سجل مباريات منتخب مصر عام (1998) .. ج4

سجل مباريات منتخب مصر عام (1998)

الجزء الرابع .. عاشق الشباك يحسمها

فدائية حسام وموهبة إمام تمهد طريق الفراعنة لتحقيق الأحلام ..

لحالة الإحباط واليأس التي كانت مسيطرة على الشارع الكروي قبلها كانت البطولة الأصعب .. ولكم الشكوك والعراقيل والانتقادات التي أحاطت ووجهت إلى الجميع كانت البطولة الأهم .. ولكثرة المتاعب والأزمات التي شهدتها كواليس رحلة التتويج كانت البطولة الأغلى .. كتبتها بالقلب لأنى عاصرت تفاصيلها كمشجع ومتابع عن قرب .. واخترت لها هذا العنوان أعلاه لأنه لقب جاء من رحم المعاناة .. لقب أصعب بطولة وكأس للأمم الإفريقية في تاريخ الكرة المصرية .. تابعونا على كورابيديا

كتب :: أحمد فؤاد

طالع أيضا .. سجل مباريات منتخب مصر 1998

ما قبل موقعة منتخب مصر في نصف النهائي ..  

كان للانتصار على ساحل العاج والعبور إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية بعد غياب دام 12 عام مفعول السحر على معنويات لاعبو منتخب مصر والجهاز الفني بقيادة الجنرال محمود الجوهري .. وهو ما زاد الدوافع والإصرار عند الجميع من أجل عبور حتمي إلى النهائي مهما كانت الصعوبات والعقبات، وحتى ولو كان المنافس هو منتخب بوركينا فاسو صاحب الأرض والجمهور والطموح المشروع ..

كانت طموحات منتخب الخيول أخذ في التزايد يوما بعد يوم ، خصوصا بعدما حقق لاعبوه نتائج أذهلت الجميع وأسفرت عن وصول تاريخي للمربع الذهبي بعد عبور دور المجموعات رفقة الكاميرون وعلى حساب الجزائر وغينيا وهى بالطبع منتخبات تحمل خبرة وتجربة في المحفل الإفريقي ..

مرورا بإطاحته في ربع النهائي للمنتخب التونسي العريق وأحد المرشحين الدائمين لحصد اللقب .. وهى تعد إنجازات بالطبع قياسا بتاريخ منتخب بوركينا فاسو الذى كان معروفا باسم منتخب فولتا العليا حتى عام 1984 ..

إنجازات كان للمدرب الفرنسي الشاب والطموح “فيليب تروسيه” دور كبير فيها حيث لم يكن قد اكمل عامة الثالث وأربعين حينها، وهو الذى تولى المنتخب البوركينى في مهمة كانت مرتبطة بقيادته في البطولة فقط نظرا لتوليه بعد نهايتها مهمة جديدة وهى قيادة منتخب جنوب إفريقيا في كأس العالم 1998 …

كل ما سبق ذكره من معطيات ودلالات لم يملك الجنرال محمود الجوهري سوى التعامل معه بذكاء وجرأة وواقعية على أرض الملعب من أجل امتصاص الحماس الجماهيري المتوقع ووضع منتخب بوركينا فاسو في حجمه الطبيعي نظرا للفوارق الشاسعة بين المنتخبين في كل شيء .. وهو ما وضح في أسلوب لعب وتشكيل المنتخب في تلك المواجهة الحاسمة ..

مصر 2×0 بوركينا فاسو | 25 فبراير 1998 

تشكيل منتخب مصر .. 

• نادر السيد (حراسة المرمى)
• ياسر رضوان
• مدحت عبد الهادي
• سمير كمونة
• هاني رمزي
• محمد عمارة
• أحمد حسن
• طارق مصطفى
• أسامة نبيه ↔️ ياسر ريان
• حازم إمام
• حسام حسن

عاشق الشباك .. يضع منتخب مصر في المقدمة 

كما كان متوقع بدأ المنتخب البوركينى بحماس واندفاع شديدين متسلحا بعامل الأرض والجمهور، والذى كان ملأ جنبات ملعب “أومنيسبور” عن آخرها .. وهو الأمر الذى لم يرهب لاعبو المنتخب بقيادة الجوهري والذى دخل المباراة باستراتيجية مختلفة عن مباراة كوت ديفوار السابقة ..

كان واضحا وجليا في طريقة اللعب وفى التغييرات التي طرأت على التشكيل سواء لأسباب اضطرارية أو تكتيكية كان أبرزها إعادة هاني رمزي للخط الخلفي والبدء أساسيا بطارق مصطفى صاحب المجهود الدفاعي والهجومي الوفير ومعه أسامة نبيه صاحب الأدوار الخاصة .. بالإضافة إلى أن التحرر من الطابع الدفاعي المعتاد والاهتمام بالنواحي الهجومية كان أبرز ما ميز أداء المنتخب في تلك المواجهة الحاسمة ..

وبرغم التهديدات التي تعرض لها مرمى نادر السيد في العديد من الكرات عن طريق ثنائي الهجوم الخطير للمنتخب البوركينى سيدو تراوري وكاسوم والتي كادت واحدة منها أن تسكن شباكه لولا براعته في التصدي لها .. إلا أن نجاح المنتخب مع مرور الوقت في فرض أسلوب لعبه على أصحاب الأرض كان له مفعول السحر في امتصاص الحماس البوركينى ..

لم يكن هناك أي وجه من المقارنة بين حماس لاعبي بوركينا فاسو وبين حماس عاشق الشباك حسام حسن، والذى ترجمه في هدف التقدم الذى سجله للمنتخب قبل نهاية الشوط الأول بـ5 دقائق .. بعد أن استغل خطأ حارس مرمى بوركينا فاسو إبراهيما دياورا في الإمساك بالكرة التي سددها بعد خطأ الدفاع في التعامل مع عرضية عمارة .. ونجح في جسارة وفدائية من اقتحام الدفاع البوركينى ومتابعة الكرة مسجلا هدف السبق للفراعنة والهدف السادس له في البطولة معلنا عن عودته لممارسة هوايته المفضلة في هز شباك المنافسين بعد أن غاب عن التسجيل مباراتين متتاليتين ..

ليعلن بعدها الحكم الدانماركي “كيم ميلتون” في مباراته الثالثة التي يديرها للفراعنة عن إنهاء الشوط الأول بتقدم مستحق اقترب معه منتخبنا من التأهل للنهائي وتحقيق الحلم ..

يا سلام يا حازم .. يا سلام يا حسام 👏

مستغلا لحالة الإحباط التي حلت على المنتخب البوركينى بعد نهاية الشوط الأول بتأخره بهدف حسام ..

دخل منتخب مصر الشوط الثاني مواصلا فرض أسلوب لعبه وفق المتطلبات والمستجدات التي فرضتها تفاصيل المباراة .. والتي كان فيها لخط الدفاع بقيادة هاني رمزي دور مهم في الشوط الثاني بفضل خبرته وتمركزه وتواجده المتميز في الوقت المناسب أمام مرمى نادر السيد في مواقف هجومية عديدة للمنتخب البوركينى ، والذى حاول لاعبوه بشتى الطرق منذ بداية الشوط الثاني إدراك التعادل لكن حائط الصد الدفاعي كان لهم دئما بالمرصاد ..

حتى جاءت الدقيقة (“71) حاملة للخبر اليقين لكل المصريين المنتظرين .. وذلك بعد أن استلم طارق مصطفى أحد نجوم المباراة كرة من محمد عمارة على حدود منطقة جزاء المنتخب البوركينى لعبها بلغتنا الدارجة “وان تو” مع حازم إمام والذى وجد نفسه في مواجهة مرمى المنافس .. ومن أجل وضع صك الأمان وبلمسة فنان أعاد الكرة بكعبه للخلف بعد أن لمح عاشق الشباك حسام والذى تعامل معها بكل تركيز وإتقان ووضعها بباطن القدم الأيسر على يمين دياوار مسجلا الهدف الثاني والسابع له شخصيا والثامن للمنتخب في البطولة ..

هدف أخرس به القناص حسام حسن ولأجل غير مسمى ألسنة كل من هاجمه، ورد سهام النقد إلى صدور كل من انتقده قبل البطولة وطالب الجوهري بعدم ضمه ..

بعد الهدف الثاني والذى كان بمثابة المسمار الذى دق نعش المباراة بعد اقتراب منتخبنا من حسمها .. انتابت المنتخب البوركينى حالة من العشوائية في الأداء وبدأ بالضغط والهجوم بكل خطوطه على أمل تقليص الفارق .. وهو ما كان سيحدث بالفعل في الدقائق الأخيرة لولا القائم الأيسر لنادر السيد الذى ذاد عن مرماه هو وخط الدفاع بكل بسالة فيما تبقى من دقائق وحتى موعد إطلاق الحكم كيم ميلتون صافرة نهاية المباراة ..

ومع انطلاق صافرة النهاية .. تأهل المنتخب المصري إلى نهائي البطولة للمرة الرابعة في تاريخه بشكل فعلى والأولى منذ 12 عام .. تأهل حمل في طياته الكثير من المعاني والرسائل والدروس بعد معاناة وضغوط قبل البطولة، حولها الجنرال الجوهري بكل حرفية إلى طاقة إيجابية لشحذ الهمم ، وكانت النتيجة هي تحقيق الحلم والوصول لنهائي كأس الأمم لمواجهة منتخب جنوب إفريقيا والذى كان قد وصل للنهائي للمرة الثانية على التوالي بالفوز على منتخب الكونغو الديمقراطية بنتيجة 2-1 ..

طالع أيضا علي كورابيديا 

منتخب مصر بطل كأس الأمم الأفريقية – بوركينا فاسو 98

منتخب مصر .. والجيل الذهبي