عندما نتحدث عن الجيل الذهبي للمنتخب المصري ، يتبادر الي ذهنك أقاويل عظيمة مثل “منتخب الساجدين” ، أو مقولة المعلم حسن شحاتة العظيمة في احدي مباريات المنتخب “يا حبيبي يا رسول الله” الأمر الذي انتقل الي ذهن العامة بأن هذا الجيل تفوق واكتسح افريقيا بمحض الصدفة ودعاء الوالدين فقط ..

صحيح أن التوفيق الإلهي كان ملازما لهذا الجيل الي أقصي درجة بسبب التزامهم الديني والأخلاقي ، لكن أيضا لا نغفل ان هذا الجيل يكاد يكون الأكثر مهارة وشخصية من بين أجيال الكرة المصرية في تاريخها الحديث بل أيضا القديم ، وهو الأمر الذي سنتطرق اليه عبر سلسلة موضوعات خاصة بهذا الجيل الذهبي العظيم علي كورابيديا .. تابعونا

كتب :: أحمد خالد

لمتابعة قناه “قهوة المدربين” علي اليوتيوب من هنا

ما قبل الجيل الذهبي .. ومرحلة تارديلي

في صيف 2004 ، المنتخب الوطني يبدأ مهمته في تصفيات كأس العالم 2006 مع الإيطالي ماركو تارديللي ، الرجل الذي لم يصنع شيئا يذكر للمنتخب سوي أزمات متكررة مع نجوم الكرة المصرية مثل ميدو واضطرار حسام حسن للاعتزال الرسمي مما أضعف من قدرات المنتخب في تلك المرحلة ..

النتائج كانت كارثية ، خسارة (8) نقاط من أصل (15) نقطة ممكنة في بداية تصفيات مونديال ألمانيا أطاحت بأحلام المنتخب الوطني وأيضا ماركو تارديللي يعود الي بلاده مثلما جاء بدون انجاز يذكر ..

الا أنه بدأ في إعطاء بعض الفرص لبعض نجوم الجيل الذهبي ، قد تكون الحسنة الوحيدة التي أعطت نواة هذا الجيل الذي قام باحتلال القارة السمراء في عهد المعلم حسن شحاتة .

المعلم يبدأ حملة انقاذ الجيل الذهبي من الضياع

في ظل حالة الانقسام داخل الشارع الرياضي المصري ، وغياب للأسماء ذات الكفاءة لقيادة المنتخب في الفترة القادمة ، مصر تستعد لاستضافة أمم افريقيا 2006 ، المنتخب خارج حسابات التأهل لمونديال ألمانيا ، الكرة المصرية في حالة غير مسبوقة من الشتات وعدم قدرة علي اتخاذ القرار ..

لكن نقطة الضوء كانت موجودة ، برز اسم المعلم حسن شحاتة الذي استطاع تحقيق لقب كأس مصر مع المقاولون العرب ضد الأهلي ، ليكرر الإنجاز ولكن باكتساح الزمالك بطل الدوري 2004 بالتفوق عليه في السوبر المصري 4-2 حينها

أيضا المعلم فاز ببطولة الأمم الافريقية 2003 مع منتخب الشباب ويعرف جميع لاعبي تلك الفئة العمرية وهو ما يحقق الغرض الأول والمطلوب وهو النزول بالفئة العمرية للحفاظ علي حظوظ المنتخب في تمثيل جيد ببطولة الأمم الافريقية ، لم يعلموا بأنها بداية الجيل الذهبي الذي احتل القارة الافريقية لـ (7) سنوات متتالية .

الجيل الذهبي … بداية عظيمة وكابوس حزين

تولي المعلم حسن شحاتة الإدارة الفنية للمنتخب الوطني في 12 أكتوبر 2004 في مخاطرة كبري من عصام عبد المنعم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وكان يتولى رئاسة الاتحاد بصورة مؤقتة وبالتعيين من وزارة الشباب والرياضة ..

قرار جاء عقب الخسارة ضد ليبيا في تصفيات كأس العالم 2006 وصاحبه انتقادات لاذعة وكثيرة ، تذكر أن مباراة ليبيا هي تلك المباراة الشهيرة التي تلاعب بها النجم الليبي طارق التائب حينها وحده بالفراعنة في مباراة لن تنسي ..

الأهلي يستعيد عافيته ، الزمالك وبداية سيئة لكن لايزال هناك عناصر دولية هي القوام الأساسي للمنتخب ، شباب الدوري المصري في خير وأبرزهم لاعبي انبي وحرس الحدود والإسماعيلي الذي يمتلك مزيجا بين الشباب ولاعبي الخبرة الكبار .

منتخب مصر متهالك ، كان يجب علي المعلم أن يضع حلولا للانهيار داخل الفريق وبناء الجيل الذهبي بشكل مختلف ما بين الخبرة في حراسة المرمي والدفاع ، الي جانب شباب متزن في منتصف الملعب ، مع ابداع في خط الهجوم .

في مطلع عام 2005 ، كان المنتخب الوطني مع المعلم حسن شحاتة يمتلك أجندة قوية في شهر يناير ، علما بأنه تم إيقاف الدوري مؤقتا لتجديد الدماء داخل منتخب مصر وأيضا محاولة انشاء منتخب جديد ولم لا انقاذ حلم التأهل الي مونديال ألمانيا 2006 .

التعاون بين المعلم واتحاد الكرة كان عظيما ، الأمر الذي بدأ بحفلة للمنتخب ضد أوغندا بثلاثية ، بعد ذلك توجه الفريق الي سول الكورية في مباراة لقن فيها الفراعنة درسا لكوريا الجنوبية رابع مونديال 2002 ، تلك المباراة التي لفتت أنظار الجمهور مرة أخري وبدأت الآمال تعود ولو بشكل طفيف .

عاد الفريق الي القاهرة واستطاع أن يدك صفوف منتخب بلجيكا برباعية نظيفة ، أكثر المستفيدين من تلك الفترة كان المهاجم المصري عماد متعب الذي سجل ما يقارب 5 أهداف في مسيرته الدولية ، كل هذا دون خوض لقاء داخل تصفيات كأس العالم

في 14 مارس 2005 ، استطاع المنتخب المصري أن يثبت للجميع أنه مستعد لبداية جديدة بالتفوق علي المنتخب السعودي في عقر داره بهدف للنجم عماد متعب ، المصريين يرفعون الشعار قبل مباراة ليبيا في مرحلة العودة من تصفيات مونديال ألمانيا ، الأمر الأهم هو تفوق المنتخب علي مدارس مختلفة مع جيل جديد في وقت قياسي .

مونديال 2006 … الجيل الذهبي في مأزق

عاد المنتخب المصري لدك حصون ليبيا برباعية في ليلة تألق فيها عريس الكرة المصرية حينها عماد متعب ، أحمد حسن سجل هدفا يذكرنا بصاروخية جنوب أفريقيا في نهائي 1998 .

المنتخب في المركز الثالث ، يقترب من الكاميرون ويهدد صدارة ساحل العاج للمجموعة ، الأمر الذي سيستمر بالاكتساح ضد منتخب السودان بنتيجة (6-1) ليقترب الحلم أكثر وأكثر .

كانت رحلة ساحل العاج بمثابة الكابوس الأول في تاريخ الجيل الذهبي ، نهاية حلم المونديال رسميا بالخسارة الثالثة في التصفيات وابتعاد الفراعنة عن الحلم حتي وان فاز الفريق في جميع مبارياته المتبقية .

مرحلة انتهت ، لكن الكرة المصرية حينها شهد تفوق الأهلي والفوز ببطولة دوري أبطال افريقيا (2005) ، الزمالك أيضا وصل الي نصف نهائي تلك البطولة وكل ذلك قبل بطولة أمم افريقيا في مصر بشهور ، مما يعني تواجد قوام جيد نوعا ما قبل هذا الحدث العظيم .

كان لزاما علي المعلم حسن شحاتة خوض جميع مبارياته مع منتخبات افريقية تمتلك تاريخا داخل القارة .

كان اختيار المنتخب التونسي والذي يمثل عقدة للفراعنة صعبا ، تفوق التوانسة حينها (2-1)، الأمر الذي كان مثار شك للكثيرين قبل البطولة بشهرين ، الجميع يدرك صعوبة المهمة في مجموعة تضم ساحل العاج والمغرب وليبيا ببطولة الأمم .

المجموعة نارية ، ساحل العاج الذي كان سببا مباشرا في خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم ، المغرب التي تفوقت علينا في (13) مباراة ولم ننتصر عليها منذ (20) عام ، ليبيا أيضا كانت سببا غير مباشر في حرمان الفراعنة من الوصول الي ألمانيا 2006 .

الجيل الذهبي يستعد لأولي خطواته نحو الثلاثية التاريخية

عاد الفراعنة لتحقيق فوز معنوي ضد كل من أوغندا وأيضا برباعية ضد السنغال ، علما بأن أسود التيرانجا كانوا ليسوا بكامل قوتهم ، الأمر الذي اعتبره البعض انتصارا معنويا لكن صحبته انباء سيئة بإصابة الحارس الدولي عبد الواحد السيد .

الجمهور لا يثق بشكل كامل في عصام الحضري ، نعم عليك التصديق بأن الحضري حينها لم يكن ” السد العالي ” التي تعرفه الآن ، بل كان الحارس الثالث خلف نادر السيد وعبد الواحد السيد .

الصفعة كانت في مباراة جنوب افريقيا والتي جاءت لتعيد الشكوك مرة أخري في اختيارات المعلم لتلك البطولة ، بل ذهبت الآراء بأن هذا الفريق لن يستطيع تخطي الدور الأول ضد ساحل العاج والمغرب .

قائمة الجيل الذهبي 2006 … ثورة عارمة علي اختيارات المعلم

الجمهور لم يكن متفائلا بهذا الجيل في تخطي تلك المنافسات ، الأمر الذي ازداد بعد اعلان قائمة المنتخب الوطني لتلك البطولة .

استبعاد نجم الزمالك حازم امام صاحب 5 مشاركات في أمم افريقيا ، لاعب صاحب مهارة وخبرات عالية ويمتلك لقب أمم افريقيا 98 ، أيضا استبعاد احمد بلال واصابة عبد الواحد السيد ، الأمر الذي أقلق الجمهور حيال هذا المنتخب .

أيضا كانت التساؤلات بتواجد عناصر كثيرة لا تمتلك رصيد مباريات دولية كافي لمواجهة كبار القارة السمراء ، انتقد الجماهير اختيارات شحاتة بعد ضم حسن مصطفي وأحمد عيد عبد الملك وأيضا أسامة حسني علي حساب نجوم كبار مثل حازم امام وسمير صبري وأحمد بلال .

الثعلب الذي كان متألقا في الزمالك وقاد الفريق الي نصف نهائي بطولة افريقيا 2005 وأيضا بلال الذي كان محترفا في تركيا وتألق بشكل لافت للنظر

السبب يعود الي رغبة المعلم علي الاعتماد علي لاعبين صغار السن في تلك الفترة الحالية .

جاءت قائمة منتخب مصر في بطولة أمم افريقيا 2006 كالتالي ..

حراسة المرمي

عصام الحضري

عبد الواحد السيد

محمد عبد المنصف

خط الدفاع

إبراهيم سعيد

طارق السيد

عبد الظاهر السقا

وائل جمعة

أحمد السيد

محمد عبد الوهاب

احمد فتحي

خط الوسط

احمد حسن

محمد بركات

محمد أبو تريكة

محمد شوقي

حسن مصطفي

حسني عبد ربه

احمد عيد عبد الملك

خط الهجوم

عمرو زكي

عماد متعب

حسام حسن

أسامة حسني

عبد الحليم علي

احمد حسام ميدو

لاعبي الجيل الذهبي يتعهدون بالفوز بكأس الأمم 2006

علي النقيض ، لاعبي المنتخب كانوا علي قلب رجل واحد ، تصريحات تنم عن اهتمام علي أعلي مستوي بتلك البطولة وهذا المنتخب ، الجميع يتطلع لبداية حلم جديد وتكرار انجاز بطولة 1986 والتي فاز بها الفراعنة حينئذ .

المفاجأة كانت أيضا في عودة العميد حسام حسن من الاعتزال الدولي لقيادة المنتخب في تلك البطولة علي أرض مصر ، العميد الذي اعتزل دوليا في أعقاب مباراة ناميبيا في تصفيات مونديال 2002 ورفض العودة رغم محاولات الجنرال محمود الجوهري مدرب المنتخب حينها إقناعه بالعودة الي تمثيل صفوف المنتخب الوطني .

هنا نتوقف قليلا ، استعدادا لبداية رحلة الجيل الذهبي في بطولة الأمم الافريقية 2006 ، لنري كيف كان رهان المعلم صحيحا علي اختياراته علي الرغم من شكوك الجماهير …

الانتقال الي …

منتخب مصر والجيل الذهبي .. ج2 | الطريق الي حلم الشعب