم وإسعاد الشعب المصرى
ياسر فاروق .. الهجوم أربكهم .. ومباراة قسنطينة بالنسبة لي يوم عيد
لم تختلف حماسة ياسر فاروق نجم الترسانة والذى شارك في مباراتين فقط في التصفيات عن حماسة أى نجم شارك بشكل أساسي، وهذا ما ظهر جليا خلال ما كتبه فى المقالة الخاصة به
كلمة في حب جيل مونديال 90
شئنا أم أبينا سيظل جيل 90 بقيادة المدرب القدير محمود الجوهري أحد الأجيال الملهمة في تاريخ الكرة المصرية لما واجهوه من صعوبات ومشقة منذ بدء تكوينهم في أواخر 88 .. حتى تأهل مصر إلي مونديال 90 ..
جيل نجح في غرس كل معانى الانتماء والوطنية فى كل من عاصره وضحى بكل غالى ونفيس من أجل إسعاد الجماهير ورفعة اسم مصر .. تحت قيادة جنرال بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو الكابتن محمود الجوهري رحمه الله .. والذى جعل هذا الجيل خير مثال يحتذى به في العطاء والإخلاص حتى وقتنا ..
وهو ما كان واضحا وجليا في المقالات التي حملت تفاصيلها رغم بساطتها ،دروس مستفادة كثيرة وكتبها اللاعبون بكل حب وتلقائية ، وهو لا يدركون أن ما يكتبونه سيكون سيناريو لما سيتم بعد ذلك، وهو تحقيق حلم الملايين والتأهل لمونديال 90 ..
طالع ايضا علي كورابيديا ..
سجل مباريات منتخب مصر في عقد التسعينيات
مباراة مصر وهولندا .. مونديال 90