مثلما يرتبط معنا شهر رمضان دائما بذكريات روحانية جميلة .. يرتبط أيضا مع محبى وعشاق كرة القدم بمباريات لا تسقط من الذاكرة .. مباريات كان لظروف لعبها في الشهر الكريم سواء قبل أو أثناء أو بعد الإفطار طبيعة خاصة .. وتحديدا إذا كانت مباريات مؤثرة أو حاسمة سواء على المستوى المحلى أو الدولي أو العالمي ..

نستعرض معكم من خلال كورابيديا سلسلة قصة مباراة في رمضان .. وأبرز المباريات وأحداثها وكواليسها والأجواء المصاحبة لها .. والتي كان لتصادف لعبها في “رمضان” سببا في جعلها حالة خاصة لا تسقط من ذاكرة من تابعها أو عاصرها .. تابعوني .. وكل عام وأنتم بخير

بقلم :: أحمد فؤاد

مباراة في رمضان .. ليفربول وبرشلونة

الزمان : 2 رمضان 1440 الموافق 7 مايو 2019
المكان : ملعب أنفيلد رود بمدينة ليفربول
المناسبة : مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول وبرشلونة

مباراة في رمضان .. عندما ترجم لاعبي ليفربول المكتوب على قميص صلاح إلى ريمونتادا تاريخية

كانت موقعة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكان للعبها في إحدى الليالي الرمضانية عبق وعطر خاص لنا نحن كمصريين ..

وكان أكثر المتفائلين لم يكن ليتخيل أو حتى يحلم بهذا السيناريو التاريخي لعدة أسباب .. أبرزها أن ليفربول كان مطالبا قبل المباراة بتسجيل 3 أهداف أو أكثر بعد الهزيمة في الذهاب على ملعب كامب نو بثلاثية نظيفة غير معبرة عن خط سير المباراة كادت أن تكون رباعية لولا رعونة عثمان ديمبيلى في آخر كرة ..

بالإضافة إلى الغيابات المؤثرة التي ضربت ليفربول وعلى رأسهم محمد صلاح والذى لم يشارك في المباراة بأمر من طبيب ليفربول بعد إصابته بإرتجاج خفيف فى مباراة فريقه أمام نيوكاسل بالبريميرليج بجانب غياب فيرمينو ونابى كيتا أيضا بداعى الإصابة

كلها هذه الأمور كانت كفيلة بإنهاء أي طموح أو رغبة في العودة أمام برشلونة بقيادة ميسي ولويس سواريز ..

ولكن ماقدمه ليفربول من أداء رائع فى مباراة الذهاب رغم الهزيمة بثلاثية لا تعكس مادار في المباراة التي كان الريدز هو الأفضل فى معظم فتراتها كان دافعا لتحقيق المستحيل فى ليلة إعجازية لا تنسي فى الأنفيلد

لا تيأس أبدا .. Neve give up

قبل المباراة ظهر محمد صلاح نجم ليفربول مرتدياً تيشرت أسود مكتوب عليه 3 كلمات باللغة الإنجليزية، تحمل معنى “لا تستسلم أبداً” في رسالة واضحة لزملائه مفادها بأنهم قادرون على فعل المستحيل في الملعب وهو ما كان له صدى إيجابي وبعث روح التفاؤل ..

تشكيل الفريقين .. في غياب صلاح

نذهب للمباراة والتي دفع فيها يورجن كلوب بكل ما لديه من أوراق متاحة فبدأها بتشكيل مكون من ..

أليسون بيكر فى حراسة المرمى ..
ارنولد
فان دايك
ماتيب
روبرتسون (فينالدوم)
فابينيو
هندرسون
ميلنر
شاكيرى
مانيه
أوريجى (ستوريدج)

أما برشلونة الذى دخل المباراة متسلحا بثلاثية الذهاب وطامحا في زيادة الغلة للقضاء على أي فكرة للمقاومة أو العودة فقد دخل المباراة تحت قيادة مدربه فالفيردى بتشكيل مكون من ..

تيرشتيجن فى حراسة المرمى
سيرجيو روبرتو
بيكيه
لينجليت
ألبا
راكيتيتش (مالكوم)
فيدال (ميلو)
كوتينهو (سيميدو)
ميسي
سواريز

بداية الملحمة التاريخية ..

أطلق الحكم التركي “كونيت شاكير” .. صافرة بداية المباراة لينطلق معها إعصار هجومي من لاعبي ليفربول ظل مؤازرة جماهيرية مزلزله في ملعب انفيلد من جماهير الريدز والذى قدموا ملحمة في المدرجات لا تقل عن ما قدمه اللاعبون في أرض الملعب في ترسيخ عملي لعبارتهم ومقولتهم الشهيرة لن تسير لوحدك أبدا .. You’ll Never Walk Alone ..

وبالفعل في الدقيقة السابعة آتى الشحن الجماهيري والاندفاع الهجومي بثماره وتمكن المهاجم البلجيكي ديفوك أوريجي من التوقيع على الهدف الأول لليفربول بعد متابعة لتسديدة هندرسون التي ارتدت من حارس برشلونة تير شتجين .. لتشتعل الأجواء بعدها في ملعب أنفيلد وتواصل كتيبة كلوب الضغط من أجل تعزيز الهدف في ظل ارتباك واضح وسط صفوف البارسا بعد تلقى صدمة هدف أوريجى الأول ..

إلا أن هذا لم يمنعهم من تهديد مرمى أليسون بيكر في بعض الهجمات المرتدة عن طريق الثنائي ميسي وسواريز لتخفيف ضغط ليفربول الغاشم والذى ظل طوال الشوط الأول حتى إطلاق الحكم التركي صافرة نهايته معلنا عن تقدم الريدز لعبا ونتيجة ..

شوط للتاريخ .. وفينالدم يقلب الموازين ..

ما حدث في الشوط الثاني يستحق أن يدرس في كتب التاريخ الكروي وذلك بعد أن تقمص الجميع في ملعب أنفيلد ثوب المقاتلين جماهير ولاعبين وحتى جامعي الكرات .. فمع بداية الشوط الثاني خرج أندريه روبرتسون للإصابة ليحل بدلا منه لاعب الوسط فينالدوم والذى وبكل تأكيد لن تسقط هذه المباراة من ذاكرته بعد أن قلب موازينها بعد نزوله ..

فمع الزئير الجماهيري المنقطع النظير وبعد 7 دقائق من بداية الشوط الثاني تحديدا في الدقيقة 53′ تلقى فينالدوم تمريرة أرضية عرضيه من الظهير الأيمن ألكسندر لم يتردد في إيداعها في شباك الحارس الألماني مسجلا الهدف الثاني في توقيت مثالي وسط فرحة جنونية في الأنفيلد ..

ازداد الجنون بعدها ب3 دقائق فقط بعد أن سجل اللاعب نفسه فينالدوم الهدف الثالث برأسية متقنة إثر عرضية أكثر إتقانا من السويسري شيردان شاكيرى ليشتعل الموقف تماما بعد أن عادت الأمور إلى نصابها وأصبحت الكفة متعادلة في النتيجة بين ليفربول وبرشلونة والذى دخل لاعبوه في غيبوبة وأصبح أدائهم يتسم بالعشوائية .. وظهر ذلك في هجماتهم القليلة في الشوط الثاني والتي أفسدها ببراعة الحارس بيكر ..

اللحظة الحاسمة بقيادة الصغير أوكلى ..

فى الدقيقة 78 وفى ظل التسونامي الهجومي الأحمر .. احتسب الحكم التركي ضربة ركنية لليفربول وبالتزامن مع احتسابها كان خط دفاع برشلونة بقيادة بيكيه وشتيجن يتحدثون مع بعضهم البعض غير مهتمين بها .. لاحظ هذا الأمر صبى يدعى أوكلى ينتمى لأكاديمية ليفربول وكانت مهمته في هذه المباراة جمع الكرات من خلف المرمى ..

لم يتردد أوكلى لحظة عند رؤيته سرحان خط دفاع برشلونة ورمى الكرة بأقصى سرعة لأرنولد الذى بدوره انتبه لردة فعله المباغتة وسرعان ما أدرك سببها .. لينفذ بعدها الركلة الركنية بأقصى سرعة ، مفاجئا دفاع برشلونة وليحولها ديفوك أوريغي ببراعة إلى الشباك مسجلا الهدف الثاني له و الرابع في المباراة والذي كان سببا في تأهل “الريدز” إلى النهائي بسيناريو ولا في الأحلام ..

وليدخل بعد جامع الكرات “اوكلى كانونينى” التاريخ بعد أن وصفته صحيفة “صن” بأنه كان له الفضل الكبير في فوز ليفربول على برشلونة والتأهل إلى النهائي المرتقب ..

تمت الترجمة وصلاح ايقوني ..

نعود للمباراة والتي لم تكن دقائقها الأخيرة أقل اشتعالا من سابقيها في ظل انهيار كبير لبرشلونة وهيجان وطوفان هجومي من لاعبي ليفربول الذين أرادوا تعزيز الانتصار بهدف خامس بعد ما زادهم الرابع حماسا وإصرارا ليس فقط لتخطى تلك الموقعة بل بالتشبث بحلم تحقيق دوري الأبطال وهو ما كان بعد أن كان في طي النسيان قبل انطلاق المباراة ..

https://www.youtube.com/watch?v=tqMDG_T632o

ومع إطلاق صافرة النهاية إنطلقت الاحتفالات الجنونية في ملعب أنفيلد بعد أن نجح ليفربول في قلب الطاولة على رأس برشلونة بريمونتادا تاريخية وضعته في نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه .. في واحدة من الليالي التاريخية من ليالي دوري الأبطال .. ليصبح تيشرت محمد صلاح أيقونة نجاح بعد أن ترجم لاعبي ليفربول ما كان مكتوب إلى انتصار .. بل واكتساح

الأجواء في مصر .. وليلة لا تنسي

عن الأجواء في مصر ليلة المباراة والتي تصادف لعبها في ليلة من الليالي الرمضانية الساحرة، فحدث ولا حرج .. فبعد الفروغ من صلاة التراويح تجمع كل من له علاقه بكرة القدم على المقاهي والكافيات لمشاهدة ما يمكن أن يفعله رفاق صلاح ..

وإن كنت أحد من ليسوا لهم اهتمام بكرة القدم كنت ستجزم أن من يلعب هو منتخب مصر أو نادى مصري ، حيث كانت تنطلق الصيحات العالية والفرحة بعد كل هدف لليفربول وكان السبب الرئيسي بالطبع لهذه الصيحات هو اقتراب ليفربول من حسم اللقاء وهو ما يعنى اقتراب نجمنا المفضل فخر الكرة العربية محمد صلاح للعب في نهائي دوري أبطال أوروبا برغم من عدم مشاركته في هذه المباراة بسبب الإصابة .. إلا أن هذا لم يكن ليغير في الأمر شيء خاصة أن النهاية السعيدة للمباراة كان من شأنها إسعاد الملايين من المصريين بعد أن تحقق ما كان بعيد عن توقعات أكثر المتفائلين ..