إنجلترا وروسيا .. حكاية الكافيار والمونديال ! 

إنجلترا وروسيا .. حكاية الكافيار والمونديال ! 

 

عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فرضت المملكة المتحدة بعض العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لحماية دونباس وفي إطار القيود الجديدة تم توسيع قائمة السلع المحظور استيرادها من موسكو حيث ذكرت وكالة تاس الروسية منذ أيام قليلة أن المملكة المتحدة فرضت حظرا على استيراد مجموعة من المنتجات كان أبرزها الكافيار الروسي الذي تحتفظ ذاكرة كاس العالم 1966 بقصة مثيرة بين الإنجليز والروس كان بطل الشاشة فيها علبتين من افخر واجود انواع الكافيار الروسي ساهمتا بدور كبير في تتويج منتخب إنجلترا بلقب المونديال .

 

جمال عبدالحميد

شهد اللقاء الختامي فى نهائيات كأس العالم 1966 فى انجلترا بين المنتخبين الانجليزي والالماني قمة الإثارة فبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق تم الاحتكام الى الأوقات الإضافية وبعد 11 دقيقة من الشوط الإضافي الأول ، أطلق المهاجم الانجليزي جيف هيرست تسديدة قوية على المرمى الالماني ارتدت من العارضة بشدة إلى أسفل ، وارتطمت بالأرض على خط مرمي الالمان كانت هناك بعض لحظات التردد والشك من قبل الحكم السويسري جوتفريد دينست قبل أن يلاحظ أن حامل الراية الروسي ” توفيق باخراموف ” يشير إلي صحة الهدف وبعد مداولات ومناقشات بين الحكم ومساعده نجح ” باخراموف ” فى إقناع حكم اللقاء دينست باحتسابها هدفا بعدما اكد له ان الكرة التي سددها هيرست ارتطمت بالعارضة ثم توجهت إلى الاسفل ولمست الارض خلف خط المرمى قبل ان ترتد إلى داخل الملعب وكان الهدف الانجليزى غير الصحيح كما أكدت اللقطات التليفزيونية هو مفتاح فوز منتخب انجلترا بلقب المونديال بعد الفوز على منتخب المانيا الغربية باربعة أهداف مقابل هدفين فى الوقت الإضافي.

 

وبعد سنوات طويلة وبالتحديد عام 1999 اعترف الحكم الدولي الروسي السابق نيكولاي لاتيشيف الذي كان عضوا في اللجنة المسؤولة عن اختيار الحكام خلال كاس العالم 1966 والذي قاد المباراة بين البرازيل وتشيكوسلوفاكيا في نهائي مونديال 1962 بان الروسي توفيق باخراموف الذى رحل عن دنيانا عام 1993 عاش ليالي كثيرة وهو يحلم ويتمنى ان يشارك في قيادة المباراة النهائية.

 

وبما أن لاتيشيف كان عضوا في اللجنة التي تختار الحكام، جاءه باخراموف يطلب مساعدته لترشيحه لإدارة اللقاء النهائي والذي لم يكن المساعد الروسي مرشحا له ولكن الحكم الروسي لاتيشيف رفض الامر وطلب منه اللجوء إلى مسؤول آخر فذهب باخراموف إلى عضو لجنة التحكيم الماليزي كوايوي حاملا علبتين من اجود وأفخر انواع الكافيار الروسي مقابل أن يتوسط له أن يكون في الطاقم التحكيمي بنهائي المونديال حيث يعتبر الكافيار من اهم المنتجات الروسية ، وكان من عادة باخراموف ان يحمل بعض العلب الفاخرة والثمينة منه في رحلاته الخارجية .

وتحدث لاتشيف قبل وفاته بعدة سنوات انه لولا عبوتين الكافيار لما اختير باخراموف الذي كان رجل عداعمل في شدة الحنكة والمهارة ربما ضمن الطاقم التحكيمي.

المثير فى الأمر أنه عندما كتب توفيق باخراموف مذكراته ، قال إنه يعتقد أن الكرة ارتدت للخلف ليس من العارضة ، ولكن من الشبكة ، لذلك كانت الحركة الإضافية للكرة ضئيلة بالفعل وغير مرئية له أيضًا.

 

لم يسقط اسم توفيق باخراموف الذي ينحدر اصلا من أذربيجان من ذاكرة كرة القدم حيث تم تغيير اسم الملعب الوطني في باكو باذربيجان إلى ملعب توفيق باخراموف الجمهوري وذلك بعد وفاة الحكم الأذربيجاني في مارس 1993 عقب فترة وجيزة من استقلال أذربيجان عن روسيا وأصبح باخراموف ربما أول حكم كرة قدم يمتلك ملعبًا يحمل اسمه .

وعندما وقعت إنجلترا في نفس المجموعة مع أذربيجان في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 ، أقيم حفل قبل الاجتماع في الملعب لتكريم ذكرا توفيق لاخراموف بحضور النجم الإنجليزي جيوف هيرست هيرست والنجم الفرنسي ميشيل بلاتيني وسيب بلاتر  رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم في ذلك الوقت

 

كما تم الكشف عن نصب تذكاري له في الحفل وخلال الزيارة نفسها التقى نجل باخراموف بممثلي المشجعين الإنجليز وأعرب عن سعادته بأن “مساعد الخط الروسي” الشهير لعام 1966 قد استعاد أخيرًا جنسيته الحقيقية  “الآن بعد أن أصبحت أذربيجان مستقلة ، من المناسب جدًا أن نتذكره كعضو في الأمة الأذربيجانية. أناس مثل توفيق باخراموف يولدون مرة واحدة فقط كل مائة عام”.