الرئيسية | حكايات كورابيديا | د. ياسر أيوب .. مصر وكرة القدم | ج1

د. ياسر أيوب .. مصر وكرة القدم | ج1

د. ياسر أيوب

مصر وكرة القدم

التاريخ الحقيقي … أين وكيف بدأت الحكاية

ياسر أيوب - مصر وكرة القدم

ياسر أيوب .. مصر وكرة القدم

مما لا شكَ فيهِ أنَ لعبةَ كرةِ القدمِ كانتْ ولا زالتْ على مرِ العقودِ الفائتةِ المتنفسَ الحقيقيَ للكثيرِ منْ أبناءِ الشعبِ المصريِ في ظلِ مشاكلَ وضغوطِ الحياةِ التي يعيشها المواطنُ كلَ يومٍ ، ولكنْ ما لا يعرفهُ الكثيرُ أنَ كرةَ القدمِ لها حكايةٌ شديدةٌ الخصوصيةِ معَ المصريينَ ، فلمْ تكنْ أبدا مجردَ لعبةٍ ، بلْ كانتْ دائما أكثرَ منْ ذلكَ . . . وهوَ ما جعلَ الدكتورُ ياسرْ أيوبْ حريصا أنْ يسردَ لنا في كتابهِ الشائقِ مصرَ وكرةِ القدمِ ، تلكَ الحكايةِ ولكنْ بنظرةِ وتفاصيلَ دقيقةٍ ومختلفةٍ . . .

وفي كورابيديا نتشرفُ بتقديمِ عرضِ وتحليلِ كتابِ ” مصرَ وكرةِ القدمِ . . . كيفَ ومتى بدأتْ الحكايةُ ” والذي سيأتي في عدةِ أجزاءٍ شيقةٍ ومثيرةٍ . . . تابعونا

شارك في الاعداد :: طارق الجزار

فصول كتاب “مصر وكرة القدم”

اعتذار إلى كرة القدم في مصر

    1. غرام وانتقام
    2. في انتظار البهجة
    3. محمد أفندي ناشد
    4. انتصار لعبة الفقراء
    5. اللعب في زمن الحرب
    6. سلطان كرة القدم
    7. المنتخب الأول.. والمباراة الأولى
    8. أول اتحاد مصري لكرة القدم
    9. ثورة كرة القدم
    10. أول انتصار كروي لمنتخب مصر
    11. المرأة المصرية في ملاعب كرة القدم
    12. لعبة تحتاج إلى ترتيب ومعونة وتدريب
    13. حكاية رجل اسمة ماكراي
    14. الفلاحون ينتصرون
    15. اتحاد الأهلي والزمالك لكرة القدم
    16. مواسم الهجرة إلى الشمال
    17. المونديال والكأس السلطانية وكأس الأمير
    18. مصر والمونديال الأول
    19. عاش الملك.. مات الملك
    20. كلهم يلعبون بكرة القدم
    21. مصر وفلسطين والأزمة الكروية الكبرى
    22. أول رجل أعمال في ملاعب الكرة المصرية
    23. عودة الحلم الغائب
    24. الموسم الأخير للملك والوفد وحيدر باشا
    25. جمهورية كرة القدم
    26. اللعب والحرب.. وجمال عبدالناصر
    27. الجيش يدير الكرة المصرية
    28. كرة القدم في جمهورية عربية متحدة
    29. الأهلي والزمالك وأوروبا
    30. الأقاليم وثورتها التي لم تكتمل
    31. الدوري الأول على شاطئ الإسكندرية
    32. الإسماعيلية وفرحة كرة القدم
    33. ودفعت الكرة المصرية الثمن ..

طالع من هنا .. ياسر أيوب الصحفي المهموم بقضايا الرياضة المصرية

مقدمة ما قبل البداية .. واعتذار إلى كرة القدم في مصر

جاء كتاب “مصر وكرة القدم .. التاريخ الحقيقي … أين وكيف بدأت الحكاية” في (33) فصل يسرد فيهم كاتبنا د. ياسر أيوب بالتفصيل حكاية كرة القدم مع مصر والمصريين منذ ان تعرفوا عليها كلعبة رياضية عن طريق المحتل الإنجليزي ثم استخدموها في مقاومته والانتصار عليه فيها .. وكيف تطورت كرة القدم من مجرد لعبة الي ان أصبحت جزء من تاريخ وطن كان حاضرا بقوة في الكثير من مواقف انتصاراته وانكساراته ..

وعلي الرغم من أهمية كرة القدم القدم فلم يهتم الكثيرين بكتابة تاريخها بشكل حقيقي ودقيق بما يليق بدورها في حياة المصريين، حتي جاءت تجربة كتاب “مصر وكرة القدم” لتكون تجربة فريدة في رصد تاريخ كرة القدم المصرية وما صاحبها من تطورات سياسية ومجتمعية .. والتي ترصد الفترة منذ نهايات القرن الـ18 الي فترة نكسة يونيو 67 ..

د. ياسر أيوب من مقدمة كتاب مصر وكرة القدم

• لماذا كتابة تاريخ مصر وكرة القدم كان ضرورة ..؟؟

لم يهتم كثيرون منا في أي يوم مضى بكتابة تاريخ هذه اللعبة وحكايتها مع مصر أو في مصر .. لم يراجع أحد محطات وسنين تاريخنا الكروي بكل الأسماء والوجوه والوقائع والملامح والتفاصيل، وتسجيلها من باب الاحترام والامتنان لكل ما قدمته اللعبة الجميلة لمصر ..

لم يحاول أحد أو يسعى لتأمل وبحث وتفسير، لماذا امتلكت كرة القدم في مصر هذا الاستثناء وتلك الخصوصية.. فباتت مصر من أكثر الدول، التي تملك تاريخا كرويا قديما ومميزا إلا أنها من الدول القليلة التي لا تحتفظ بأي تاريخ محفوظ لهذه اللعبة على أرضها ومع أهلها ..

ووسط كل ذلك، كانت هناك استثناءات قليلة جدًا سأطيل التوقف أمام أصحابها بالشكر، وكل ما أملكه من تقدير واعتزاز واحترام وامتنان أيضا ..

ياسر أيوب - غلاف كتاب مصر وكرة القدم

غلاف كتاب مصر وكرة القدم | ياسر أيوب

• عقبات واجهت د. ياسر أيوب في كتابة تاريخ مصر الكروي ..

جاء علي لسان د. ياسر أيوب انه قد واجه ثلاث أزمات حقيقية اثناء محاولته كتابة تاريخ كرة القدم وحكايتها في مصر ومع المصريين .. ونستعرض هذه الازمات وكيف تعامل معها ..

الأزمة الأولى هي محاولات سابقة كثيرة، اختصرت هذا التاريخ في نتائج مبارياتها وبطولات مختلفة، سواء كانت لأندية أو منتخب.. ومع كامل الاحترام للجهد والوقت ومعاناة جمع هذه المباريات ونتائجها وأهدافها .. فأنا أعتقد أن الحكاية تبقى أعمق وأكبر كثيرا من ذلك ..

وكانت الأزمة الثانية هي الرؤية الضيقة لحكاية مصر مع كرة القدم، واختصارها في ناد واحد وتاريخه ونجاحاته .. ولم يمانع بعض أصحاب هذه الرؤى الضيقة، ولم يترددوا في اختصار
التاريخ العام وإهمال بعض أو كثير من صفحاته؛ لأنها لا تتضمن انتصارات وبطولات للنادي، الذي ينتمون إليه أو فيها ما يرى هؤلاء أنه قد يكون مسيئا لناديهم. ولهذا تعمدت الابتعاد عن كل هذه الرؤى الضيقة، وأن ألتزم طوال الوقت بكتابة تاريخ كرة القدم في مصر كلها، وليس تاريخ الأهلي أو الزمالك أو الاتحاد السكندري والترسانة والمصري والإسماعيلي .. وكل أندية الكرة في شمال مصر وجنوبها، أيا كان حجمها أو تاريخها؛ لأنني مقتنع أن كل ناد منها أضاف صفحة أو أكثر لهذا التاريخ حتى يكتمل .. لتكتمل ألوان صورة الكرة المصرية أيضا ..

الأزمة الثالثة كانت الأخطاء الكثيرة، التي من فرط تكرارها وشيوعها تعامل معها الجميع باعتبارها حقائق ووقائع مؤكدة .. وفي هذا الكتاب توقفت فقط أمام هذه الأخطاء، وليس
أمام أصحابها .. لأنني أولا أردت الحكاية الكاملة .. الصحيحة والصادقة قدر الإمكان، وليس تصيد الأخطاء لأي احد او أستاذ او زميل .. لهم كل التقدير والاحترام علي مجهوداتهم .. وايضا لهم ألف عذر لمن أخطأ .. فنحن أمام حكاية كبرى، لم يكتبها باهتمام كل الذين كانوا قبلنا .. وحتى هذا الكتاب .. قد لا يخلو من أخطاء رغم كل التعب والجهد والحرص، أو قد تغيب عن صفحاته بعض الحقائق والتفاصيل.

• شكر وامتنان لجهود السابقين .. والمصادر البحثية للكتاب

لم يكن هذا الكتاب ممكنا لولا أساتذة وزملاء، سبقوا وساروا فوق أشواك، وأضاءوا النور اللازم للمعرفة والفهم وجمع تفاصيل هذه الحكاية .. ووددت لو كان باستطاعتي توجيه الشكر
وتحية الامتنان العميق والاحترام الأعمق، بشكل مباشر وصادق، لكل اسم منهم ..

الناقد الراحل الكبير إبراهيم علام .. الذي أدخل كرة القدم إلى نادي الزمالك، وأسس أول باب يومي للرياضة في صحيفة الأهرام إلى جانب مذكراته الشخصية بخط يده وكتابه المنشور بعنوان “تاريخ الألعاب الرياضية في مصر”..

الدكتور طارق أحمد سعيد .. أول من جمع نتائج الكرة المصرية وأنديتها في مختلف مسابقاتها المحلية الرسمية، وأيضا نتائج المنتخب المصري في مبارياته الودية والرسمية

الدكتور شيرين عبد الرحمن فوزي .. صاحب المجهود الرائع والغير مسبوق في جمع صور ونتائج بطولات الكرة المصرية، في موسوعاته الرائعة عن المنتخب والأهلي والزمالك ومختلف الأندية المصرية

الكاتب الكبير حسن المستكاوي .. جمع تاريخ الأهلي في كتاب له شهير بعنوان “النادي الأهلي .. بطولة في الرياضة والوطنية”

مذكرات كروية لرياضيين سابقين، مثل: محمد لطيف وحنفي بسطان ومحمد حسن حلمي ..

كتابات رياضية مهمة مثل تلك التي كتبها محمد جاب الله، بعنوان “75 سنة كورة” .. وسلامة مجاهد وشوقي حامد عن صالح سليم .. وعبد الرحمن فهمي عن الكرة والسياسة .. وياسر ثابت عن حروب كرة القدم .. والحكايات الكروية لعبد الفضيل طه .. ورأفت الشيخ عن الإسماعيلي .. وأكرم يوسف عن لعبة الشعوب .. وخالد توحيد وتاريخ الدوري العام ..

الناقد الكبير محمد سيف .. صاحب المحاولات الدائمة لجمع نتائج الكرة المصرية على صفحات مجلة الأهرام الرياضي، التي قدمت منذ أسسها الكاتب الكبير إبراهيم حجازي ملفات هائلة للتاريخ الكروي المصري .. وحوارات ودراسات، نشرتها جريدة أخبار الرياضة ..

والصديق والزميل خالد عبد المنعم، موسوعة التحكيم الكروي المصري، والذي كان في أوقات كثيرة شريك الفكر والحوار .. محمد مصطفى، ومحاولاته تصحيح الكثير من الوقائع الكروية الخاصة بالأهلي .. علي خضير وكتاباته في مصر المحروسة ..

كما فتح لي أيضا أبواب أرشيف جريدة الأهرام للقراءة عن كرة القدم، في كل أعدادها، منذ عام 1922م وأرشيف دار الهلال وبالتحديد مجلة المصور، بكل حكاياتها المميزة، وقبلها مجلة اللطائف المصورة التي كانت أول نافذة إعلامية، تطل على التاريخ الكروي لمصر..

أرشيف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم .. ومحاضر مجالس إدارة النادي الأهلي، عبر مائة عام، والتي أتيحت لي فرصة الاطلاع عليها .. ومجلة اتحاد الكرة أيضا والكثير من ملفاته .. ومجلة أيام مصرية المهتمة بالتاريخ ..

أجيال جديدة من شباب رائعين، تحمسوا لجمع تاريخ الكرة المصرية عبر مواقع إليكترونية عديدة، مثل: يالا كورة، ومصراوي، وكورة، وكورابيا، وجول، واليوم السابع، والبوابة، وفيتو، ومواقع أخرى مصرية وعربية غيرها، أيضا إلى جانب كل المواقع الخاصة بأندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري ..

وأيضا عصام الخالدي صاحب الكتاب المهم جدا عن كرة القدم في فلسطين، وأحمد السباعي ودراسته عن الصهيونية والرياضة ..

الكتب الغربية، والتي تناولت فوق صفحاتها بعض حكايات كرة القدم في مصر، مثل كتاب ديفيد جولدبلات بعنوان “الكرة مستديرة .. التاريخ العالمي لكرة القدم” .. وكتاب بيل موراي بعنوان “لعبة العالم” .. وكتاب شيمون كوبير بعنوان “كرة القدم ضد العدو” .. وكتاب جاري أرمسترونج وريتشارد جوليانوتي بعنوان “ثقافات وهويات كرة القدم” .. وكتاب ريتشارد جوليانوتي بعنوان “كرة القدم علم اجتماع لعبة عالمية“.. وكتب أخرى كثيرة ..

وأيضا الكتب غير الكروية، ولكن كانت لها قيمتها وضرورتها للكتابة عن كرة القدم، مثل: “موسوعة تاريخ مصر” التي جمعها أحمد حسين .. وموسوعة “أخبار المصريين في القرن العشرين“، التي جمعها سعيد هارون عاشور .. وكتب الدكتورة لطيفة محمد سالم عن الحرب العالمية الأولى، وعن الملك فاروق أيضا ..

وكتاب فلاديمير بيلياكوف بعنوان “رحلة إلى ضفاف النيل الروس في مصر“.. وكتاب محمد عمر بعنوان “حاضر المصريين وسر تأخرهم“.. وكتاب أرتيميس كوبر بعنوان “القاهرة في الحرب العالمية الثانية“.. وكتاب سمير رأفت بعنوان “القاهرة وأيام المجد“.. والمذكرات الشخصية لنيفين عباس حليم عن والدها الأمير عباس حليم .. وكتب أخرى كثيرة ومهمة أيضا ..

الفصل الـ (01) | غرام وانتقام

غرام وانتقام.. هذا هو الوصف المناسب جدًا.. والعنوان الدقيق .. الذي استخدمه د. ياسر أيوب في كتابة الفصل الأول لحكاية مصر وتاريخها مع لعبة اسمها كرة القدم.. تاريخ سيبقى دائما شاهدًا على أن المصريين وقعوا، منذ السنة الأولى واليوم الأول وربما اللحظة الأولى، في غرام هذه اللعبة.. سيبقى هذا التاريخ نفسه شاهدًا على أن المصريين لم يتعاملوا مع كرة القدم – أيضا منذ البداية وربما حتى الآن – على أنها مجرد لعبة.. فقد كانت الكرة تعني دائمًا لهم ما هو أكثر من مجرد اللعب..

د. ياسر أيوب من الفصل الأول لكتاب مصر وكرة القدم

• متى وكيف بدأ المصريون يلعبون كرة القدم..؟؟

لا يعرف أحد حتى الآن.. وربما ضاعت للأبد فرصة أن يعرف أحد مستقبلا من هو أول مصري لعب كرة القدم.. لكننا على الأقل نعرف متى وكيف بدأ المصريون يلعبون كرة القدم.. نعرف أن الكرة دخلت مصر يوم دخلها الإنجليز في سنة م، 1882 بعد أن قصفوا الإسكندرية واحتلوا مدن القناة، ثم دخلوا القاهرة يوم الخميس الرابع عشر من شهر سبتمبر؛ ليبدأ في هذا اليوم الاحتلال الإنجليزي لمصر ..

وجاء جنود الاحتلال الإنجليزي إلى مصر.. في أيديهم السلاح وفي حقائبهم لعبتهم المفضلة.. كرة القدم.. يلعبونها في ساحات معسكراتهم وثكناتهم، التي أقاموها حول القاهرة وفي قلبها، وفى الإسكندرية أيضا.. وبدأ الأهالي، الذين لهم صلة بالإنجليز ومعسكراتهم، يشاهدون هذه اللعبة الجديدة.. فاستهوتهم وأعجبتهم وأغرتهم بمحاولة تقليد الإنجليز..

هكذا تصف كتب التاريخ وأوراقه بداية لعبة كرة القدم في مصر.. ولكن للأسف الشديد اكتفت هذه الكتب والأوراق بهذه السطور القليلة، لتحكي عن ولادة وبداية كرة القدم في مصر.. كتاب وراء كتاب وشهادة بعد أخرى وكلهم يرددون هذه الحكاية نفسها.. حكاية الإنجليز الذين جاءوا ولعبوا كرة القدم في معسكراتهم ورآهم المصريون فاستهوتهم هذه اللعبة، وبدأوا في ممارستها حتى أحبوها وأدمنوها.. هكذا دون أية تفاصيل أو تفسير يشرح لنا، لماذا وكيف حدث ذلك كله.. وأصبح الآن من الضروري جدا أن نحاول البحث عن أصول الحكاية وبداياتها؛ لنعرف متى وأين وكيف بدأ المصريون يلعبون كرة القدم ويحبونها أيضا.. ولماذا انتشرت كرة القدم في مصر، بمثل هذه السرعة…

• لماذا أصبحت كرة القدم غرام الفقراء في مصر ..؟؟

ياسر أيوب يجيب لماذا أصبحت كرة القدم غرام الفقراء في مصر ..؟؟

تعلم المصريون الفقراء قواعد اللعبة الجديدة.. لكنهم كأهل أمريكا اللاتينية، بدأوا يخترعون شكلا جديدا لها.. بدأوا يغزلون بالكرة.. وولد فن كروي جديد في مصر، اسمه التغزيل، لم يمارسه الجنود الإنجليز أبدًا في معسكراتهم وثكناتهم.. ولا يعني ذلك إلا أن اللاعب المصري، في تلك الأيام، لم يكن يلعب ليفوز.. وإنما يلعب ليستمتع.. وليجذب الأنظار، وينال إعجاب الآخرين أيضا.. فيجتهد لأن تبقى معه الكرة أطول فترة ممكنة..

فالكرة لم يتعلمها المصريون؛ لتصبح مجرد لعبة من بين ألعاب كثيرة يمارسونها.. ولكنها كانت بالنسبة لكثيرين جدًا منهم، وقتها، اللعبة الوحيدة الممكنة.. وكانت أيضا الطاقة التي فتحوها بأقدامهم وقلوبهم في جدار الصمت والكآبة؛ ليصلوا إلى البهجة.. ولعل ذلك هو السر الحقيقي وراء عبقرية كرة القدم..

• هل قاوم المصريين حقا الإنجليز بكرة القدم ؟!

إن الحديث عن إقبال المصريين على كرة القدم لمقاومة الإنجليز وإعلان الحرب عليهم، إنما هو تبسيط ساذج ومخل، وربما يتضمن حديث كهذا أيضا إهانة بالغة لمصر ولكرة القدم على حد سواء.. فالحقيقة تبقى واضحة ومؤكدة، وهي أن مصر لعبت أولا؛ لأنها كانت تحتاج إلى أن تلعب.. ولأنها وجدت أخيرًا اللعبة التي تناسب ظروفها وقدراتها، فكان أن انتشرت الكرة في مصر بشكل لم يتوقعه كثير من المصريين، في ذلك الوقت البعيد..

بل إنه لم تمض سوى ثلاث سنوات فقط على دخول الإنجليز لمصر، حتى كانت شعبية هذه اللعبة الجديدة تتزايد بشكل هائل.. وبدأ المصريون يبتعدون بلعبتهم الجديدة عن معسكرات الإنجليز وثكناتهم، ويذهبون بها إلى أحيائهم وشوارعهم وحواريهم.

وفي تلك الأيام.. أو في تلك السنوات.. لم يعد هناك يوم جديد يمضى، إلا ويتضاعف عدد الذين يقعون في غرام اللعبة الجديدة، ويتخلون عن ترددهم وحيرتهم وخوفهم وخجلهم، ويبدؤون ممارسة كرة القدم.. فمصر وقعت في غرام اللعبة الجديدة، غرام عاشق يصبح بطلا لقصة حب، لا تذوب ولا تنتهي.. ثم سرعان ما اكتشف المصريون أن هذه الكرة وسيلة لانتقامهم من أشياء وأخطاء كثيرة.. وقد بقي الغرام.. ولكن آن أوان الانتقام والثورة والغضب.

لقاء د. ياسر أيوب مع إبراهيم عيسي .. والحديث عن اسرار وكواليس كتاب “مصر وكرة القدم” ..

اين تجد كتاب “مصر وكرة القدم” | د. ياسر أيوب ..؟؟

طالع أيضا علي كورابيديا ..

طالع من هنا جميع حسابات كورابيديا 

 

عن كورابيديا - koraapedia

كورابيديا .. الأفضل في أرقام وإحصائيات وتاريخ كرة القدم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Open chat
اهلا بك عزيزي 👋
كيف نستطيع خدمتك في كورابيديا 🤝