الرئيسية | تاريخ الألعاب الأولمبية | الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) فرنسا | ريمونتادا تنظيمية ونقلة نوعية

الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) فرنسا | ريمونتادا تنظيمية ونقلة نوعية


الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) .. ريمونتادا تنظيمية ونقلة نوعية 

الألعاب الأولمبية .. ستوكهولم (1912)

 

الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) فرنسا ..

يستعرض معكم موقع كورابيديا في حصاد تاريخي مسلسل من نوع خاص، قصة الألعاب الأولمبية من بدايتها، وما صاحبها من أحداث وظواهر، وكل ما نتج عنها من أرقام وحقائق وإحصائيات .. في سلسلة تاريخية عن الدورات الأولمبية .. تابعونا

كتابة وإعداد :: أحمد فؤاد

 

محتويات الموضوع إخفاء

الألعاب الأولمبية .. باريس(1924) .. فرصة أخرى لإصلاح أخطاء الماضي

عندما تعطيك الحياة فرصة أخرى لإصلاح أخطاء الماضي فلابد أن تستغلها كما يجب .. وهذا ما فعلته عاصمة النور باريس فى النسخة الثامنة لدورة الألعاب الأولمبية، والتى مثلت نقلة نوعية فى التاريخ الأولمبي ..

فبعد الأخطاء التنظيمية الكارثية التى وقعت فيها فى الماضي القريب فى نسخة باريس (1900) ، بسبب الخلط والمزج بين المصالح التجارية والسياسية والأهداف الرياضية مما جعلها تظهر بشكل مشوه 

جائت لها الفرصة مرة أخري على طبق من ذهب، لتمحى هذه الذكريات الأليمة ، والتى أعطت إنطباعا ولا أسوأ عن النسخة الثانية .. فكان على فرنسا متمثلة فى عاصمة النور باريس إستغلال الفرصة التى أتيحت مرة أخرى وبلغة كرة القدم عمل “ريمونتادا” على مستوي التنظيم من أجل إصلاح أخطاء الماضي وهذا بالفعل ماتم فى النسخة الثامنة ..

ولكن قبل أن نخوض فى تفاصيل ماتم ، دعنا نوضح ، كيف تم إسناد الدورة لباريس مرة أخرى بعد فترة ليست بالبعيدة عن الدورة الأولى ومن كان وراء هذا القرار ..

 

 كواليس إسناد التنظيم لباريس ..”البارون كوبرتان” كلمة السر ..

عندما يتم طرح إسم فرنسا فى أى شأن رياضي فى تلك الحقبة ولاسيما عندما يكون الأمر متعلقا بتنظيم الدورات الأولمبية .. فلابد أن تكون متيقن أن شخصا واحد يقف وراء هذا الطرح .. هذا الشخص يدعى (البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان)

Screenshot 20210823 180013 Chrome                       (البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان)

الأب الروحي للألعاب الأولمبية ومؤسس ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك ، والذي أبدى رغبة ملحة لتنظيم فرنسا هذا الحدث مرة أخرى بعد وقت قصير لسببين ..

الأول: التأكيد على أن بلاده مازالت قادرة على استضافة الأحداث الكبري لاسيما بعد الإخفاق الذريع في الدورة الثانية عام (1900) ..

الثانى: هو رغبته أن يختم مسيرته بنسخة جديدة من الألعاب تستضيفها بلده فرنسا وأخيرة له على المستوي الشخصى، ولاسيما أن دورة (1924) سجّلت حضوره الأخير كرئيس للجنة الأولمبية الدولية، تنحى بعدها وسلم في العام التالي (1925) خليفته البلجيكي “هنري دو باييه لاتور” رئاسة اللجنة..

فكان كوبرتان بمثابة كلمة السر والسبب الرئيسي لنيل فرنسا شرف التنظيم مرة أخرى  ..

وبالرغم من أنه كان هناك إعتراض فى بادئ الأمر من أعضاء اللجنة الأولمبية على إختيار فرنسا للتنظيم ، إلا أن الأمر تم حسمه فى مؤتمر اللجنة التاسع عشر في مدينة لوزان السويسرية، وتم الإنصياع لرغبة وأمنية كوبرتان واختيار باريس في (2 يونيو 1921) ، أي قبل بدء الدورة بثلاث سنوات، بعد منافسة مع مدن برشلونة وبراج وروما وأمستردام و لوس أنجلوس .. لتدخل باريس التاريخ الأولمبي كأول مدينة تستضيف الألعاب الأولمبية مرتين (1900 – 1924) ..

وجدير بالذكر، أنه تم أيضا فى المؤتمر  إطلاق ألعاب أولمبية شتوية مصغرة بموازاة الصيفية، وتمّ اختيار مدينة شاموني الفرنسية لإحتضان أول نسخة فى الفترة من (25 يناير) إلى (5 فبراير 1924) .

 

الألعاب الأولمبية .. باريس 1924 .. كيف إستعدت عاصمة النور لعمل ريمونتادا تنظيمية لتلافى أخطاء الماضي الكارثية

 

على الرغم من الأزمات الإقتصادية التى كانت تعاني منها فرنسا فى ذلك الوقت ،وتضاعفت أكثر بسبب فيضان نهر السين الشهير 1923 والذي ألحق ضررا كبيراً بالبلاد ، إلا أنها عقدت العزم على إخراج نسخة الألعاب الأولمبية الثامنة بأحسن مايكون ، لإثبات قدرتها التنظيمية للأحداث الكبري وتلافى أخطاء الماضى القريب فى دورة 1900، فكانت الريمونتادا الرائعة لجعل الحدث الأولمبي، يظهر فى أبهى صورة من ناحية التنظيم والإعداد ..

فقامت فرنسا بتشييد ستاد “كولمب الأولمبي” والذي إحتضن معظم المنافسات بسعة 45 ألف مشاهد منه 20 ألفا جلوساً وقد بني بتمويل من “نادى راسينج كلوب دي فرانس” والذي نال 50% من عائدات الدورة ..

كما تم بناء حوض سباحة “توريل” وهو اول مسبح أولمبي بطول 50 متراً تم تقسيمه إلى حارات بمادة “الفلين”. .. واستضاف ستاد الفيلودروم الشتوي والذي تم بنائه في باريس عام 1909 ، مباريات الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال .. واستضافت استادات بيرشنج وبيرجير مباريات كرة القدم، .. واحتضنت مدن فرساي وباجاتيل وبيانكور سائر الألعاب الأخرى ..

كما شهدت هذه الدورة بناء أول قرية اولمبية للرياضيين .. بالطبع لم تكن بالشكل المتعارف عليه حاليا ، ولكنها شيدت خصيصا لإقامة الوفود المتواجدة فى الدورة ، وكانت عبارة عن غرف خشبية شيدت حول الإستاد الأولمبي “كولومب” ، ولم يكن فيها الكثير من وسائل الراحة، لكنها شكلت إضافة ونقلة جديدة في التطور الاولمبي للدورات المتعاقبة ..

كلها أمور أرادت أن تصحح بها فرنسا أخطاء الماضى ، وتثبت أنها قادرة على تنظيم أكبر المواعيد ، وهو ماوضح جليا على الدورة التى شهدت أحداث مثلت نقلة نوعية، وإضافات كثيرة ما زالت معتمدة لليوم، وأيضا كانت خير ختام لكوبرتان مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة ..

 

الألعاب الأولمبية .. باريس(1924) .. حفل الإفتتاح وفترة إقامة الدورة

على الرغم من إنطلاق منافسات الدورة والتى تم تحديد فترة إقامتها من (14 مايو) إلى (27 يوليو) ، إلا أن حفل الإفتتاح قد أقيم فى الخامس من يوليو على ستاد كولومب بحضور رئيس فرنسا “جاستون دوميرج” أمام 40 ألف مشاهد ..

وشهد الحفل أيضا حضور جمعً كبير من مشاهير العالم، والتى تسابقت سيارات “رولز رويس” لنقلهم ومنهم شاه إيران، وإمبراطور إثيوبيا هايلي سيلاسي وأمير رومانيا، واحتلوا جميعهم أماكنهم في منصة الشرف بجانب الرئيس الفرنسي .. 

وجرى خلال الحفل استعراض الوفود وفقاً للترتيب الأبجدي .. ولقي رياضيو فرنسا المنظمة للحدث والولايات المتحدة وبريطانيا الحلفاء السياسين تصفيقاً وترحيباً حارين من الجمع المتواجد ..

ليعلن الرئيس الفرنسي بعدها إطلاق الألعاب رسمياً ويتم رفع العلم الأولمبي بالتزامن مع عروض فنية رائعة .. وألقى العداء “جورج أندري” والمتوج اولمبيا في دورتي لندن 1908 و أنتويرب 1920 قسم الرياضيين والذى تم إستحداثه فى الدورة السابقة ..

كلها أمور وأحداث كان من شأنها جعل الحفل يخرج في صورة مبهرة عكست مدى النجاح التنظيمى التى شهدته الدورة .. 

 

الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) .. الدول المشاركة .. العدد يرتفع وألمانيا تواصل الغياب

شهدت دورة الألعاب الأولمبية الثامنة مشاركة 44 دولة ليرتفع العدد عن الدورة السابقة فى أنتويرب والتى شهدت مشاركة 29 دولة ، ومن أبرز الدول التى حققت الظهور الأول لها فى الأولمبياد فى هذه الدورة هى :
ليتوانيا
الفلبين
اوروجواي
الإكوادور
أيرلندا
لاتفيا
بولندا
وإن كانت لاتفيا وبولندا قد سبق أن اشتركا في الدورة الشتوية الأولى فى العام نفسه في فرنسا ولكنهما حققا ظهورهما الاولمبي الأول في الدورات الصيفية..

كما شهدت الدورة مواصلة الغياب الألمانى للمرة الثانية على التوالي بقرار من اللجنة الاولمبية الدولية لدورها في الحرب العالمية الأولى، لكن الدول الأخرى المهزومة في الحرب والتي جرى استبعادها في الدورة السابقة بسبب تحالفها مع ألمانيا عادت وتم السماح لها للمشاركة بعد حظرها فى عام 1920.وهى (النمسا و المجر وتركيا وبلغاريا)

 

الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) .. عدد الرياضيين والرياضات المعتمدة والظهور الأخير لكرة المضرب 

شهد أولمبياد (باريس 1924) مشاركة (3089) رياضي من بينهم  (135) رياضية، تنافسوا جميعا فى 17 رياضة مختلفة اشتملت على 126 مسابقة وجاءت الرياضات الـ17 التي تم إعتمادها كالتالى:

ألعاب الماء
ألعاب القوى
الملاكمة
الدراجات
الفروسية
سلاح المبارزة
كرة القدم
الجمباز
الخماسي الحديث
البولو
التجديف
الرجبي
الإبحار
الرماية
رفع الأثقال
المصارعة.
كرة المضرب (التنس)

كما شهدت الدورة إدراج بعض الرياضات الاستعراضية وهى:

الملاكمة الفرنسية
الكانوي الكندي
كان دو كومبا (رياضة قتالية).
بيلوت باسك (رياضة تلعب بالمضرب)
.
وسجلت رياضة المبارزة فى الدورة مشاركة السيدات للمرة الأولى أولمبياً .. كما شهدت دورة باريس أيضا الظهور الأخير لرياضة كرة المضرب (التنس) أولمبياً، إذ غابت بعدها فترة طويلة قبل أن تعود للظهور فيما بعد في دورة سيئول 1988 بكوريا الجنوبية ..

 

الأدب والفن والثقافة وظهور إستثنائي ومميز فى دورة الألعاب الأولمبية باريس (1924) ..

بجانب المسابقات والمنافسات الرياضية .. شهدت دورة الألعاب الأولمبية الثامنة باريس (1924) منافسات ومسابقات من نوع آخر ، جاءت فى الأدب والثقافة والفن بين كبار الفنانين والأدباء والشعراء فى تلك الحقبة، ولكنها لم تدرج في جدول الرياضات العام ، بالإضافة إلى عروض مسرحية ومناظرات وندوات أدبية انتشرت وراجت كثيرًا في المقاهي والمسارح الشهيرة فى باريس خلال فعاليات الدورة ..

واستوحى الفنانون المتواجدون فى تلك المنافسات الشرفية ،أعمالا فنية عديدة من برج ايفل المطل على ستاد كولومب جسدوها بعد ذلك بشكل عملى ،

وكان هناك رسامون مشاهير من أبرزهم “إريك ساتي” والذي استوحى أعمالا ولوحات من أجواء المباريات وتفاعل الجمهور .. كما واظب أيضا على حضور ومتابعة المنافسات الرياضية من المدرجات، موسيقيون وكتاب وشعراء أمثال “جيو شارل” الفائز بذهبية الأدب والذي وصف رامي الكرة الحديد بمن “يحضن قلبه ويرمي الثقل بعيدًا، كتلة مآسي يتخلص منها” ..

وشهدت الدورة فعاليات أخرى متعددة على المستوي الفنى والثقافى والأدبي أحدثت زخما من نوع خاص وجعلت للدورة رونقا وعبقا مميزا ولاسيما أن تلك الحقبة كانت مليئة بالشعراء والأدباء العظماء كما أشرنا ، لتكتسي دورة الألعاب الثامنة بهذه الصبغة الإبداعية الإستثنائية والمميزة ..

أبرز الظواهر والأحداث والإضافات التى أحدثت نقلة نوعية فى دورة باريس (1924) 

شهدت النسخة الثامنة أحداث وظواهر وإضافات متعددة كان من شأنها إحداث نقلة نوعية كما ذكرنا من قبل .. سنبرزها لكم في السطور القادمة .. 

باريس تدخل التاريخ ..
• بإحتضناها دورة الألعاب (1924) دخلت عاصمة باريس التاريخ الأولمبي، إذ باتت أول مدينة تستضيف الألعاب الأولمبية مرتين ، وذلك بعد أن نظمتها المرة الأولى في عام (1900) .

إضافة ثلاثية الأبعاد ..
• فى الحفل الختامي الذي أقيم فى نهاية الدورة تم لأول مرة رفع الأعلام الثلاثة .. الأولمبي والدولة المضيفة والدولة التي ستنظم الأولمبياد القام فى إضافة ثلاثية الأبعاد تستخدم حتى الآن 

شعار معبر ..
• شهدت الدورة اعتماد الشعار الأولمبي “أسرع أعلى أقوى” رسمياً والتى تعود فكرته لشاب فرنسي عام 1884 وقد استلهمه منه كوبرتان آنذاك ليبرزه فى دورة الألعاب 1924

صاحب المولد يقرر الغياب ..
سجّلت الدورة الحضور الأخير لكوبرتان الأب الروحى للألعاب الأولمبية كرئيس للجنة الأولمبية الدولية وذلك بعد أن قرر أن يتنحى ليسلم في العام التالي 1925 خليفته البلجيكي هنري دو باييه لاتور الرئاسة .

ثورة تكنولوجية  .. هنا باريس ..
شهدت دورة باريس اول تواجد للتكنولوجيا المتطورة حين تم بث بعض ألعاب وأحداث الدورة مباشرة عبر أثير وسائل اتصال سمعية “الراديو” مما أحدث ثورة ونقلة نوعية عكست مدى التطور التكنولوجي وقتها .

تغطية مميزة وحضور جماهيري غفير ..
• تمت تغطية الألعاب فى الدورة من قبل ألف صحفي ،وشهدت أيضا تميز على مستوي الحضور الجماهيرى ، قدر ب625 ألف متفرج بشكل عام وطوال فعاليات الدورة .. 

قرية بدائية ولكنها ذكية ..
• شهدت الدورة بناء أول قرية اولمبية للرياضيين وكانت عبارة عن غرف خشبية شيدت حول الملعب الأولمبي “كولومب” لإقامة الوفود ولم يكن فيها الكثير من وسائل الراحة لكنها كانت فكرة ذكية أحدثت نقلة نوعية ساهمت في التطور الاولمبي للدورات التالية .

إستمرار الحظر مع بعض الاستثناءات ..
• ومن ضمن ظواهر الدورة ، هو غياب ألمانيا للمرة الثانية على التوالي بقرار من اللجنة الاولمبية الدولية بحظرها من المشاركة، بسبب العقوبات الدولية الموقعة عليها لدورها في الحرب العالمية الأولى ، بينما تم السماح للدول الأخري المهزومة فى الحرب العالمية الأولى المشاركة بعد أن كانت محظورة فى دورة أنتويرب 1920 وهى (النمسا و المجر وتركيا وبلغاريا)

 سالاس يدفع ثمن الصداقة ..
واحد من ضمن الأحداث الطريفة والغريبة بطلها الملاكم الأمريكي جون سالاس والذي قام بشن حملة عنيفة قبل المشاركة فى الدورة على مسؤولى بلاده لأنهم تخطوا في الإختيار صديق عمره “جاكي فيلدز” وهدد بعدم السفر الى باريس إذا لم يسافر جاكي فاستجاب المسؤولون لطلبه ووصل الصديقان لنهائي وزن الذبابة والغريب والطريف أن صديقه “جاكي فيلدز” فاز بالذهبية ليدفع سالاس ثمن الصداقة خاسرا الميدالية الذهبية على يد صديق عمره الذى أصر على وجوده فى الدورة .

 

 أبرز النجوم والأرقام والتتويجات فى دورة باريس (1924) 

شهدت دورة باريس تألق ولمعان العديد من النجوم سواء كانوا سابقين أو جدد إستطاعوا أن يحققوا أرقام مميزة مستحقة .. سنبرزها لكم في السطور القادمة.. بالإضافة لأبرز النتائج الاخرى فى الدورة 

عدائو فنلندا خارج المنافسة ..

واصل العدائون الفنلنديون تألقهم الذى بدأوه فى ألعاب القوي وذلك بعدما تربعوا على عرش مسابقات العدو في مسافتي الطويل والمتوسط فسميو “الفنلنديون الطائرون”، بنجاحهم في التتويج بـ8 ذهبيات و12 بشكل عام .. سنبرزهم لكم فى السطور القادمة 

• سطع بشدة نجم العداء الفنلندي الخارق “بافو نورمى” والذى يعد واحد من أكثر العدائين موهبة وقدرات ، وعرف عنه سريته وحبه بالتدرب منفرداً كي لا يشارك طرقه وأساليبه الآخرين كما عرف عنه أيضا قيامه بتدريبات مرحلية تصاعدية لضمان اللياقة والقدرة على التحمل .. لذا سُمّي بـ” رجل الحسابات” والإيقاع والخطوات المدروسة الواسعة .. “نورمى” الذي أحرز ألقاب عديدة في دورة أنتويرب (1920) لم يكتفى ، ففاز بـ5 ذهبيات في باريس بدأها في 10 يوليو بفوزه بذهبية الـ1500م .. اتبعها بذهبية الـ5000م بعد ساعة فقط من فوزه الأول .. ثم فاز بعد يومين بذهبية اختراق الضاحية متقدماً على صاحب المركز الثانى بدقيقة و24 ثانية .. وزاد غلته في مسافتي الـ3000م واختراق الضاحية للفرق بميداليتين ذهبيتين جديدتين .

• فنلندي آخر برز نجمه في الدورة هو “فيي ريتولا” والذي لم يكن معروفاً كثيراً حين حضر لباريس إلا انه شيئاً فشيئاً تفوق وتألق بعد فوزه بسباق الـ10 آلاف متر محققاً رقم عالمي جديد .. ثم فاز بذهبية الـ3000 م متر موانع بفارق وصل إلى 75 متراً عن الثاني، وكان أيضاً ضمن المنتخب الفنلندي الذي فاز بذهبيتي الـ3000 آلاف متر تتابع واختراق الضاحية.

• لم يكن بافو ونورمى العداءان الوحيدان من الفنلنديين الذين تألقوا ، فقد أحرز ألبين ستينروس ذهبية الماراتون بفارق أكثر من 6 دقائق عن الثاني .. ونال “إلياس كاتز”ذهبية الـ3000 م للفرق وفضية 3000 متر موانع .. كما صعد إلى منصة التتويج كل من إيرو بيرج وهيكي ليماتاينن المتوجين في المسافتين المتوسطة والطويلة .. ليسطر نجوم فنلندا ملحمة رائعة فى سماء دورة الألعاب الأولمبية باريس (1924) .

” ويسمولر” الصغير فى السن الكبير فى القيمة ..

برغم صغر سنه والذي لم يتجاوز ال19 عاما ، إلا أن السباح الأميركي ممشوق القوام وصاحب الأصول النمساوية “جوني ويسمولر” تألق بشكل مبهر ولافت للنظر فى الدورة رفع من قيمته الرياضية ، لدرجة أن المعمرون الذين تابعوا منافسات حوض توريل آنذاك وصفوا تلك الأيام بـ”التاريخية”، حيث كان أسلوب “ويسمولر” جديدًا، ومثيرًا حيث كان يعوم ونصف جسده في الماء على حد وصفهم  ..

ومن الغريب والطريف أن جونى حتى سن الثامنة كان يخاف من المياه ويخشى الاستحمام في مغطس المنزل .. وصادف ان شاهده مدرب في شيكاغو ولفتت نظره قامته الممشوقة ويداه وقدماه الكبيرتان ، فقرر ترويضه والقضاء على  مخاوفه وجعل منه بطلا حقيقيا، حصد لاحقًا 57 لقبًا اميركيًا و62 رقمًا عالميًا.

ونعود لدورة باريس حيث إستطاعالوجه المضئ” جوني ويسمولر كما أطلق عليه بعد ذلك أن يتوج بثلاث ذهبيات وبرونزية .. بدئها بحصده للمراكز الأولى في سباق الـ400م حرة حين تقدم في النهاية على منافسه السويدي أرني بورج بأكثر من ثانية .. وأعقب ذلك بعد بضعة أيام فوزه بلقب الـ100 متر حرة هازماً مواطنه النجم الشهير “ديوك كاهاناموكو” الذي تألق في دورات سابقة مسجلاً 59 ثانية .. أعقب هذا الانتصار بآخر وذلك بعد نيله المركز الأول في مسابقة التتابع 4×200م مع زملائه الأميركيين متقدمين على الفريق صاحب المركز الثاني بـ9 ثوان .. ولم يكتف النجم الأمريكى بميداليات السباحة، بل زاد الغلة بتتويج آخر بعدما فاز مع فريق بلاده في كرة الماء ببرونزية المسابقة ..

وجدير بالذكر أن كل تلك النجاحات التى حققها ويسمولر وسيحققها فى الدورات الأولمبية التالية .   كانت سببا فى أن يسلك فيما بعد مسارا آخر أكثر إنتشارا وشهرة ، وذلك ماسنرصده لكم فى الحلقات القادمة من تاريخ الألعاب الأولمبية

دوكري” المبارز الأبرز ..

فى رياضة المبارزة تألق وبشكل لافت للنظر الفرنسي “روجيه دوكري” وذلك عقب فوزه بـ4 ميداليات..
الأولى في الـ”فلوري” الفردي بفوزه على مواطنه فيليب كاتيو .. الثانية ذهبية في الفرق مع فرنسا بالفوز على بلجيكا في نفس المسابقة .. الثالثة ذهبية فرق أخرى في الـ”إيبي” ضد بلجيكا أيضاً .. الرابعة فضية الـ”سابر” الفردي .

هارولد وأرقام مميزة..

Screenshot 20210822 141918 Chrome colorized 1                                “هارولد اوسبورن” 

كما برز بشدة متسابق ألعاب القوى الأميركى “هارولد اوسبورن” في الوثب العالي وعرف أسلوبه بـ”الدوران الكاليفورني” بعدما اجتاز ارتفاع 1.98 م، فضلا عن ذلك حصد الميدالية الذهبية في المسابقة العشارية وبات أول من يحقق هذه الثنائية الفريدة.

أرقام تتويجات متنوعة ..

• إستطاع “جاك بريسفورد” لاعب التجديف البريطاني صاحب فضيتين فى أولمبياد أنتويرب (1920) ، من
تحقيق ذهبية التجديف 1924 وجدير بالذكر أن والده كان لاعب تجذيف أيضاً وحائز على فضية في أولمبياد (1912)

• فى الظهور الأخير للعبة كرة المضرب (التنس) لحين إشعار آخر ، حقق الأميركي “فينسان ريشار” ثلاث ميداليات بينها ذهبيتين في فردي وزوجي الرجال

• فى المصارعة تقاسمت الولايات المتحدة وفنلندا المركز الأول عقب فوز كل من الدولتين بأربع ذهبيات مع فارق في الفضة لفنلندا

• فى الظهور النسائى الأول فى رياضة المبارزة إستطاعت الدانماركية “إلين أوزيير” أن تحصد الميدالية الذهبية للمسابقة .

• فى سباق الدراجات تألق الفريق الفرنسي محققا 6 ميداليات في 6 مسابقات بينها 4 ذهبيات .

• في لعبة الرجبي حققت الولايات المتحدة الأمريكية الميدالية الذهبية بفوزها على فرنسا (17-3) .

 

 العرب في الألعاب الأولمبية باريس (1924) .. مصر تواصل المشاركة 

فى إطار تغطيتنا المميزة لحصاد الدورات الأولمبية عبر التاريخ ونظرا لزيادة التواجد العربي .. سيتم بداية من هذه الدورة إستحداث فقرة بعنوان “حصاد العرب في الألعاب الأولمبية” ، سيتم فيها وبشكل مختصر إبراز المشاركة العربية وأبرز النتائج الإنجازات التى حققها الرياضيون العرب فى دورات الألعاب ..تابعونا

بعد أن سجلت الظهور الأول للعرب في دورة ستكهولم 1912 وأعقبته بالظهور الثانى فى دورة أنتويرب 1920 ..
واصلت مصر تمثيل العرب فى الدورات الأولمبية مسجلة ظهورها الثالث فى دورة الألعاب الأولمبية الثامنة باريس (1924) .. وتكون وفدها هذه المرة من 33 رياضيا شاركوا فى فعاليات :
كرة القدم
• ألعاب القوى
• رفع الأثقال
• المصارعة
• المبارزة
• الرماية
• الدراجات

أبرز النتائج ..

• فى منافسات كرة القدم حققت مصر فوز تاريخى سيتم إبرازه مع باقى النتائج فى الفقرة التالية والخاصة بحصاد كرة القدم فى الدورة ..

• فى رفع الأثقال شاركت مصر برباع واحد هو المهندس “حامد سامى” الذى سبق أن مثل مصر في دورة أنتويرب (1920) ولم يحقق أي نتيجة تذكر ، ولكنه فى هذه الدورة تمكن من الفوز بالمركز الرابع فى وزنه بعد أن جمع 447.5 كجم فى 5 رفعات

• فى المصارعة مثل مصر مصارع واحد هو البطل “إبراهيم مصطفى” والذى أحرز المركز الرابع فى المصارعة الرومانية الوزن الخفيف الثقيل

• فى باقى الرياضات شاركت مصر فى فعاليات المبارزة بثلاثة لاعبين والرماية بلاعب واحد والدراجات بثلاثة لاعبين وألعاب القوى بعداء واحد ولكنهم لم يحققوا أى نتائج بارزة

 

حصاد كرة القدم فى دورة الألعاب الأولمبية .. باريس (1924) .. مصر تحقق فوز تاريخى أوروجواي تخطف الأضواء

شهدت منافسات كرة القدم مشاركة 22 منتخب وتم تجنيب الفرق التى شاركت في أولمبياد 1920 من اللعب في الدور الأول ليبلغ منتخب مصر بحكم مشاركته فى دورة أنتويرب الدور الثاني مباشرة، لتضعه القرعة فى مواجهة مع منتخب المجر العظيم فى ذلك الوقت بقيادة تولدي وتتكوش مدربي الأهلي والزمالك فى الخمسينات ..

Screenshot 20210820 041119 Chrome colorized                  منتخب مصر فى أولمبياد باريس (1924)

وإستطاع منتخب مصر من تحقيق فوز تاريخى هو الأول له فى الأولمبياد بنتيجة (3-0)، سجلها كل من إبراهيم يكن وحسين حجازي وعلي رياض 

 

فى ربع النهائي واجهت مصر المنتخب السويدي القوى وصاحب البرونزية فى هذه المنافسات، وخسر بنتيجة ثقيلة (5-0) ..

وشهدت منافسات الدورة تواجد مصري آخر عن طريق الحكم يوسف محمد والذي أدار مباراة السويد وهولندا على الميدالية البرونزية والتى إنتهت بفوز السويد بنتيجة 3-1 ..كما شارك يوسف محمد في مباراة الميدالية الذهبية بين أورجواى وسويسرا كحامل راية.

أما الميدالية الذهبية فحسمها منتخب أوروجواي والذي إستطاع أن يخطف الأضواء من جميع المنتخبات الأوروبية بأدائه المميز ونتائجه الرائعة ..

Screenshot 20210821 174134 Chrome colorized 1               منتخب أوروجواي صاحب ذهبية كرة القدم

والان إستعراض لجميع نتائج منافسات كرة القدم في دورة باريس (1924) ..

الدور الأول – خروج المغلوب
• الولايات المتحدة الأمريكية 1-0 أستونيا
• سويسرا 9-0 ليتوانيا
• إيطاليا 1-0 إسبانيا
• تشيكوسلوفاكيا 5-2 تركيا
• أوروجواي 7-0 يوغوسلافيا
• المجر 5-0 بولندا
لتصعد المنتخبات ال6 المتأهلة الى الدور الثانى لتنضم إل المنتخبات المتأهلة سلفا بشكل مباشر ليكتمل عقد دور ال16

مباريات دور الـ16 ..
• فرنسا 7-0 لاتفيا
• هولندا 6-0 رومانيا
• أيرلندا 1-0 بلغاريا
• أوروجواي 3-0 الولايات المتحدة الأمريكية
• إيطاليا 2-0 لوكسمبورج
• السويد 8-1 بلجيكا
• مصر 3-0 المجر
• سويسرا 1-0 تشيكوسلوفاكيا ☆
☆ وهذه المباراة تم إعادتها بعد إنتهت بالتعادل 1-1 (حيث لم هناك وقت إضافي أوركلات جزاء فى حالة التعادل فى ذلك الوقت، ليحسمها المنتخب السويسري فى الإعادة بهدف دون رد كما ذكرنا)

ربع النهائي ..
• أوروجواي 5-1 فرنسا
• السويد 5-0 مصر
• هولندا 2-1 أيرلندا
• سويسرا 2-1 إيطاليا

نصف النهائي ..
• سويسرا 2-1 السويد
• أوروجواي 2-1 هولندا

مباراة الميدالية البرونزية ..
• السويد 3-1 هولندا
وهذه المباراة حسمت بالإعادة بعد أن إنتهت المباراة الأولى بالتعادل 1-1

مباراة النهائي والميدالية الذهبية ..
أوروجواي 3-0 سويسرا

توزيع الميداليات ..
• أوروجواي (الذهبية)
• سويسرا (الفضية)
• السويد (البرونزية)
•• وحل منتخب مصر فى المركز الثامن فى الترتيب العام

الهداف:
بيدرو (أوروجواي) سجل (7 أهداف)

 

الألعاب الأولمبية باريس (1924) .. جدول ترتيب الميداليات

1– الولايات المتحدة الأميركية برصيد (45 ذهبية)
2- فنلندا برصيد (14 ذهبية)
3- فرنسا برصيد (13 ذهبية)
4- بريطانيا برصيد (9 ذهبية)
5- إيطاليا برصيد (8 ذهبية)

وجاء الترتيب بشكل أكثر توسع كالتالى .. 

Screenshot 20210821 173724 Chrome

عن ahmedfouad25

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سجل مباريات منتخب مصر عام (1998)

سجل مباريات منتخب مصر عام (1998) .. ج4

بسبب حالة الإحباط واليأس التي كانت مسيطرة على الشارع الكروي قبلها كانت البطولة الأصعب .. ولكم الشكوك والعراقيل والانتقادات التي أحاطت ووجهت إلى الجميع كانت البطولة الأهم .. ولكثرة المتاعب والأزمات التي شهدتها كواليس رحلة التتويج كانت البطولة الأغلى .. كتبتها بالقلب لأنى عاصرت تفاصيلها كمشجع ومتابع عن قرب .. واخترت لها هذا العنوان أعلاه لأنه لقب جاء من رحم المعاناة .. لقب أصعب بطولة وكأس للأمم الإفريقية في تاريخ منتخب مصر .. كتب أحمد فؤاد

كاس الامم الافريقية 1998

 النســ21ـخة | كأس الأمم الأفريقية 1998 | مصر تعود لعرش افريقيا للمرة الرابعة

كأس الأمم الأفريقية 1998 هي النسخة الحادية والعشرين من بطولات الأمم الأفريقية، والتي استضافتها دولة بوركينا فاسو .. وشهدت تتويج المنتخب المصري بكأس البطولة للمرة الرابعة في تاريخه بعدما حقق الفوز علي جنوب افريقيا في المباراة النهائية.. وهنا يقدم لكم موقع كورابيديا تفاصيل هذه النسخة من البطولة المثيرة .. 

Open chat
اهلا بك عزيزي 👋
كيف نستطيع خدمتك في كورابيديا 🤝