شيكابالا .. فارس الزمالك
الظالم والمظلوم
اعتاد الناس في بلادي على الأخذ بالمظاهر، فيسير المرء يطلق أحكاماً بالصلاح والفساد بمجرد المشاهدة من الخارج .. آفة مجتمعية عشنا بداخلها وتربينا عليها ولازلنا نمارسها رغم إدراك اغلبنا انها آفة، وترديدنا جميعاً ان المظاهر خادعة..
محمود عبد الرازق حسن فضل الله وشهرته “شيكابالا” لاعب ونجم الزمالك، ومعشوق جماهير الملكي الأبيض في أخر عقدين من الزمان، والمثال الصارخ لاعتياد الناس للأخذ بالمظاهر الخداعة..
شيكابالا ذلك الشابٌ الأسمر الذي جاء من أقصى الجنوب وقد ظهر منه حماس الشباب وانطلاقهم وعنفوانهم، أخطأ وأصاب لأنه بشر، فوصِمَ بالطيش والفساد المهني والأخلاقي، وطالبوا بإعدامه على مقصلة الأخلاق التي لا ينجو منها إلا القديسين .. أو من يرونهم هم قديسين لنكون أكثر تحديداً ..!!
شيكابالا .. وميلاد فارس الزمالك المنتظر
ثمن نهائي كأس مصر قبل ما يقارب العقدين من الزمن وتحديداً في موسم 2002-2003 .. يوم بزغ في سماء الملاعب لأول مرة ذاك الأخ والحبيب والصديق بل ولا نبالغ لو قلنا الأب الروحي لفنون ومهارات كرة القدم الزملكاوية .. طفل نوبي صغير ولد في 5 مارس 1986 ولم يكمل عامه السابع عشر بعد، يداعب الكرة بلمسات سحرية اعتاد عليها عشّاق مدرسة الفن والهندسة ..
ينطلق الناشئ الجديد آنذاك ليراوغ مدافعي غزل المحلة الملقبين بالفلاحين، ويسكن كرته الشباك معلناً انتهاء حالة التعادل السلبي الغير عادل، وصعود فريق الزمالك إلى ربع نهائي الكأس .. حاملاً الخبر السعيد لمحبي ومريدي مدرسة الزمالك للفن والهندسة أن التلميذ النجيب قد نضج وحان وقت تخرجه ..
ولتطمئن قلوب جموع عشاق الملكي الأبيض أن الزمالك الذى أخرج الثعلب الكبير، ومن خلفه الإمبراطور، وأمتع ناظريه بالحاوي والغزال لم يخرج كل ما في جعبته بعد .. فما زال هناك الأباتشي “شيكابالا” ..
في ذلك اليوم كان الرب رحيماً بكل عشاق الأبيض، فقد كان يعلم سبحانه وتعالى ما هم مقبلون عليه من سنوات عجاف وتخبط إداري .. فما كان منه إلا أن رزقهم بالأباتشي الأسمر “محمود عبد الرازق .. شيكابالا” .. رزقهم بمن إذا أرادوا أن يجسدوا حامل القوس ورامي السهم في شعار الزمالك التاريخي في هيئة بشر لن يجدوا من هو أفضل منه ..
فمن يجسد الفارس سوى ذاك الموهوب المحبوب كثير المهارة قليل الحظ .. صاحب الأخلاق ابن الأصول عن حق لا من أجل الشهرة والكاميرات .. صاحب الفضائل، كريم اليدين على كل من حوله .. طيب القلب، والمحروم دائماً وأبداً من دعم الدولة ومجاملتها.. رغم كونه بشهادة كل عاقل منصف أكثر من أنجبت الكرة المصرية مهارة وموهبة ..
شيكابالا .. الإنسان ذو القلب الأبيض
لن أتحدث عن إمكانياتك ومهاراتك الكروية فتلك شموس واضحة في كبد السماء لا ينكرها إلا جاحد ولا يغفلها إلا سفيه .. ولن أتحدث عن إنجازاتك أو بطولاتك أو ألقابك فذاك تاريخ محفوظ في سجلات الكرة المصرية سواء زادت أو قلت لن تقلل من شأنك أبدا ..
لن أعيد وأكرر في حديث موجه لهؤلاء الذين استحبوا العمى عن الهدى و ركنوا لجانب الباطل دون الحق .. أولئك الذين أعمتهم نظارة الكره والحقد السوداء عن الحق وابعدتهم عن الحقيقة .. لن أوجه حديثي لمن قيل فيهم..
“طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل، الجاهل يُعلّم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل.. محمد ناصر الدين الألباني”..
ولكني أحدثك اليوم أيها الفارس طالباً ألا يؤثر فيك كلامهم فهو بعيد عن الصواب .. أحدثك لأتذكر معك بعض مواقفك التي لو عرفوها لما تجرأوا على الهجوم عليك .. أحدثك واعتذر منك أن ما كتمنا في قلوبنا على مدار سنوات كان نتيجته هجوم الأطفال عليك، وسؤالهم البائس ماذا فعل بطلكم الخارق .. وعزاؤنا الوحيد أنها كانت إرادتك، وقد عشت دوماً رافضاً للأضواء خارج المستطيل الأخضر ..
أحدثك اليوم مستهلاً حديثي بعنوان عذراً أيها الفارس فهم لا يعرفونك .. وتلك حقيقةٌ فهم حقاً لا يعرفونك .. لم تكُ يوماً مِن مَن يحب أن يحمد على أعماله الإنسانية وما أكثرها .. لم ترتدِ عباءة القداسة ولم تتدعي الهالة الملائكية لأنك في النهاية بشر .. وما أعظمك وأنت بهذا القدر من الحب والخير والعطاء وأنت بشر .. واسمك علي ما يسمي “محمود”
نعلم أنك بشر تخطئ وتصيب، تفرح وتحزن، تغضب وتثور وتضعف وتستكين، تبتئس وتيأس أحياناً ثم تعود لتتحدى المستحيل .. وأعلم في قرارة نفسي أن حديثي لن يعجبك فلطالما كنت رافضاً لنشر ما فعلت وما تفعل من أجل الآخرين .. ولكن اعذرني فحين يردد الناس عنك اتهامات من نوعية التمرد والبلطجة والأنانية فمن الظلم أن نكتم شهادة الحق ونحن نعلمها ..
شيكابالا .. صاحب الأيادي البيضاء علي كل من حوله
فهل يدري هؤلاء الحاقدين ما تفعله لأهل بلدتك وبني جلدتك .. هل نما إلى علمهم إمتنانك الشديد لقريتك وبلدتك البسيطة في أسوان، والمترجم دائما في صورة مساعدات مادية ومعنوية في داخل كل منزل هناك بدون أدنى قدر من المبالغة ..
هل رأوك تأتي بوظيفة ل”فلان” لمجرد كونه من أهل بلدك ولا يعرف أحد سواك؛ بل على حد لفظه “شيكابالا تبناني من يوم ما نزلت القاهرة” !
سأترك علاقتك بأهل بلدك إلى أهل بلدك فهم أقدر من يتحدث عنها، ولربما يخرج علينا أحدهم ليقول “لو سألنا هنلاقي فلان وفلان كويسين مع أهل بلدهم برده” .. ودعني أتحدث عن علاقتك مع الزمالك بكل جوانبها ..
منذ نشأتك وحياتك في غرف الناشئين المغتربين أسفل مدرجات حلمي زامورا رحمة الله عليه وعليها .. من يتكفل بالعم “ميلا” عامل غرف الملابس الشهم الذي لولاك من بعد الله لجار الزمن عليه، ولم يجد من يقر بفضله ويحترم سنه وحاجته ويعينه على قضاء حوائج أولاده ..
من كان للاعب أجوجو حين أصيب في ركبته واحتاج التدخل الجراحي العاجل، فما كان منك غير الوقوف في ظهره كعادتك والتكفل بأغلب المصاريف .. كما لو سُئل أي عامل أو موظف من أكثر من تحب في نادي الزمالك سيقولون بكل حب وتأكيد “شيكابالا”..
شيكابالا الإنسان وليس مجرد أسطورة كرة القدم .. هو من يذهب لناشئي النادي المغتربين حتى الآن في محل اقامتهم ومبيتهم ليلبي احتياجاتهم، ويربيهم على حب الكيان والانتماء لاسم الزمالك .. هو من وقف أمام جبروت اتحاد كرة القدم في عدم السماح للاعبي الزمالك الشباب والناشئين وزوجات وأهالي نجوم الفريق في حضور مراسم التتويج بدرع الدوري..
قصة انتقال شيكابالا للأهلي .. قصة فخر واعتزاز
أكاد أسمع بأذني صوت الطفل ذاته يعود مرة أخرى فيقول “انتماء..؟! ده راح الأهلي لما رجع من الاحتراف” ولكن من يعلم الحقيقة لا يردد مثل هذا العبث .. فـ شيكابالا من حكت وتحاكت عنه الجماهير وصحف اليونان وقارنوا مهارته بريڤالدو في أولمبياكوس، وردد الجميع “اذا كان المنافس يمتلك ريڤالدو ف باوك لديه شيكابالا”..
حين عاد من رحلة احترافه عكف على زيارة بيته نادي “الزمالك“ .. يجلس يومياً في حديقة النادي منتظر تحرك أحد من أعضاء مجلس الإدارة المعين آنذاك ولكن نائب الرئيس كان يكتفي بترديد كلمة “خليها بكرة” ..! كلما قابلة .
نعم ذهب للأحمر الأهلي .. كمن يغضب من أهله فيقول لن أعيش معكم أكثر من ذلك .. وحين أمروه بالعودة ترك الأهلي بأمواله و سطوته وسلطانه، ترك الأهلي بكل التاريخ الذي كان من الممكن أن يتحقق في مسيرته معه، وعاد لبيته المحبوب والمقدر “الزمالك“ فلم يتخيل أحد أبداً أن يستوي الوضع بغير ذلك ..
شيكابالا وكل ما هو زملكاوي .. عشق لا ينتهي
من ربى الناشئين من أمثال عمر جابر ومحمد إبراهيم وأوباما على حب الزمالك وحب الجماهير، وربطهم بالجماهير منذ اليوم الأول لهم في الملاعب فكبروا وساروا على النهج واصبحوا نجوم و كباتن الزمالك ومعشوقي الجماهير من بعدك يا شيكابالا ..
لنترك الزمالك قليلاً ودعني أحدثك عن علاقتك بسائر اللاعبين .. سنجد أن أكثر لاعب محبوب في وسط زملاؤه هو أنت يا شيكا .. سنجدك كابتن وقائد بحق حتى قبل توليك شارة القيادة رسمياً .. من وقف بجانب عبد الشافي وأحمد جعفر وقت الأزمة المالية وانقذهم من الحرج .. فكيف يكون نجم الزمالك غير قادر على تسديد الأقساط ..
ومن تدخل لحل مشكلة توفيق وجنش وغيرهم سواك يا قائد .. هل يذكر أحدهم سعي “وحيد” لتجميع توقيعات اللاعبين على شكوى الزمالك ومن وقف لهم وأقنع اللاعبين بالعدول عن تلك التصرفات ؟؟ نعم كنت أنت يا فارسنا المغوار ..
من قال عنه أحمد عيد عبد الملك “رقم ١٠ مستنيك” وهو يعلم جيداً أن عودة شيكا تعني بنسبة كبيرة رحيله عن الفريق، ولكن من عرف شيكا وأحبه ليس غريب عليه يفضّل شيكا عن نفسه ..
من قال عنه ميدو “شيكا ده أطيب قلب ممكن تشوفه في الدنيا وكان يفطر على عربية الفول مع عمال النادي” ..
بل تجاوز الأمر نجوم الكرة ليصل إلى نجوم باقي الألعاب الجماعية .. ف أقرب الناس إلى كوماندوز اليد وأكثرهم اهتماماً بأمرهم هو شيكا .. وليُسأل أحمد الأحمر والروبي وريشة وهاشم .. والحسيني سمير في السلة واشرف ابو الحسن في الكرة الطائرة ..
شيكا يمثل حالة من الحب ونشر الخير تسير على أقدام داخل النادي الملكي ولو كره الكارهون ..
شيكا في عيون المنافسين .. الأسطورة
عند المنافسين لم يختلف الأمر كثيراً .. ستة أشهر قضيتها في الإسماعيلي جعلت مدينة الدراويش تبكي يوم رحيلك، ولاعبي الإسماعيلي يفتقدونك افتقاد الأخ والصديق ..
وفي السويس لم يتحدث عنك سوى من يدرك قيمتك؛ محمود عبد الحكيم أحد أمهر لاعبي الكرة المصرية حين قال أن “شيكا هو أطيب من وجد في ملاعب الكرة المصرية” ..
ماذا عن علاقتك بمن جاهروك العداوة يا شيكا؟ من سبوك بأقذع الألفاظ، وافتخروا دائماً بقدرتهم على إخراجك عن تركيزك بسباب والدتك رحمة الله عليها .. وأي فخر وهم من هتفوا ضدك هتافات عنصرية قذرة لو كنا في دولة تحترم آدمية شعبها لتم عقابهم وعقاب ناديهم على مثل هذه الهتافات..
في محنتهم كنت أول من وقف بجانبهم شأنك شأن الوايت نايتس في محطة رمسيس .. كنت في ملعب كرة القدم وقت الأحداث، وبين الشوطين عندما علمت بالأمر كنت أنت في طليعة من قرروا عدم استكمال اللعب والمشجعين يموتون في ملعب بورسعيد..
لم تأتي متأخراً ولم تكتفي بالمجاملات .. لا والله لم نكن لنحبك ونراك اسطورتنا الحية إن جاملتهم من أجل الكاميرات، بل كنت أول من وقف بجانبهم وأول من تبرع لأهاليهم المكلومين علي أولادهم، وكسرت صمتك الإعلامي .. وكان أول مرة في الظهور لك على قناة المنافس النادي الأهلي قائلاً..
“أنا مش هتكلم في الموضوع الأولاني علشان ده مينفعش نتكلم فيه – يقصد التبرع المادي – بالنسبة لبيان اعتذار الجمهور فأنا بقولهم احنا اخوات” ..
شيكا مشجع زملكاوي درجة ثالثة ..
أما عن علاقاتك بجماهير الزمالك يا شيكا .. فأنت أكثر من دعم الجمهور ودعمه الجمهور أيضا، وذابت بينهم الفروقات حتى وقفت بجانب جماهير الزمالك في مدرجات الكورفا سود في مباراة دجلة، وأتيت لنا بالكأس في مباراة الجونه، وذهبت للافتة الشهيد عمرو حسين احتفالاً بأحد أهدافك وذلك ما ظهر وما خفي كان اعظم ..
سيد وطبلة وشبرا وبوش ودمياطي يعلمون جيداً كيف دعم شيكا النايتس وكيف تسبب له ذلك في الكثير من المتاعب، ولكنه لم يجعلها تمنعه ولو ثوان فهو المشجع البار قبل أن يكون اسطورة كرة القدم ..
من تحدث بلسان الجماهير حين قال “مين هو محمد نصر؟” رداً على إساءات عديم الابداع الى نادي الزمالك .. من وقف للشرطة مطالباً إياهم بالإفراج عن المشجعين المعتقلين بعد أحد مباريات الدوري ..
من يدخل في نوبات بكاء وحسرة على ناديه المحبوب شأنه من شأننا وقلبه ينبض بحب الزمالك مثلنا ..
اعتذار واجب ولكنها شهادة حق ..
دعني أختم حديثي معك بالاعتذار فأنا أعلم أنك لم ولن تتقبل ما نشرته سعياً دائماً لإخفائه ولكني اراها شهادة حق في وجه كل ظالم وجاهل وغير منصف ..
واعتذر لأني بما ذكرت لم ولن أوفيك حقك بل ويعلم الله ان ما قيل ماهو الا غيض من فيض، وإن ما أخفيت من أعمال الخير وحسن الخلق لهو اكبر واعظم .. فأنا أتكلم عن شيكابالا الإنسان قبل شيكابالا لاعب الكرة .. عرفناك واحببناك وعشقناك يا شيكا لأنك بشر مثلنا، تشعر بآلامنا، تحس بوجيعتنا، تفزع لفزعنا، وتفرح لفرحنا .. عهدناك فارساً ولطالما كنت على العهد، فالفارس لا يترجّل أبداً ..
عشت ملكا متوجا على قلوب كل زملكاوي، ولا يضيرك هجوم الجهّال والأطفال عليك فهم لا يعرفونك حق المعرفة كما عرفك جمهور الزمالك.
لقاء شيكابالا مع عمرو أديب بعد الفوز ببطولة الدوري 2021
طالع أيضا علي كورابيديا ..
علي خليل .. فارس الأخلاق الزملكاوية
الجيش .. المختلط القديم .. ميت عقبة … اسماء كادت تُطلق على نادى الزمالك
بسطان والجندى … صداقة حتى الموت
نصر الدين موسى .. ناشئ الزمالك الذى لعب فى كوزموس الامريكى !
خليل سعيد .. فهد الزمالك الأسمر
محمد حيدر باشا .. عاشق القلعة البيضاء
حسابات كورابيديا علي منصات التواصل الاجتماعي ..
- حساب كورابيديا علي تويتر من هنا ⇒
- حساب كورابيديا علي موقع Quora من هنا ⇒
- قناه كورابيديا على التليجرام من هنا ⇒
- حساب كورابيديا علي إنستجرام من هنا ⇒
- مجموعة كورابيديا علي الفيس بوك من هنا ⇒
- حساب كورابيديا علي موقع Pinterest من هنا ⇒
- صفحة كورابيديا علي الفيس بوك من هنا ⇒
- قناه كورابيديا علي اليوتيوب من هنا ⇒
- حساب كورابيديا علي موقع tumblr من هنا ⇒
- حساب كورابيديا علي موقع linkedin من هنا ⇒
- حساب كورابيديا علي موقع يوفان من هنا ⇒