حمكشة .. اللاعب الذى هزم الأهلي

حمكشة .. اللاعب الذى هزم الأهلي

حمكشة يهزم الأهلي في ربع ساعة .. مانشيت تاريخي كتبه الأستاذ عبد الفضيل طه علي صفحات جريدة المساء .. تري ما سر هذا المانشيت وما هي حكاية حكمشة مع كرة القدم؟؟

ظهر نادى البلاستيك في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بصورة أكثر من رائعة على مسرح كرة القدم المصرية، حيث حقق نتائج مشرفة، كان  أبرزها  عام 1972 عندما فجر مفاجأة من العيار الثقيل، وحقق الفوز على النادي الأهلي بهدف نظيف، جاء بتوقيع إبراهيم عبدربه الملقب باسم “حمكشة ” في لقاء لم ولن يسقط من ذاكرة تاريخ الكرة المصرية..

كتب / جمال عبدالحميد

حمكشة ابن الجبل الاصفر

ولد إبراهيم عبدربه والذى تعود اصوله الى محافظة أسوان فى عام 1946، بقرية الجبل الأصفر التابعة لمركز ومدينة الخانكة، والتى أخرجت العديد من النجوم الذين تألقوا فى ملاعب كرة القدم المصرية، أمثال طه بصري، وشقيقه حسن، وكذلك محمود سعد، وسعيد الجدى ..

وفي الجبل الأصفر تعلق بالساحرة المستديرة منذ طفولته .. حيث بدأ ممارسة كرة القدم على ملاعب سلاح حرس الحدود، والتى اصبح احد نجومها بعد تجنيده، ولكنه سرعان ما انضم الى نادى الزمالك ليبدا مشوار التألق والشهرة.

حمكشة لاعبا فى الزمالك

انضم حمكشة منتصف الستينيات الى صفوف الناشئين بنادى الزمالك ، حيث تدرب على يد العديد من المدربين الكبار أبرزهم الكابتن حمادة الشرقاوى، وتم تصعيده الى المراحل السنية المختلفة فى قطاع الناشئين بنادى الزمالك، والذى ضم فى ذلك الوقت جيلا عملاقا من الشباب ..

فلعب حمكشة مع جيل طه بصرى ومحمد توفيق ومجدي سالم وغانم سلطان وحسام وصفي وعبد الحميد الريّس ومحمد إمام وسليمان كشمير وعلى خليل وفاروق جعفر وغيرهم من نجوم القلعة البيضاء ..

لكن أعتبر هذا الجيل أيضاً جيلاً مظلوماً..!! حيث تصادف ظهوره مع احداث نكسة يونيو 67، وما أعقبها من توقف النشاط الكروي، وإحباط جمهور كرة القدم، وابتعاده عن متابعة الساحرة المستديرة.

الكابتن لطيف ولقب حمكشة

نال ابراهيم عبدربه الملقب بــ(حمكشة) لقبه الطريف أثناء فترة لعبه فى القلعة البيضاء، حيث اطلقه عليه المعلق الرياضي الشهير محمد لطيف ؛ لكن اللاعب لم يحبذ اللقب مطلقًا ، وكلما تقابل مع الكابتن لطيف يبادره قائلا : (يا كابتن علشان خاطرى قول اسمى ابراهيم عبدربه وبلاش اسم حكمشه .. ده عقوبة مش لقب يا ابو الكباتن) ، فيرفض لطيف قائلا: ( لازم اسم حمكشة لان له رنين خاص في أذن الجمهور).

وبالفعل كان الكابتن لطيف على صواب، فكلما التقى الفنان الزملكاوى عبدالله غيث (حمكشة) داخل أسوار النادى يتحدث معه مشيدًا باسمه قائلا : (اسم حمكشة ده كله مزيكا).

الغريب أن (حمكشة) لم ينل عقوبة اللقب بمفرده، فبعد هدفه الشهير فى مرمى الأهلي أطلقت اكثر من خمس عائلات في قرية الكوم الأحمر التابعة لمركز أوسيم بمحافظة الجيزة، لقب حمكشة على عدد من أبنائها، فضلا عن أهل قرية الجبل الأصفر مسقط رأس حمكشه أطلقوا على أولادهم نفس لقب نجمهم الكبير.

طالع أيضا .. عقاب الألقاب للكاتب جمال عبدالحميد 

انتقال حمكشة الى البلاستيك

ظل حمكشة يلعب فى ناشئي القلعة البيضاء عدة مواسم، حتى انتقل أوائل السبعينيات الى صفوف نادي البلاستيك الذى كان أحد أندية الدوري الممتاز في ذلك الوقت مع مجموعة أخرى من اللاعبين أمثال حسام وصفي (والد أحمد حسام ميدو) وعبد الحميد الريّس ومحمد إمام..

فقبل هذا التاريخ بسنوات قليلة كانت شركة البلاستيك الأهلية التابع لها النادى قد رصدت كل الإمكانيات نحو صناعة فريق جديد في عالم كرة القدم المصرية، وهو ما تحقق سريعا فبعد أن صارع نادى البلاستيك عدة سنوات فى دورى القسم الثالث ثم الثانى حقق الفريق مبتغاه حيث صعد الى اللعب فى دورى الأضواء والشهرة.

فى موسم صعود الفريق للممتاز (71-1972) قررت إدارة الشركة تدعيم الفريق بالعديد من النجوم وكان حمكشة على راسهم.

نتائج رائعة فى الموسم الملغى

بعدما حقق فريق البلاستيك حلمه فى الصعود الى دوري الكبار في موسم (71-1972)، تم إلغاء الموسم بعد الاسبوع التاسع بسبب أحداث مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة..

وكان الفريق قد حقق في هذا الموسم الملغى نتائج اكثر من رائعه، فبعد الخسارة من غزل المحلة بهدفين نظيفين في الاسبوع الاول، استطاع نجوم البلاستيك ان يفوزوا على فارس بورسعيد الاول النادى المصري بهدف نظيف..

وفى الأسبوع الرابع حقق نادى البلاستيك مفاجأة كبري بتعادله مع الفارس الأبيض نادى الزمالك بهدف لكل منهما، ثم كان الفوز على الطيران والتعادل مع الاتحاد السكندرى ودمياط بدون أهداف.

حمكشة يهزم الشياطين الحمر

شهد الأسبوع الثامن من موسم (71-1972) تحقيق نادى البلاستيك الذى كان يشارك فى دورى الأضواء والشهرة لأول مرة فى تاريخه مفاجأة من العيار الثقيل، عندما استطاع حمكشة ان يقود فريقه الى احراز فوزا كبيرا على النادى الأهلي بهدف نظيف سجله قبل انتهاء المباراة بست دقائق .. وسط جماهير النادى الاهلى الغفيرة.. ويعتبر هذا الهدف هو الأغلى والأهم في تاريخ نادى البلاستيك حتى يومنا هذا.

وبالعودة الى مباراة البلاستيك والاهلى التاريخية، نجد ان فريق البلاستيك لعب مباراة دفاعية من الدرجة الأولى حتى الدقيقة 30 من الشوط الثانى، عندما خرج خليل ناجى ونزل النجم وعريس اللقاء حمكشة ..

فانضبط أداء فريق البلاستيك، وخاصة خط هجومه حيث دانت السيطرة لأبناء شبرا الخيمة، واصبح هو الفريق الأكثر خطورة، فارتبكت خطوط الاهلى حتى استطاع حمكشة ومحمد امام ان يضربا خط دفاع الشياطين الحمر بلعبة هات وخد اسفرت عن هدف لحمكشة الغاه الحكم طه إسماعيل دون إبداء السبب.

بعدها تمكن حمكشة في الدقيقة 39 من تسجيل هدف المباراة الوحيد، اعقبه هدف أخر سجله محمد امام الغاه حكم المباراة أيضا، لينتهي اللقاء بفوز البلاستيك بهدف نظيف، ليرفع جمهور الفريق القليل نجمهم الفذ ابراهيم عبدربه “حمكشة” على الاعناق، بعد ان استطاع ان يقهر المارد الأحمر في ربع ساعة لعبها فقط .. وقتها غنت الجماهير (البلاستيك شد الاستك .. وحمكشة جاب الجون)

اسم حمكشة فى مانشيتات الصحف ومكافاة 25 جنيها

عقب الفوز التاريخي لنادى البلاستيك على النادي الأهلي، والذى أحدث زلزل في الأوساط الرياضية، قرر مجلس ادارة فريق البلاستيك مكافاة نجومه فحصل كل لاعب على مكافاة قيمتها عشرون جنيها لكن حمكشة محرز الهدف حصل على 25 جنيها

وصدرت الصحف فى اليوم التالى للمباراة، وهو التاسع عشر من ديسمبر 1971 ، وهى تحمل على صدر صفحاتها الرياضية اسم وصورة حمكشة..

ففى الاخبار كتب الراحل عبدالمجيد نعمان بقول بهدف حمكسة .. فاز البلاستيك على الاهلى 1/صفر .. أراد الاهلى ان يفوز فى اول 5 دقائق، فانهزم اخر 5 دقائق .. جمهور الأهلي يهتف : يا بلاستيك يا هندسة ويشعل الأوراق تعبيرا عن استيائه .

وفى المساء كتب الراحل عبدالفضيل طه مانشيت تاريخي جاء فيه “حمكشة يهزم الأهلي فى ربع ساعة”

هدف حمكشة والرئيس السادات

عقب هزيمة الأهلى من البلاستيك بهدف حمكشة فى المباراة التى اقيمت على ستاد مختار التتش بالجزيرة وقعت احداثا مؤسفة من جماهير القلعة الحمراء ،

والتى انطلق من مدرجات الدرجة الثالثة يعتريها الغضب حتى دخلوا مبنى الإدارة القديم ، واخذوا يقتلعون اعمدة الكهرباء، وحطموا الكراسي، والموائد .. وخارج أبواب الاستاد حدث العديد من وقائع الشغب فى الشوارع المحيطة بمنطقة الجزيرة .

وقتها كان رئيس جمهورية مصر العربية محمد انور السادات يقوم بزيارة احد رؤساء اوروبا الذى كان يحل ضيفا على مصر فى أحد الفنادق القريبة من النادى الاهلى.. وهو فى طريق عودته من زيارته الى منزله فؤجى بوزير الداخلية ممدوح سالم يتحدث معه بان طريق العودة سيتم تغيره.

وذلك بسبب ثورة جماهير الاهلى الغفيرة فى الشوارع عقب الهزيمة من البلاستيك، وسجل حمكشة هدف المباراة الوحيد فعلق السادات قائلا : (حمكشة يسجل هدف فى النادى الاهلى الرئيس السادات لا يعرف العودة إلى منزله)، وذلك كما جاء على لسان الدكتور احمد ابن الكابتن حمكشة في حديثه على احدى القنوات الفضائية منذ عدة سنوات.

فى موسم (72-1973) قاد حمكشة فريق البلاستيك، لتحقيق نتائج طيبة وكان يدرب الفريق في ذلك الوقت الكابتن عبيد خفاجي، وفى هذا الموسم خاض نادى البلاستيك العديد من المباريات القوية حيث تعادل مع قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك بدون أهداف، كما تعادل مع شواكيش الترسانة 1/1 ،وتعادل البلاستيك أيضا مع دراويش الكرة المصرية سلبيا، وفاز بهدف نظيف على المصري البورسعيدى، وعلى دمياط بأربعة أهداف مقابل هدف واحد

حمكشة والتألق مع الطيران

ظل حمكشة يتألق مع نادى البلاستيك حتى انتقل إلى نادى الطيران في موسم (74-1975)، ومعه تالق حمكشة.. وبدأ الطيران مبارياته بمفاجأة مدوية بالفوز على عمالقة نادى الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد، ثم كرر الطيران فوزه على الفريق الأبيض فى الاسبوع الثامن عشر بهدف وحيد ايضا

وكذلك تعادل الطيران فى هذا الموسم مع النادى الأهلي فى المباراة التى جمعت الفريقين فى الأسبوع السابع عشر بهدف لكل منهما وفى هذا الموسم سجل حمكشة بألوان فريق الطيران 6 اهداف

وبقيادة حمكشة حافظ فريق الطيران على وجوده بين الكبار في موسم (75-1976)، والذى لعب بنظام المجموعتين ..

لعب الطيران ضمن المجموعة الثانية، حيث حل في الترتيب السابع برصيد 23 نقطة، ومن أبرز نتائجه فى هذا الموسم التعادل 2-2 مع النادى الاسماعيلى، والفوز على النادى المصري البورسعيدى بثلاثة اهداف مقابل هدفين، وعلى نادى الاتحاد السكندرى بهدف نظيف.

وفى اخر موسم لنادى الطيران فى دورى الأضواء والشهرة موسم (76-1977) ابى الفريق ان يرحل الى عالم النسيان دون ان يترك بصمة فى بطولة الدورى، حيث استطاع ان يهزم دراويش الكرة المصرية النادى الاسماعيلى، بنجومه الكبار بثلاثة أهداف مقابل هدفا واحد فى الاسبوع السادس والعشرين ،والفوز على الاوليمبي السكندرى بهدفين نظيفين، وايضا تعادل مع المصري والترسانة والاتحاد السكندرى.

وجاء نادى الطيران فى المركز الخامس عشر برصيد 15 نقطة ليهبط الفريق الى دورى المظاليم ليختفي نادى الطيران تدريجيا ويغرق في بحر النسيان منذ هبوطه..

ويعتزل بعد ذلك جيلا كبيرا من النجوم كان على راسهم النجم المتالق ابراهيم عبدربه حمكشة الذى اتجه الى عالم التدريب، فتولى مسئولية العديد من الاندية، وكانت ابرز محطاته التدريبية عندما تولى مسئولية تدريب المنتخب المصري العسكري عام (1986)، وتدرب تحت يديه وقتها العديد من النجوم أمثال علاء ميهوب ومحمد سعد وطارق العشرى وطلعت منصور وحسين عبداللطيف وحسين السيد.

طالع أيضا ..

• إبراهيم عثمان .. نجم الكرة ومطرب التراث 
• محمد عباس .. النجم الذي هوي
• بسطان والجندي .. صداقة حتي الموت
• الغزال الاسمر “لوفا” .. نجم نادي القناه | من النجومية والإبهار إلى الضياع والإنهيار
• نصر الدين موسى .. ناشئ الزمالك الذى لعب فى كوزموس الامريكي !
• حليل سعد .. فهد الزمالك الأسمر
• حسن دنجل فرج “اللالى” .. اللاعب ذو المنديل الابيض
• لمعي عبدالسميع .. نجم المنصورة الذي تنافس عليه الأهلي والزمالك