الأندية المصرية والسحر الأفريقى
الأندية المصرية والسحر الأفريقى .. رغم اننا نعيش منذ سنوات عديدة عصر الانترنت والكمبيوتر ولغة التقدم العلمى المذهل، وما اصبحنا عليه من نهضة تكنولوجية وعلمية وثقافية وابداعية، ورغم الثورة المعلوماتية وما احدثته من تطور في العقول والعقليات وجميع نواحي الحياة الاجتماعية و السياسية والاقتصادية .. لكن مازالت دول القارة الافريقية السمراء تلجأ الى السحر والشعوذة، وخاصة فى لعبة كرة القدم .. حيث عانت الأندية المصرية خلال مشاركتها فى البطولات الافريقية من العديد من الوقائع التي تتعلق بالسحر الافريقي، آخرها ما حدث لبعثة ولاعبو نادى بيراميدز فى تنزانيا ..
السحر الأفريقى .. بيراميدز وبودرة العفريت
يوجد خرافة من التراث المصرى، واعتقاد سائد منذ قديم الأزل أن هناك ما يسمي بـ بودرة العفريت، والتي تسبب الهرش والحكة، وهو ما ظهر فى الواقعة التى تعرضت لها بعثة نادى بيراميدز عقب وصولها الى استاد تنزانيا الوطني ( بنجامين مكابا ) من اجل خوض مباراة الجولة الثانية من دور المجموعات ، لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية أمام فريق نامونجو التنزاني حيث فوجئ المسئولين، واللاعبين وجهازهم الفنى بوجود مادة بيضاء غريبة موضوعة على ملابس لاعبي الفريق قبل وصولهم إلى ملعب المباراة، أصابتهم بحكة جلدية في جسدهم، وسط شكوى من الجميع رغم ذلك تبادل اللاعبون القفشات، والنكات على اعتباران ملابسهم تم رشها بـ بودرة العفريت !
واضطرت بعثة نادى بيراميدز، الى وضع الملابس في المياه لتطهيرها ، وتنظيفها من المادة الغريبة التي وضعت عليها ، وتم وضع فانلات الفريق في أرضية ملعب اللقاء حتى تتعرض لأشعة الشمس .
بعد هذا الموقف الغريب ، والمثير أبلغ مسئولو بيراميدز مراقب المباراة، الذي قام بمعاينة حجرة تبديل الملابس الخاصة ، بالفريق وبعد تأكده من وجود مادة غريبة بيضاء اللون على الملابس، فأعطى أوامره بفتح غرفة ملابس أخرى للفريق ، ليستعد فيها الفريق المصرى لخوض المباراة ،وأثبت المراقب الواقعة في تقريره ،وسمح لفريق بيراميدز باستبدال الزي المتفق عليه بدلا من الأسود الكامل ليظهر باللون الأبيض والأسود ، في ظل ما تعرضت له الفانلات الأساسية من وضع مادة غريبة عليه .
الطريف ان لاعبو بيراميدز عقب هدف رمضان صبحي احتفالوا بسخرية على طريقة ” الهرش” بعد تلك الواقعة الغريبة، والتي قد تعود الى السحر والشعوذة المنتشرين فى القارة السمراء والتى عانى منها معظم الأندية المصرية فى مبارياتها الافريقية .
الأهلي يتفوق على كوتوكو وساحره
يعتبر نادي أشانتي كوتوكو احد أشهر الأندية الأفريقية استخداما للسحر والشعوذة، حيث عرف باسم فريق السحرة والمشعوذين ، وقد واجه كوتوكو العديد من الأندية المصرية التى لم تنج من العديد من الوقائع الخاصة بالسحر الغانى .
ففى إياب نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982 بين النادي الأهلي بطل مصر، ونادي كوتوكو في العاصمة الغانية كوماسي، فوجئ لاعبو الأهلي بالسحرة والمشعوذين ينشرون دخان مباخرهم الكثيف، ويرشون المياه في كل مكان بالملعب، وعندما مر بعض لاعبى الاهلى فوق الأرض المبتلة صاح جمهور كوتوكو بشكل هيستيري.
ثم نزل احد سحرة كوتوكو الى المستطيل الاخضر بملابسه الغريبة ، وحذاءه الطويل جدا وعلى وجهة العديد من الألوان ، وبمجرد نزول الساحر الى الملعب قوبل بعاصفة من الهتاف والصياح فى المدرجات .. حيث قام بعمل طقوس وتعاويذ بعصا كان يحملها ثم توجه الى مرمى النادي الأهلي وقام بحفر حفرة صغيرة ووضع فيها شيئا غريبا قيل ان هذا الشئ جزء من خنزبر .
و بدأت المباراة بهجوم مكثف من الفريق الغانى ، وارتباك شديد في صفوف الأهلي ترجمه الفريق الغاني بهدف أشعل المدرجات .. وتبقى لهم هدفين لتحقيق التعادل (حيث كانت مباراة الذهاب انتهت لصالح النادى الاهلى بثلاثة اهداف نظيفة )
وسط ارتباك شديد للاعبي الأهلي الذين بدوا خائفين ومعظم تمريراتهم مقطوعة ،ومضغوطين خاصة بعد تقدم بفرق كولوكو بهدف لكن الأهلي نظم صفوفه ،وأعاد كبار الفريق الثقة في زملائهم إلى أن استطاع الخطيب تسجيل هدف التعادل للأهلي ، وسط ذهول كل من في الملعب .. فانتفض الفريق الغاني ، وضغط بكثافة طوال المباراة ، ولم يستطع ترجمة ذلك إلى أهداف لبسالة دفاع الأهلي وحارسه الكبير إكرامي .. لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1 وينتزع الأهلي أول كأس إفريقي من معاقل إفريقيا وأقوى فرقها على الإطلاق .
خنزير كوتوكو يهزم الزمالك
وشهدت مباراة دور الثمانية لبطولة أفريقية للأندية أبطال الدوري عام 1987 بين نادى الزمالك ونادى اشانتى كوتوكو ، والتى كانت احدى اغرب المباريات فى تاريخ البطولة الافريقية .. حيث استطاع الفريق الغانى بمساعدة السحر والسحرة فى الفوز بالمباراة بخمسة اهداف مقابل هدفا واحدا لنادى الزمالك ، حيث تعرض لاعبى الفارس الابيض داخل حجرة تبديل الملابس دخان بخور كثيف جدا لم يعرفوا مصدره .
وعند نزول فريق الزمالك الى المستطيل الاخضر تم اجبار لاعبيه، بالمرور فوق خنزير مذبوح وعندما اصطف الفريقين داخل الملعب كان احد المسئولين فى نادى كوتوكو يصافح اللاعبين، وفى يدة منديل ابيض، وبعد ان انتهى من مصافحة جميع اللاعبين ضجت المدرجات بالهتاف، و الصراخ والتصفيق وقام هذا المسئول بالتلويح، لجماهير الفريق الغانى، بهذا المنديل وكلما لوح بهزادت هتافاتهم وصراخاتهم، وقد ظهرت هذة الاعمال السحرية على وجوه اللاعبين المصريين اثناء المباراة .
وعن هذا اللقاء تحدث الكابتن عادل المأمور حارس مرمى نادى الزمالك فى تلك المباراة قائلا : ( لقد كان جميع اللاعبين اثناء المباراة فى حالة توهان ،وشرود ولا ندرى ماذا يحدث فى الملعب لدرجة ان بدر حامد عندما كان يلعب الكرة تجام مرمى كوتوكو يفاجا بها تغير اتجاهها، وتحتسب ركلى ركنية او رمية تماس، ولم اصدق بعد المباراة اننا انهزمنا بهذة النتيجة الثقيلة وكنا نسال بعضنا البعض فى الاتوبيس الذى اقلنا من كوماسي الى اكرا فى رحلة العودة نحن لعبنا المباراة ام لا ؟
سكر ودقيق فى مرمى حسن مختار
وصل نادى الاسماعيلى والذى كان يضم كوكبة من ابرز النجوم امثال على ابو جريشة و رضا وسيد عبد الرازق وغيرهم الى الدور قبل النهائي لبطولة الاندية الافريقية ابطال الدورى ( دورى ابطال افريقيا حاليا ) عام 1969 امام فريق كوتوكو، وفى لقاء الذهاب بكوماسى سجل نادى الاسماعيلى الهدف الأول في الدقيقة 28 من عمر المباراة وسط دهشة الجمهور والسحرة والمشعوذين الذين كان ملعب المباراة يمتلئ، وفى الشوط الثانى اضاف الدراويش هدفهم الثانى وسط ذهول الفريق الغاني، وجماهيره .. بعدها تعالت اصوات المشعوذين و السحرة ، وقاموا بوضع عدة تعاويذ من قوالب السكر والدقيق في مرمي حسن مختار حارس الاسماعيلى الذى حاول اخراجها من المرمى ولكن الحكم لم ينصفه فى اخراجها ، وبالفعل استطاع الفريق الغانى ان يسجل هدفين لنتهى المباراة بالتعادل 2 /2
ديك يتيم على خط التماس
شارك فريق غزل المحلة فى بطولة الاندية الأفريقية ابطال الدوري ( دورى ابطال افريقيا حاليا ) مرتين عامي 1974-1975، وكان لفريق غزل المحلة فى تلك المشاركات قصص مثيرة وحكايات غريبة مليئة بالغموض مع السحرالذى تشتهر به دول القارة الافريقية السمراء.
نجح نادى غزل المحلة عام 1974 فى الفوز على نادى ابالوهيا الكينى بثلاثة اهداف نظيفة فى لقاء ذهاب دور الثمانية ، وفى لقاء العودة فى كينيا تعرض الفريق المحلاوى الى سحر الأفارقة، عندما نزل مجموعة من السحرة و المشعوذين الى ارض الملعب، وكان معهم ديك ابيض وضعوه بجوار خط التماس والمثير ان هذا الديك المسحور لم يتحرك من مكانة طوال التسعون دقيقة رغم الكرات القوية التى كانت تمر بجواره ، مما شتت انتباة لاعبى غزل المحلة اغلب فترات اللقاء ، والذى انتهى بالتعادل بهدف لكل منهما ليصعد فريق غزل المحله الى ملاقاة نادى سيمبا بطل تنزانيا فى الدور قبل النهائي .
القفازالتنزانى المسحور
واجة نادى غزل المحله السحر والشعوذة فى المباراة العجيبة الغريبة فى الدور قبل النهائي لبطولة الاندية الافريقية ابطال الدورى عام 1974 أمام سيمبا التنزانى، ففى لقاء الذهاب انتشرت مجموعة من السحرة فى أرجاء الملعب بمجموعة من الثعابين والقرود والدجاج ، ووضعوها أمام فريق المحلة أثناء عزف السلام الوطنى، ودخل اللاعبين المصريين المباراة فى حالة خوف شديد لينتهى اللقاء بفوز سيمبا بهدف وحيد .
لكن حدث فى لقاء العودة باستاد غزل المحلة ما لم يتوقعه احد، فقبل بداية المباراة استحضر فريق الفلاحين احد المقرئين لتلاوة آيات من الذكر الحكيم في اركان الملعب ، ووراء المرميين وبعد بداية المباراة بدأت الجماهير في تلاوة القران بشكل جماعي في المدرجات ،وذلك لتجنب السحر التنزاني.
وبدأت المباراة وتوالت هجمات المحلة على مرمى الفريق التنزانى، وتعددت الركنيات والتصويبات القويه ،والتى ذهبت خارج القائمين والعارضة، وتصدى حارس المرمى العملاق (مامبوساسا ) لمعظم الكرات، بخلاف كرات كانت فى طريقها للشباك، وتغير اتجاهها الى خارجه بطريقه غريبه وسط زئير ، وهتافات الجماهير المحلاوية، والتى بدات تشعر بان هناك شيئا غير طبيعى يقف حائلا امام فريقها للفوز بالمباراة .
كثر الكلام فى المدرجات عن السحر الذى لجا اليه الفريق التنزانى فى لقاء الذهاب خصوصا مع قفازاسود مربوط بطريقه غريبه وبه بعد قصاصات الورق داخل شبكة حارس مرمى التنزانى، وفجاه قفز مشجع محلاوى من المدرجات، ودخل المستطيل الأخضر، وخطف هذا القفاز والقى به الى الجمهور، والغريب ان الحارس ترك مرماه والمباراة ، وانطلق يعدو خلف المشجع المحلاوى لاسترداد القفازالتنزانى المسحور .
وتوقف اللقاء لمدة 7 دقائق حيث رفض لاعبى فريق سيمبا التنزانى استئناف المباراة حتى تعود اليهم تعويذتهم السحرية، وبعد محاولات من رجال الامن والنظام اعيد القفاز الى مرمى فريق سيمبا، وبعد دقائق من استئناف اللقاء تلقى عماشه نجم غزل المحلة كره على حدود منطقة الجزاء لعبها لوب بباطن قدمه من فوق الحارس التنزانى داخل مرماه، فانفجرت فرحة عارمة فى المدرجات، والتى كادت تتهاوى من قفزات الجماهير فوقها فرحا بالهدف، واستمر الحال بعدها الى ما هو عليه .
وفى الشوط الثانى تكتل الفريق التنزانى داخل منطقة جزاءه ، ولكن لا فائده فالكره تعصى ان تدخل الشباك .. لنتهي المباراة بفوز المحلة بهدف نظيف ليستعد الجميع لركلات الترجيح وسط حالة رعب بسبب السحر ، وما شاهدة الجمهور من ضياع اكثر من عشرة اهداف على الاقل فى المباراة، والغريب ان الفريق التنزانى الذى بدا بالتسديد لم يسجل اى هدف من الركلات ال3 التي سددها فقد سدد الاولى والثالثه خارج المرمى وتصدى البشلاوى حارس المحلة للثانية في حين نجح السياجى وعماشة وعمر عبد الله فى تسجيل الثلاث ركلات لتفوز المحلة بالمباراة وسط تشجيع جنونى وهتافات الله اكبر الله اكبر.
طالع أيضا ..
عقاب الألقاب .. بقلم جمال عبدالحميد
حكاية أول مباراة في تاريخ الدوري المصري