الدوري العام المصري
حكاية قمة الأهلي والزمالك الأولي
شهد الأسبوع الثامن حدثاً تاريخياً حيث افتتح الأهلي وفاروق (الزمالك) تاريخ مبارياتهما في مسابقة الدوري العام يوم الجمعه 10 ديسمبر 1948 .. المباراة التي شاهدها حوالى 10 الاف متفرج، وحضروا الي ملعب فاروق والذى علقت على جوانبه العديد من الإعلانات والزينات ابتهاجا بهذا الحدث الهام ..
ونستعرض في كورابيديا أحداث القمة الكروية الأولي بين الكبيرين الأهلي والزمالك والاحداث المصاحبة ليوم المباراة في السطور التالية ..
قمة الأهلي والزمالك الأولي تنتهي بالتعادل
جاءت مباراة القمة الأولي في بطولة الدوري العام المصري بين الأهلي والزمالك “فاروق” قوية ومثيرة في أحداثها، وقد أدارها تحكيميا الحكم عزت العشماوى ومعه عبدالله رفعت وزكى عثمان، وانتهت بالتعادل الايجابي بهدفين لكل فريق سجل للاهلى احمد مكاوى وسيد عثمان واحرز هدفى فاروق كلا من سعد رستم وعبدالكريم صقر ..
الأمير العربي الذي حضر قمة الأهلي والزمالك الأولي
شهدت مباراة قمة الأهلي والزمالك الأولي عدة أحداث هامة جديرة بالرصد منها وصول الامير السعودي الشاب عبدالله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود (يونيو 1923 –مايو 2007) والذى حضر خصيصا لمشاهدة قمة الأهلي والزمالك الأولي، وقد عرف عن الأمير السعودي اهتمامة بالأدب والشعر والرياضية ايضا حيث يعتبر هو مؤسس نهضة المملكة العربية السعودية الرياضية في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي ..
تعرف علي الأمير عبدالله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود من هنا
وقد عرف عن الأمير بحبه وتشجيعة للنادي الأهلي وهو من أسس ودعم نادي أهلي جدة السعودي .. كما كان له ايادي بيضاء كثيرة علي المارد الأحمر لاحقا .. وقد قضى الأمير الفترة ما قبل انطلاق اللقاء فى ضيافة الأديب والشاعر الشاب والوجيه الثرى أحمد الألفى عطية فى عزبة والده (راغب باشا عطية الألفى وزير الزراعة)، بقرية “شبرا اليمن” (مركز زفتى / غربية)، وهى القرية التى ذاعت شهرتها بعد أن ورد ذكرها فى فيلم “عنبر” على لسان إسماعيل ياسين فى الأوبريت الغنائى “اللى يقدر على قلبى” وهو يعرض على بطلة الفيلم وفاتنته ليلى مراد عزبته فى شبرا اليمن لتكون مهرها إذا قبلت الزواج منه..
نجوم الفن حريصون علي متابعة القمة
من الأحداث الهامة التي تم رصدها يوم مباراة القمة الأولي بين الأهلي والزمالك حرص مسئولي مسرح الازبكية علي اغلاق ابوابه مبكرا في ذلك اليوم لاتاحة الفرصة امام نجومه الكبار محمود شكوكو وسامية جمال وكارم محمود وثريا حلمى من اجل مشاهدة المباراة المرتقبة ..
وقد عرف عن الفنان الشعبي محمود شكوكو حبة الشديد للنادي الأهلي وتشجيعة له .. طالع منلوج ياسلام ع الأهلي
كما شهد يوم المباراة حادثا فريدا ايضا، حيث تم نقل اول سيارة موريس بالجو من باريس الى مقر الملك فاروق ..
سر تسمية أحمد مكاوي نجم الأهلي بـ “كوستي”
اثناء سير المباراة تجاذب جمهورالناديين اطراف الحديث عن واحدة من أشهر الحوادث التى كانت حديث الصحف وقتها وهى حادثة كوستى اموستول الاسكندراني الذى حرق زوجته ايفانجليا وانتحربعدها بالقاء نفسه من شقته فى الدور الثالث بشارع طيبة ولذلك اطلق الجمهورعلى نجم القلعة الحمراء احمد مكاوى الذى سجل اول اهداف الأهلى فى المباراة لقب ( كوستى ) على اعتبار أنه بهذا الهدف قد حرق اعصاب محبى وعشاق القلعة البيضاء رغم أن المباراة على ارض الزمالك والذى كان يقع وقتها فى المكان الحالى لمسرح البالون ..
كما تاثرت الجماهير بحادث النصاب الذى تم القاء القبض عليه قبل المباراة بساعات قليلة حيث كان رجلا صعيديا من محافظة المنيا وانتحل شخصية معاون مباحث قسم الازبكية وباسمه هتف جمهور الاهلى عندما سجل عبدالكريم صقر هدف الزمالك الثانى ..
جهينة يصف قمة الأهلي والزمالك الأولي
كتب ابراهيم علام ” جهينة ” في تقديمه للمباراة في جريدة ” الأهرام ” ..
“إذا غضضنا النظر عن نتائج فاروق السيئة في دوري كرة القدم وعن كبوة الأهلي أمام الترسانة أخيراً فإن عنصر المنافسة بين الناديين جدير بأن يخلق فيهما اليوم روح الكفاح”
جاء التعليق على المباراة يوم الأحد وليس السبت حيث كتب ” جهينة ” في ” الأهرام ” ..
تحقق ما قلناه أن عنصر المنافسة القديم بين الأهلي وفاروق في محيط كرة القدم جدير بخلق مباراة شائقة رغم ما سبقها من نتائج تخالف ذلك ..فقد كانت مباراة أمس الأول أقوى مباراة شاهدها الجمهور في الفصل الحاضر ..وكانت كفاحاً مريراً تأرجحت معه كفتا الموازنة في الملعب ثم جمدتا عند التعادل باصابتين ..
وقد ساد الأهلي الميدان في الشوط الأول وتنازل عن السيادة لفاروق في الشوط الثاني أما من حيث أنها مباراة دورية فانه كان يعيبها الشدة وكثرة التعدي والخطأ مما أثار صفارة الحكم و نتيجة المباراة أفادت الفريقين لأنها كشفت للأهلي عن عيب بارز في دفاعه من حيث التكتيك وفي هجومه من حيث التوفيق .. وأبدت لفاروق كفاءة بعض لاعبيه للترشيح في منتخب مصر وكشفت له عن سر هزائمه السابقة، وهو فقدان الثقة بالفريق إلى حد إهمال مرانه وإعداده ثم أفادتهما معاً من حيث استعادة ثقة جمهورهما بهما فضمنا استرداد ما كانا قد فقداه ..
المصادر للاطلاع ..
كتاب مصر وكرة القدم : التاريخ الحقيقي .. أين وكيف بدأت الحكاية – دكتور ياسر أيوب
كتاب حكاية الدوري – الأستاذ خالد توحيد
كتاب موسوعة الدوري العام – المؤرخ الكروي السيد شلبي
الصحف والمجلات المصرية .. الأهرام – المقطم – البلاغ – المصرى – الاهرام الرياضى
موقع الدكتور طارق سعيد ونتائج الموسم الأول للدوري المصري
الأستاذ خالد أبوالعيون المتخصص في أرقام وإحصائيات كرة القدم المصرية