الرئيسية | حكايات كورابيديا | طوابع البريد .. تخلد ذكرى الأحداث الرياضية

طوابع البريد .. تخلد ذكرى الأحداث الرياضية

طوابع البريد ..

تخلد ذكرى الأحداث الرياضية

الطوابع البريدية والأحداث الرياضية

الطوابع البريدية والأحداث الرياضية

تحرص معظم الدول علي إصدار طوابع البريد التذكارية .. التي توثق تاريخها وأهم أبطالها، وأحداثها التاريخية والسياسية والثقافية والرياضية، وكذلك تقاليدها ومنجزاتها وأعيادها القومية، وما يصاحبه من رصد وتوثيق وإبراز تلك الإنجازات والأحداث والمناسبات المهمة.

ويمكن اعتبار أن الطوابع وسيلة من وسائل الاتصال التي تصل إلى مختلف دول وشعوب العالم، ما يعطيها انتشارا واسعا، كما أن الطوابع تؤدي رسالة تاريخية تتناقلها الشعوب والحضارات .. كما تعد الطوابع البريدية رمزا وسفيرا لكل بلد وحضارة تاريخية متأصلة لها طابعها ومدلولها الذي يعبر عن آثار ومعالم وثقافة وعلماء وعملة كل بلد.

نشأة واختراع طوابع البريد

وتعود نشأة واختراع طوابع البريد إلى يناير عام “1837” عندما نشر مدير البريد البريطاني السير (رولاند هيل) كتيبا بعنوان “إصلاحات البريد أهميتها وقابليتها للتطبيق) .. وقد اقترح تخفيض الرسوم البريدية الى الحد الأدنى، إضافة الى اقتراحه نظاما جديدا لتحصيل الرسوم لقاء الخدمات البريدية، وذلك بأن يقوم المرسل بشراء صورة صغيرة ويلصقها فوق رسالته.

وقد أثارت هذه الفكرة الجديدة نقاشا حادا في البرلمان البريطاني بين مؤيد ومعارض، ومن ثم تمت الموافقة عليها، فتقرر طبع تلك الصورة الصغيرة وأطلق عليها أسم طابع، وفى السادس من مايو عام “1840” صدر أول طابع بريد في العالم حمل صورة الملكة فيكتوريا، وسُمّي “بيني بلاك”، والبيني هو أصغر وحدة نقدية في بريطانيا، وهي البنس، للدلالة على كلفته، أما “بلاك” فهو نسبة للون الأسود الذي اختير ليكون خلفية الصورة.

قصة أول طابع بريد في العالم – موقع العربي الجديد

نشاة وإختراع طوابع البريد

أول طابع بريد في العالم حمل صورة الملكة فيكتوريا

وعند ظهور الطابع قوبل بعاصفة شديدة من السخرية والاحتجاج خصوصا من رجال البريد القدامى الذين راحوا يشيعون ان الصمغ الذى يكسو الطابع من الخلف يحمل جراثيم مرض الطاعون مما يؤدي الى وفاة الكثير من الناس الذين سيقومون باستعمال تللك الطوابع ..

إلا ان فكرة طوابع البريد راجت كثيرا في العالم، وتبعت بريطانيا في ذلك سويسرا التي أصبحت ثاني دولة تستخدم الطوابع البريدية في العالم عام 1843 ثم جاءت البرازيل ثالثة بطابع (عين الثور) ثم كانت الولايات المتحدة بطابع يحمل صورة جورج واشنطن ثم فرنسا وتوالت بقية دول العالم بعد ذلك في إصدار الطوابع البريدية.

والتي تعد من الوسائل الحضارية التي ساهمت بقوة في ابراز المناحى الثقافية والفكرية والاقتصادية و التاريخية والسياسية للبلد، والتعريف بإنجازاته الحضارية ومؤسساته ورجالاته وكل ما يتصف به من معارف وعلوم وفنون ومعلومات.

طوابع البريد والدورات الأوليمبية

إذا كان عشاق الرياضة يحرصون دائما على الاحتفاظ بوثائق مختلفة عن أهم البطولات والدورات الرياضية، كذكريات هامة تسجل أحلى لحظات الفوز والانتصار، وذلك منذ بدايات الصحافة المتخصصة، ثم ظهور التسجيلات الصوتية فالمرئية بأشكالها المختلفة، فإن طوابع البريد قد أولت اهتمامها بالرياضة منذ أواخر القرن التاسع عشر بسجلات ذات مذاق وطابع خاص.

ويعود تاريخ طوابع البريد مع الرياضة الى عام “1896” موعد انعقاد أول دورة للألعاب الأوليمبية في العصر الحديث، والتي واجهت خطر الإلغاء بسبب الصعوبات المالية التي كانت تعانى منها اليونان أن ذاك .. حيث كان مقررا أن تعقد تلك الدورة في أثينا، وكانت الطوابع هي العامل الأول الذى أنقذ الدورة .. فقد أصدرت مصلحة البريد اليونانية مجموعة تتكون من 12 طابعا تجسد تاريخ الألعاب الأوليمبية القديمة، وكانت حصيلة الطوابع نصف مليون دراخمة رصدت للجنة الوطنية لتغطية نفقات ومصاريف الدورة.

طوابع بريد الدورات الأوليمبية

طوابع بريدية بمناسبة الدورات الأوليمبية

ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا صدر أكثر من عشرة آلاف طابع يخلد ويؤرخ للدورات الأوليمبية الحديثة، فبعد عشر سنوات على انعقاد أول دورة أوليمبية حديثة في أثينا .. عادت اليونان فأصدرت مجموعة أخرى تتألف من 14 طابعا خصص جزء من عائداتها لتغطية نفقات الدورة الاستثنائية التي عقدت في اليونان بمناسبة مرور عقد كامل على استئناف الألعاب الاوليمبية وكانت تضم هذه المجموعة من الطوابع بعض الألعاب الرياضية التي كانت تقام في اليونان القديمة.

ومن وقتها والدورات الأوليمبية تخلد الدورات عبر إصدارات الطوابع، فمثلا عندما استضافة مدينة أنفيرس البلجيكية دورة الألعاب الاوليمبية السابعة عام “1920” أصدرت بلجيكا مجموعة من الطوابع بمناسبة انعقاد الدورة على أراضيها .. بعدها أتسع تقليد إصدارات طوابع البريد دورة بعد أخرى حتى أنه في دورة طوكيو الأوليمبية التي أقيمت عام “1964” تم اصدار أكثر من 300 طابع بريد أصدرت أربعين دولة بمناسبة مشاركتها في الألعاب الاوليمبية.

كرة القدم توثق أحداثها علي طوابع البريد

وجذبت كرة القدم اللعبة الأشهر على مستوى العالم أشهر الفنانين لتسجيل إبداعاتهم من خلال طوابع البريد التي قاموا بتصميمها، وفى ذلك يقول خبير طوابع البريد السويسري “كريستوف هيرتش” إن الإصدارات الخاصة بكرة القدم تسجل مراحل تطور فن تصميم الطوابع بما يتناسب مع أهمية الحدث الرياضي وظروف إصدارها.

ويسجل دليل ميتشل لطوابع البريد المتعلقة بكرة القدم أن هولندا من أقدم الدول اهتماما بها حيث يعود أقدم طابع إلي عام “1928”، لتنساها حتى العام “1974”، ثم تتوسع بعدها بمجموعة طوابع تحتفي بمشاركتها في كأس العالم بالولايات المتحدة “1994”، وكأس أوروبا في إنجلترا “1996”، ليصل عدد طوابع كرة القدم إلى الرقم 15 في هولندا.

أما في إيطاليا فقد اهتمت طوابع البريد بكرة القدم منذ “1934”، فيما بدأ اهتمامها بكأس أوروبا عام “1980”، ثم ركزت على استضافتها لكأس العالم 1990، واحتفت ببطولات فريقها القومي في القرن العشرين بإصدار يعود إلى العام “2002”، ليصل إجمالي طوابعها إلى 100 طابع بريدي خاص بكرة القدم.

وتعد رومانيا صاحبة أكبر رصيد لإصدارات طوابع بريد عن كرة القدم بإصدارها حوالى 150 طابع علما بأن أقدم هذه الطوابع الرومانية صدر في عام “1937” من القرن الماضي.

وظهرت كرة القدم على طوابع البريد الفرنسية أيضا عام “1938”، ثم تراجعت قبل أن تظهر مجددا عام “1997”، وازدادت بروزا في العام “2002” لتخليد انتصارات فرنسا في كرة القدم في القرن العشرين، لتصبح حصيلة الطوابع الفرنسية المعنية باللعبة 37 طابعا.

وقد أصدرت دائرة البريد الفرنسية عام 2002 واحدا من اشهر الطوابع في تاريخها عندما أصدرت طابعا مستديرا في مناسبة كاس العالم في كوريا الجنوبية واليابان وحمل هذا الطابع عبارة بطولة العالم لكرة القدم مع صورة ملعب وكرة بالإضافة الى أعلام الدول التي أحرزت لقب كاس العالم منذ نشأتها حتى ذلك التاريخ بالترتيب الأبجدي لأسمائها.

طوابع بريد كروية بنكهة سياسية في أوروبا

ويقول هيرتش إن دول شرق أوروبا اهتمت بتوظيف طوابع البريد بشكل غير مباشر للترويج السياسي لها من خلال طوابع كرة القدم إدراكا منها بشعبية الساحرة المستديرة.

وفي هذا الصدد نجد أن بولندا مثلا بدأت اهتمامها عام 1952، وأصدرت حتى الآن 29 طابعا، فيما بلغ العدد في كرواتيا 24 طابعا حول كرة القدم رغم حداثة عهدها حيث استقلت عن يوغسلافيا عام “1991”، وشهدت روسيا بعد الشيوعية  30 طابعا منذ “1997”، وشهدت اليونان 28 طابعا منذ “1986”، كان أبرزها بطبيعة الحال مجموعة الطوابع التي خلدت إنجازها المثير بالفوز بكأس أوروبا عام “2004”.

أما البرتغال فلها رصيد من 87 طابعا يعود أولها إلى العام “1963”، وكانت قد سبقتها إسبانيا عام “1960”، ولكن برصيد لا يتجاوز 30 طابعا، في حين يرجع تاريخ الطوابع السويدية إلى العام “1958”، وأكتفت بـ14 إصدارا فقط، مقابل 38 طابعا تركيا أولها كان في العام “1955”.

طوابع بريد ذهبية في البرازيل احتفالا بتنظيم كأس العالم 2014

في عام “2014” استضافت البرازيل نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وبهذه المناسبة الكبيرة قامت شركة البريد البرازيلية (كورويوس) بطرح مجموعة من 12 طابع بريدي ذهبي تخليداً لإنجازات السيليساو  في نهائيات كأس العالم، وتزامن ذلك مع تاريخ استضافة البرازيل للمونديال للمرة الثانية في تاريخها بعد نسخة عام “1950”.

وطرحت الشركة هذه الطوابع البريدية الذهبية تحت اسم (كرة القدم البرازيلية الذهبية) والتي تميزت بألوان ذهبية زاهية بالإضافة للون الأصفر المميز لقميص المنتخب البرازيلي، وتسجل إنجازات البرازيل في أعوام “1958، 1962، 1970، 1994، 2002” كذلك مع الإشارة لاستضافة نسخة عام 1982 والفريق التاريخي الذي شارك في مونديال  إسبانيا عام “1982”.

طوابع بريد برازيلية

وتعبر تلك الطوابع البريدية عن جوهر كل غزو كروي عالمي حصد من خلاله راقصو السامبا البرازيلية على كأس العالم في تصميم يتميز بالجرأة الفنية لحدث رياضي يمثل جزء من هوية الشعب البرازيلي، وفخره بفنه الكروي الساحر، وببلادة التي تمثل المقر الروحي لكرة القدم في وجدانه.

ومن المعروف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم  (فيفا) له برنامجاً خاصاً يسمى (البرنامج العالمي للطوابع) ، وسبق له ان أصدر طوابع خاصه لكأس القارات والتي استضافتها البرازيل صيف 2013.

الدول العربية توثق أحداثها التاريخية علي طوابع البريد

وبمناسبة مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كاس العالم عام 2018 في روسيا أصدرت مؤسسة البريد السعودي ثلاث طوابع بريدية تذكارية دعما للأخضر في مشاركته في العرس الكروي العالمي، وحملت هذه الطوابع صورة جماعية للاعبي المنتخب السعودي خلال مرحلة الإعداد لكأس العالم.

بالإضافة الى تميمة المنتخب التي دشنتها هيئة الرياضة بعد تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم في روسيا، وتمثلت في صورة صقر على هيئة لاعب كرة قدم سعودي، إلى جانب شعار الهيئة العامة للرياضة، وصورة لكأس العالم، وتحمل كلمة معاك الأخضر.

و لأن الطوابع التذكارية تعد سجلا لأهم الأحداث التي تعيشها الدول سواء التاريخية او السياسية او الرياضية عبر آلاف السنين، كما انها تخلد ذكرى أحداث كبيرة فقد خلدت عدد من الدول العربية أيضا مثل المغرب والجزائر وتونس والإمارات وسلطنة عمان ..الخ عدد من الأحداث الرياضية الهامة بإصدار العديد من الطوابع البريدية التذكارية لها.

مصر من أقدم دول العالم في إصدار طوابع البريد

وتعد مصر من أوائل الدول على مستوى العالم التي قامت بإصدار الطوابع البريدية  وكان ذلك عام 1866 في عهد الخديوي إسماعيل الذى اشترى حق امتياز شركة البوسطة الأوروبية وأنشأ البوسطة المصرية، وأصبح الإيطالي موتسى بك أول مدير عام لمصلحة البريد في 2 يناير 1865.

وفى الأول من يناير عام 1866 صدرت أول مجموعة مكونة من سبعة طوابع عادية لبوسطة تمغاى تحمل نقوشا عثمانية وظهرت طوابع البريد الحكومية عام 1893، وكان يكتب داخلها كلمة أميري التي تحولت عام 1907 إلى كلمة أميريب ، وظهرت طوابع البريد التذكارية أو طوابع المناسبات عام 1925 في عهد الملك فؤاد

مصر تستخدم طوابع البريد في توثيق أحداثها الرياضية

وفى اطار حرصها الدائم على إصدار الطوابع التذكارية في المناسبات والأحداث القومية والوطنية الهامة أصدرت الهيئة القومية المصرية للبريد عددا كبيرا من الطوابع البريدية التذكارية التي خلدت مشاركات الفرق والمنتخبات المصرية الرياضية في العديد من المناسبات والأحداث الرياضية وخاصة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم.

فعندما شاركت مصر في نهائيات كاس العالم عام 1990 في إيطاليا أصدرت الهيئة طابعا تخليدا لهذه الذكرى، وبعد فوز منتخب الفراعنة ببطولة كاس الأمم الافريقية عام 1998 في بوركينا فاسو تم اصدار اكثر من طابع بريد يؤرخ ويخلد الفوز المصري بالبطولة السمراء حيث حمل احد الطوابع علم مصر بألوانه الحمراء والسمراء والبيضاء على هيئة مربع كبير داخلة أعلام الدول ال16 التي شاركت في البطولة بالإضافة الى كاس أمم افريقيا وتعويذة البطولة وفى الخلف جاءت خريطة القارة الافريقية السمراء.

طوابع بريد مصر 1998

طوابع بريد تخلد ذكري فوز مصر بكأس الأمم 1998

وعندما استضافت مصر بطولة كاس العالم للناشئين عم 1997 أصدرت مصر اكثر من طابع تخليدا لتلك المناسبة الكبيرة فى عالم كرة القدم والتي مثلت تميمة البطولة (توت توت) وهو يرتدى الزى الفرعوني ويركل كرة القدم.

وتكريما لفوز النادي الأهلي ببطولة كاس الأندية الافريقية ابطال الدوري ( دوري ابطال أفريقيا حاليا ) عام 1982 لأول مرة في تاريخ القلعة الحمراء أصدرت الهيئة المصرية للبريد طابعا بريدا يمثل لاعبا يرتدى قميص النادي الأهلي الحمراء وهو يركل الكرة ومن وراءه كاس البطولة داخل خريطة قارة افريقيا.

وبنفس الطريقة كرمت الهيئة نادى المقاولون العرب عندما احرز كأس الأندية الافريقية ابطال الكؤوس للمرة الأولى في تاريخه عام 1983 بإصدار طابع يخلد تلك المناسبة العظيمة وحمل أيضا صورة لاعب كرة يرتدى الزى الأصفر الشهير لنادى المقاولون وهو يركل الكرة وخلفة كاس البطولة وخريطة القارة الافريقية.

ولم يكن نادى الزمالك بعيدا هو الاخر عن عمل طوابع تخلد انتصاراته الافريقية حيث خرج الى النور اكثر من طابع يخلد البطولات الافريقية للقلعة البيضاء وكذلك أصدرت مصر أيضا طابع بريد بمناسبة فوز منتخب مصر العسكري ببطولة كاس العالم العسكرية لكرة القدم عام 1993.

طالع أيضا علي كورابيديا ..

المصادر للاطلاع ..

عن كورابيديا - koraapedia

كورابيديا هو موقع إلكتروني متخصص في توثيق وتحليل أرقام وإحصائيات كرة القدم المصرية والعالمية، أسسه المهندس محمد عمارة عام 2020. يُقدم الموقع مقالات وتحليلات تغطي مختلف البطولات، الفرق، واللاعبين، مما يجعله مرجعًا مهمًا للمهتمين بتاريخ كرة القدم وأبرز أحداثها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*