الرئيسية | مكتبة كورابيديا | ياسر أيوب .. الصحفي المهموم بقضايا الرياضية المصرية

ياسر أيوب .. الصحفي المهموم بقضايا الرياضية المصرية

ياسر أيوب ..

الصحفي المهموم بقضايا الرياضية المصرية

ياسر أيوب - الصحفي المهموم بقضايا كرة القدم المصرية - كورابيديا

ياسر أيوب – الصحفي المهموم بقضايا كرة القدم المصرية – كورابيديا

ياسر أيوب .. هو امتداد طبيعي لكتاب كبار سبقوه، وتحاكى عنهم القراء والمتابعون .. كتاب يتم ذكرهم على لسان قراءهم بكل الخير، ويتحاكون عنهم بكل الحب والشغف ، وتتداول سيرتهم بكل وفاء وإخلاص..

لما لا وقد تركوا عظيم الأثر في وجدانهم، وارتبطوا ارتباط وثيق بكتاباتهم، علي الرغم من أنهم لم يحظوا بفرصة مقابلتهم في الواقع أو لقائهم ورؤيتهم رؤي العين ..

كاتبنا الملهم هو “ياسر محمد حسين أيوب” المولود في الثامن من أكتوبر عام (1962) بحي الدقي بالجيزة، والحاصل على بكالوريوس الطب من جامعة الزقازيق عام 1986، والذى غير مصير حياته العملية من الطب إلي الصحافة، ليصبح واحد من أهم الصحفيين اللذين أثروا الصحافة الرياضية في مصر على مدار ثلاثة عقود من الزمان .. ولايزال ♥♥

كتب محمد نصوحي

ياسر أيوب .. أبن الشهيد الذي درس الطب بقرار جمهوري 

قد يتبادر أول سؤال إلي ذهن القارئ .. كيف بدأت حياه الدكتور ياسر أيوب بدراسة الطب، ولماذا لم يدرس الصحافة والإعلام وهو بكل هذه الموهبة؟؟ ولهذا الأمر قصة قدرية غريبة، حيث أنه قد أصبح طبيب بقرار جمهوري بحسب وصف السيدة جيهان السادات في إحدى مقابلاته معها ..

حيث كان والده هو الدكتور “محمد حسين أيوب” مدير عام الصحة في السويس أثناء حصار المائة يوم في حرب أكتوبر 1973، وفي آخر يوم من المائة يوم قبل فك الحصار وفتح الطريق جمع والده كل الأطباء والممرضات لشكرهم علي مجهوداتهم …

حيث أنهم بذلوا مجهوداً كبيراً وقت الحصار، فكانوا لا يأكلون كثيراً، ويتبرعون بالدم على الدوام وفى فترات قصيرة، وينامون ساعتين على الأكثر يومياً، بالإضافة لمضايقات “الإسرائيليين” بقطع الماء والكهرباء عنهم باستمرار ..

وبعد أن شكرهم جميعا .. سقط شهيداً .. حيث أصيب بنزيف في المخ من فرط المجهود المبذول، وحملت أول عربة تخرج من السويس بعد فك الحصار جثمان والده.

ووصف الكاتب الكبير موسى صبري هذا المشهد في كتابه وثائق حرب أكتوبر ..

“ما أروع أطباء المستشفى .. كل طبيب كان هرماً .. كل ممرضة كانت مصر .. مدير المستشفى الشهيد الدكتور أيوب .. بذل في صمت .. عمل بأضعاف جهد سنه .. تحدى كل شيء .. أعطى دمه وعلمه وفنه وراحته..

وفي يوم فك الحصار .. كأنه شعر أن رسالته قد انتهت .. مات فجأة في صمت، كما كافح في صمت .. كانت السويس تحتفل بانتهاء الحصار .. وكان جثمانه يخرج من المدينة الباسلة إلى القاهرة !! عندما بدأت الأفراح .. لم يكن بعد له مكان ! فيالها من مفارقات القدر! “

فيما تم منح والده نجمة السويس التي تم استحداثها في ذلك الوقت لمنحها للمدنيين، وكان اسم والده أول من يحصل عليها..

وسأل الرئيس السادات والدته أثناء تكريم أسم والدة حول عدد أبنائها، فأخبرته بأنها لم تنجب إلا “ياسر” الذي كان في ذلك الوقت في الصف السادس الابتدائي، فطالبها بأن يكون طبيباً، ووعدها أن يتم تعيينه بعد التخرج كمدير لمستشفى والده، الذي تم اطلاق اسمه على مستشفى السويس العام..

وعاشت والدته على هذا الحلم، وكان بالطبع صعباً عليه مصارحتها بحلمه، وميولة أن يدرس الاعلام، وتخيل أن الاعلام أو الكتابة بوجه عام مجرد نزوات فترة المراهقة، وأن دراسة الطب ستنسيه الصحافة..

ولكن الأيام أثبتت أن الأمر ليس مجرد نزوة، ولم يحتمل كثيراً الهروب من رغبته، رغم أنه كان مشروع طبيب نساء وتوليد متميز، حيث تمرن وهو يدرس في الفرقة الثالثة في جامعة “كتانيا” في صقلية، وتمرن في جامعة “مالمو” في السويد أثناء دراسته في الفرقة الرابعة.

مولد السيدة زينب .. واللحظة الفارقة في حياه الطبيب ياسر أيوب

أمضى ياسر أيوب فترة الامتياز في مستشفى المنيرة بالسيدة زينب وعمل في جميع التخصصات (صنايعى طب) كما يصف نفسه وذلك لغياب – تزويغ – معظم النواب وكانت هذه السنة تعادل أو تفوق في الخبرات المكتسبة له جميع السنوات التي درسها في الطب..

وفي احدى الأيام وجد تحذير من جميع المحيطين به في المستشفى من اقتراب موعد “مولد السيدة زينب”، ولم يفهم وقتها لماذا يحذرونه، ولكنه فهم جيداً عندما جاءت الليلة الكبيرة من المولد.. حيث توافد على المستشفى مئات المصابين ما بين حالات تسمم و اختناق، ومصابين في مشاجرات بالمطاوي حتى أنه يتذكر بقيامة بخياطة جرح لأحد المصابين استلزم أكثر من 100 غرزة ..!!

كانت اللحظة الفارقة في حياته المهنية عندما واجه نفسه وتأكد أنه ليس سعيداً وأن الانسان يعيش حياته مرة واحدة فقط وأنه ليس مضطراً أن يعيش حياته لإرضاء الآخرين مهما كان الثمن

فذهب لمدير المستشفى وخلع البالطو الأبيض أمامه وقال له بوضوح وبحسم “مش هكون دكتور تاني“، وذهب أيضاً لوالدته حاملاً شهادته، وأخبرها برغبته التي لم يستطيع الهروب منها أو نسيانها، وهي الاشتغال بالصحافة، وانه لبي لها رغبتها في كونه أصبح طبيب، والان حان الوقت لتلبية رغبته هو والعمل في الشيء المحبب لقلبة، وبالتأكيد واجه رفضاً شديداً من جميع أفراد الأسرة الذين اعتبروا الأمر جنوناً أو مجرد حماقة وأنه سيعود لرشده سريعاً.. ولكنه كان مصرا علي رأيه ومتخذا لقراره.

الصحفي الكبير الذي أنقذ أيوب حياته وهو طبيبا .. وتنكر له وهو صحفيا 

ويتذكر في إحدى المرات أثناء عمله بمستشفى المنيرة، أنه فوجئ بدخول العديد من الرجال الذين يحملون الرشاشات، وتبين له أنهم رجال أمن، ومعهم شخصية كبيرة مصابة إصابة بالغة..

وكانت الشخصية الهامة هو الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 3 يونيو 1987 أثناء توليه منصب رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور على يد تنظيم “الناجون من النار” وأنه قام بعمل اللازم له من إسعافات لازمة وقتها..

وتشاء الأقدار أنه شاهد الأستاذ مكرم محمد أحمد في انتخابات نقابة الصحفيين عام 1991 أثناء جلوسه مع الأستاذ إبراهيم نافع، فذهب لتذكيره بنفسه وأنه هو من عالجه كطبيب منذ 4 أعوام متخيلاً أنه سيحتفي به..

إلا أنه فوجئ به يعامله بجفاء واضح، وعند عودته حزيناً فسر له الأستاذ إبراهيم نافع الأمر بأنه شاهده في واحدة من أكثر لحظات ضعفه، وأنه بالتأكيد لا يحب أن يستعيد ذكريات ذلك الموقف.

بداية المشوار الصحفي مع عماد الدين أديب

كانت البداية الصحفية عندما جاء بواسطه حصل عليها بعد عامين من عمله كطبيب، حيث ذهب بالواسطة الي الأستاذ عماد الدين اديب في مجلة كل الناس عام 1988، واستقبله أديب بحفاوة، وأعطاه الفرصة للكتابة والتثقيف الصحفي والفني عن طريق أساتذة كبار مثل صلاح حافظ وسامي السلاموني.

وكان ياسر أيوب دائم التردد علي الأهرام لزيارة أصدقائه، وهناك تقابل مع الأستاذ إبراهيم نافع صدفة، فأخبره بأنه طبيب ويريد العمل كصحفي، فأرسله للأستاذ سامي متولي مدير التحرير، والذي طلب منه رقم تليفون للاتصال به لاحقا، فظن أنهم يتخلصون منه بشياكة.

وكانت المفاجأة في مكالمة سامي متولي له بعدها بيومين، حيث طلب منه أن يأتي للأهرام ومعه صورتين، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه، فذهب سريعاً كما طلب منه، وفسر له الأستاذ سامي متولي الأمر لاحقا بأن وجهة نظر الأستاذ إبراهيم نافع أنه لا يوجد طبيب يريد ترك مهنته السامية والذهاب للصحافة “مهنة المتاعب” دون أن يكون هناك شيئاً جيدا سيقدمه.

ابن شقيقة إبراهيم نافع الذي دخل الأهرام بدون واسطة

بدأ المشوار داخل مؤسسة الأهرام العريقة، وكان الجميع في الأهرام يعتقدون أن ياسر أيوب هو ابن شقيقة إبراهيم نافع، وذلك لصعوبة دخول أي فرد مؤسسة الأهرام دون واسطة..

وتم توزيعه على القسم الدبلوماسي تحت قيادة الأستاذة انجي رشدي، والتي طالبته بتغطية مؤتمر الحوار العربي السوفييتي الذي يقام بأحد الفنادق الشهيرة..

أخذ أيوب الأمر في منتهي الجدية، وعلى مدار 3 أيام ذاكر فيها جيداً المؤتمر، ومزق ما يقرب من رزمة ورق ليخرج الموضوع في أفضل صورة ممكنة، ولكنه واجه أول صدمة، وتلقى أول درس في حياته الصحفية وكان درساً قاسياً..

عندما ذهب الدكتور ياسر بالموضوع للأستاذة انجي بعد المجهود المضنى الذى بذله عليه.. أخذت منه الورق ومزقته وألقته في سلة المهملات بجوارها دون أن تنظر حتى عليه..

وعلي الرغم من هول الصدمة، إلا انها أعطته الدرس الأول في حياته الصحفية، وهو أن ما يكتب ليس قرآنا، بل أنه مجرد ورق يحمل كلاماً يمكن تعديله أو تغييره أو حذف أجزاء منها أو إضافة أجزاء اليه أو حتى تمزيقه والقاؤه في سلة المهملات مثلما رأى بعينيه..

ويسترسل الدكتور ياسر أيوب انه استوعب الدرس جيداً وكان من أهم دروس حياته المهنية.. وعند سؤاله هل يتذكر انه أعاد نفس الدرس مع أحد تلاميذه ” أكد انه لم يكن مضطراً لإعادته مع تلاميذه أو من هم تحت رئاسته.. حيث أن الدرس الأكبر كان في من وقفوا بجانبه من أساتذة كبار حرص على رد جميلهم من خلال وقوفه بجانب من كانوا في حاجة اليه”..

عمل ياسر أيوب في القسم الدبلوماسي لمدة (6 شهور) قبل أن يحمل حقيبته، ويرحل لقسم الشئون الخارجية مع الأستاذ حسني جندي، ولم يكن يحصل على أي أجر من الأهرام طوال تلك الفترة، حيث كانت زوجته هي من تنفق على المنزل، ووقفت بجواره ودعمته في محاولة اثبات ذاته.

وكانت أول أموال يتحصل عليها “الدكتور المعتزل” من عمله كصحفي عندما كتب موضوعاً عن توقعاته لسيناريو الصراع في ليبيريا أثناء الحرب الأهلية الأولى عام 1989، حيث قرأ الموضوع الأستاذ إبراهيم نافع وسأل عن كاتبه – ولم يكن اسمه يكتب بعد تحت موضوعاته – فتم الرد علي الأستاذ نافع بأن كاتب الموضوع هو الدكتور الذى أمر بتعينه.. فأبدي إعجابه الشديد بأسلوبه، وأمر له بمكافأة قدرها (مائة) جنيه..!!

ياسر أيوب .. صحفي يشخص أوجاع الرياضة بمشرط الجراح

بعد مرور 4 أعوام اكتشفت الأم أن اسم ابنها بدأ يلمع في سماء الصحافة، حيث تحدث معها البعض عن موهبته وبراعته، فبدأت تقرأ ما ينشر له على استحياء، وبدأت تستجيب لما قرره وأكد أنه غير نادم على الاطلاق على قرار ترك الطب وامتهان الصحافة.

ياسر أيوب .. صحفي يشخص أوجاع الرياضة بمشرط الجراح

وعند سؤاله هل أفاده دراسة الطب عندما أراد العمل بالصحافة ..

“أكد أن الطب أفاده كثيراً في اشتغاله بالصحافة، حيث أن منهج الطب جعله يعيش كطبيب حتى وهو صحفي، يستمع جيداً للشكوى، ثم يتم الكشف باليد وتشخيص الحالة، ثم يتم عمل الأشعة والتحاليل، فالوصول لاحتمالات التشخيص والتأكد من المرض ويتم وضع العلاج بعدها..”

حكاية البداية مع الأهرام الرياضي

قد يظن البعض ان الدكتور ياسر أيوب كان رياضي بارع أيام شبابة، وان تعلقه بالرياضة هو ما جذبة ليكون احد اهم الصحفيين الرياضين في مصر، ولكن المفاجأة ان تحول أيوب للصحافة الرياضية كان دون إرادته، وكان لهذا الأمر صدفة طريفة..

حيث أبلغه الأستاذ حسني جندي رئيسة في قسم الشئون الخارجية، أن هناك مجلة جديدة ستصدرها مؤسسة الأهرام عن الكرة برئاسة تحرير الأستاذ إبراهيم حجازي، والذي طلب أحد أعضاء القسم لترجمة موضوعات متعلقة بالرياضة، وأبلغه الأستاذ حسني أنه من سيقوم بتلك المهمة كنوع من المساعدة للقسم الجديد.

وكان رافضاً بشدة للأمر مؤكداً أنه لم يترك الطب ويتجه للصحافة حتى يكتب عن الأهلي والزمالك، بالإضافة لعدم وجود أي ميول كروية لديه في ذلك الوقت، ولكن أقنعه الأستاذ حسني بخوض التجربة وانه لن يخسر شيئا.

فيما كلفه الأستاذ إبراهيم حجازي بترجمة بعض الموضوعات الرياضية، وعند رؤيته للموضوعات بعد ترجمتها، تمسك بوجوده ضمن كتيبة الأهرام الرياضي حيث أضاف الدكتور ياسر الصبغة الأدبية لتلك الموضوعات، ووضع بعض لمساته الإبداعية عليها..

ورغم رفضه الدائم الاستمرار في مجال الرياضة، وعدم استسلامه للأمر بسهولة .. إلا انه استمر لمدة ما يقرب من 5 سنوات.. كان من طرفة يلح في العودة دائما للقسم الخارجي، مواجهاً رفضاً مستمراً وقاطعاً من الأستاذ إبراهيم حجازي، مطالبا له بالاستمرار معهم.

إبراهيم نافع ينهي حاله الصراع الداخلي ويوجه بوصلة ياسر أيوب للرياضة

وقد أكد الدكتور ياسر أيوب أن الفضل في إنهاء حاله الجدل بداخلة يرجع للأستاذ إبراهيم نافع.. حيث استغل تواجده معه في احدى المناسبات، وطلب منه التوسط له للعودة للعمل بقسم الشئون الخارجية ..

إلا انه فوجئ برفض الأستاذ نافع لطلبة، وبرر رفضة بالتأكيد له أنه لا يكتب رياضة، وأن ما يكتبه في الرياضة هو ما يريد قوله في كل المناحي والمجالات، وأن عدد من يقرأون له في الرياضة أضعاف من سيقرؤون له في أي قسم آخر، بالإضافة لوجود الرقابة التي قد تحذف من موضوعاته أو حتى تمنع نشرها في أي قسم أخر .. بعكس مجال الرياضة التي تمر الأمور فيها بسهولة، ونصحه بالاستمرار في الكتابة الرياضية.

وقتها فقط أقتنع بما قاله الأستاذ الكبير، وتوقف عن محاولاته للانتقال بعيدا عن مجال الرياضة، وأستسلم للأمر الواقع.

أيوب وسنه أولي “أهرام رياضي”

ولعل كلماته في احتفالية الأهرام الرياضي بمرور عام علي ظهورها في عام 1991، يدل علي مدي الصراع النفسي الداخلي الذى كان يعيشه الدكتور ياسر أيوب، وهو يتحسس أولي خطواته في مجال الصحافة الرياضية .. حيث كتب مقيماً تجربته ..

ياسر أيوب وسنه أولي "أهرام رياضي"

سنة من الحب … الخوف … السهر … الغضب … التعب .. عام كامل بدأ، والبالطو الأبيض قتيلاً في بلاط صاحبة الجلالة .. وانتهى في المحكمة وقضية ضدي رفعها صديقي محمد منير ..

مازالت أذكر أول ليلة أربعاء عام 1990 .. كنت أطوف شوارع القاهرة أتأمل الزحام حول المجلة الجديدة .. أدركت مشاعر الأب قبل أن أكون أبا .. عرفت معنى وقيمة وكبرياء أن تكون مجرد نغم خافت شاحب وسط سيمفونية كاملة اسمها “الأهرام الرياضي” ..

ومثلما عشت ليلة الأربعاء الأولى .. عشت بعدها 52 ليلة أربعاء بنفس الحب .. أما الليلة الأخيرة فقد اخترت أن أذهب للمستشفى الذي غادرته طبيباً بقسم أمراض النساء والتوليد إلى “الأهرام” صحفياً ..!

واكتشفت أنني لم أندم على ذلك .. ولست حزيناً أن الأهرام الرياضي قد أصبحت هي الوحيدة التي أمارس معها الطب والحيرة والاهتمام .. اكتشفت أنها تجعلني كأعظم طبيب في العالم .. فلم تمرض يوماً .. ولم ألجأ معها للمسكنات والحبوب المهدئة والمنومة وقرص المضاد الحيوي قبل النوم ..!

ومع ذلك فقد كانت “الأهرام الرياضي” أحيانا زوجة متسلطة لا تفارقني لحظة واحدة لاشتاق اليها .. وبعد كل خصام تأتي تدعوني للعشاء .. تشاركني الرقص والغناء والابتسام .. وبالرغم من كل جنونها ووقارها وغجريتها واناقتها المتوحشة ورومنسيتها .. فلا أملك الا الاعتراف بانني “وقعت” في هواها ..!

المستكاوي يشيد بأيوب .. وهيكل يلقبه بالجورنالجي

وكانت من احدى المفاجآت السعيدة التي مر بها هي مكالمة من الرائد في مجال الكتابة الرياضية الأستاذ نجيب المستكاوي، والذي أكد له أنه يقرأ له ومعجب بكتاباته، وطالبه بالاستمرار في طريقه .. ويؤكد الدكتور ياسر دائما انه تأثر كثير بأسلوب شيخ النقاد الرياضيين وتعلم منه الكثير والكثير.

فيما كانت نصيحة الأستاذ محمد حسنين هيكل له بأنه اذا أراد أن يكون صحفياً متميزاً فعليه أن يقرأ شعراً ويراجع التاريخ ويشاهد السينما وهو ما حرص على تنفيذه مضيفاً بأن الأستاذ هيكل هو من أطلق عليه لقب “الجورنالجي” بعد قراءته لبعض مقالاته.

حكاية ياسر أيوب مع الأهلي بدأت من “يسقط صالح سليم”

بدأت الحكاية مع صالح سليم عندما تم تكليف ياسر أيوب من قبل الأستاذ إبراهيم حجازي بتغطية انتخابات النادي الأهلي عام 1992، حيث فوجئ عند حضوره ندوة للدكتور حسن مصطفى منافس صالح سليم في الانتخابات، بتوزيع منشورات خلال الندوة تحمل عناوين من نوعيه “يسقط المايسترو الأعمى – يسقط المايسترو الأكذوبة”.

وعندما عاد للمجلة استأذن رئيس التحرير إبراهيم حجازي أن يكتب موضوعاً لا تغطية للانتخابات فكتب موضوعاً كبيراً كان عنوانه “يسقط صالح سليم” وتحمس حجازي للموضوع وظهر غلاف المجلة يحمل فقط هذه العبارة الصادمة بخط كبير

حكاية ياسر أيوب مع الأهلي بدأت من "يسقط صالح سليم"

وأثار الموضوع جدلاً كبيراً وقتها في الوسط الرياضي حيث تخيل الجميع أن الأهرام تحول كله ضد صالح سليم وكان العكس هو الصحيح حيث حمل الموضوع دفاعاً كبيراً عن صالح سليم صاحب الأخلاق والمبادئ والقرارات الجريئة..

وفي المساء فوجئ بأحد زملائه يحادثه هاتفياً ويؤكد له أن صالح سليم يبحث عنه في كل مكان، وأنه في انتظاره، وذهب له بالفعل وقابله المايسترو بحفاوة كبيرة وسأله سؤالا واحدا حول سبب كتابته لهذا الموضوع فرد عليه بأنه لا يعرفه ولم يكن يدافع عنه، ولكنه كان في الحقيقة يدافع عن نفسه ومعتقداته وقيمه وأخلاقه.

ويؤكد الدكتور ياسر أيوب أن من هذه اللحظة بدأت علاقه قوية مع المايسترو صالح سليم، وأضاف بأن مجلس إدارة النادي الأهلي ألح على رئيس النادي صالح سليم بأن يكتب قصة حياته، وأنه كان رافضاً لهذا الأمر تماماً، ولكنه بعد الإلحاح وافق، واشترط أن يكتب ياسر أيوب هذه القصة.

وحدد المايسترو ميعاداً في منزله لاستقبال ياسر أيوب الذي ذهب له حاملاً أدواته من أقلام وأوراق ومسجل صوت، ولكنه فوجئ برفض المايسترو لهذه الطريقة في تدوين مذكراته، وطالبه بأن يتعايش معه، ويقلب في جميع أوراقه، ويستمع لجميع تسجيلاته، ويحضر جميع لقاءاته، ويسأله ما يشاء، ويكتب ما يراه بعد وفاته ..

الدرس الذي تعلمه من صالح سليم وهيكل وطبقة مع مدرب المنتخب

علي الرغم من المواقف الكثيرة التي مرت علي ياسر أيوب مع المايسترو صالح سليم .. إلا انه يروي لنا درسا تعلمه من المايسترو والأستاذ هيكل لم ينساه أبدا..

يروي ياسر أيوب انه قبيل وفاه صالح سليم بأشهر معدودة قرر المايسترو تدوين مذكراته في أثناء حياته، وهو عكس ما كان مخطط له بينهما، والسبب كان لرؤي كان قد جاءت للمايسترو في منامة وغيرت قرارة .. حيث شاهد فيها الكثير من المتملقين والمنافقين، والذين سيدعون قربهم منه بعد وفاته..

وأقترح أيوب علي المايسترو أن يستعين بصديقة الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابة مقدمة مذكراته، فراقت له الفكرة وطلب منة الاتصال بهيكل ودعوته للمجيء ومقابلة المايسترو ..

فرد عليه أيوب بانهم من يجب أن يزورا الأستاذ هيكل لما له من مكانه في عالم الكتابة .. فاعترض صالح سليم وقال بكل كبرياء انه الأكثر شهره من هيكل .. فأكد له أيوب ذلك، ولكن قال له يجب ان نزوره نحن “علشان خاطري“..

ياسر أيوب في ضيافة المايسترو صالح سليم

وبالفعل أستجاب صالح سليم لرغبته وزارا الأستاذ هيكل .. وكان اللقاء حميميا جدا بين الأثنين .. حيث كانا صديقين مقربين جدا في وقت من الأوقات، ولم يلتقيا من زمن بعيد.

وأستغل الدكتور ياسر الأجواء الحميمية بينهما، وبادر بسؤال عن حملة في الأهرام كان قد قادها الراحل نجيب المستكاوي في اخر أيام صالح سليم في الملاعب مطالبا إياه بالاعتزال..!

وكان هيكل هو رئيس تحرير الأهرام حينها، وتقريبا يسهر مع صالح سليم يوميا كأصدقاء في النادي الأهلي .. وعلي الرغم من ذلك لم يطلب صالح سليم من هيكل إيقاف الحملة ضدة من المستكاوي، ولم يبادر هيكل بأي رد فعل تجاه الدفاع عن صديقة.

فأكد صالح سليم انه ما كان يطلب ابدا من هيكل مثل هذا الأمر، فيما أضاف هيكل أنه كان يترك صحفيي الأهرام يكتبون ما يريدون دون أي تدخل من جانبه، طالما لم يخرجوا عن الآداب والتقاليد الصحفية.. وخصوصا المستكاوي في الرياضة..

وكان هذا الدرس الذى خرج به أيوب من هذه الجلسة، وهو أن تفصل جيداً بين الصداقة والعمل، وهو الأمر الذي أعاد تكراره ياسر أيوب ولم يتردد في انتقاد صديقه شوقي غريب مدرب المنتخب ..

وتشاء الأقدار ان يكون شوقي غريب أحد أسباب انقاذ حياته عند تعرضه لحادث أليم على طريق بلبيس في طريقه لزيارة أهله في أبو حماد / شرقية، حيث اتصل به أحد الأشخاص من هاتف ياسر أيوب في وقت الإفطار بأحد أيام شهر رمضان.. فظن غريب في البداية أن شخص ما يمزح معه

ولكن عندما أحس ان الشخص يتكلم بجديه وانه ينقل له تعازيه في وفاه صاحب التليفون .. هرع غريب فورا الى مكان الحادث، وقام بالاتصال في الطريق بكل المعارف والمسئولين، وعندما وصل تبين بالفعل انه كان حادث مروع، ونجي منه الدكتور ياسر بمعجزة ألهيه..

• لقاء في برنامج معكم منى الشاذلي مع كابتن شوقي غريب و دكتور ياسر أيوب على موقع اليوتيوب

وعلي الرغم من ذلك الموقف، لم يمنع هذا ياسر أيوب من انتقاد شوقي غريب مرة اخري، في الفترة التي تولى فيها قيادة المنتخب المصري منفردا بعد ذلك..

مؤكداً أنه من أكثر من انتقدوا شوقي غريب، ولكن اذا كان هناك شخص واحد سيأتمنه على أولاده، فسيكون هذا الشخص هو صديقه شوقي غريب.

ياسر أيوب .. رئيس تحرير للمرة الأولي

روى ياسر أيوب في ندوة “إعلام .. أورج” تجربته في رئاسة تحرير مجلة “7 أيام” مؤكداً أنها انطلقت حينما عرض عليه الخبير الإعلاني محمد السعدي فكرة إعادة احياء المفهوم الصحفي الحقيقي للمجلة حيث قال له ” عايزين نرجع المجلات بتاعت زمان”..

يقول ياسر أيوب ..

“رأيت في العرض فرصه لا تحتاج لتفكير طويل، وافقت في دقيقتين، وكان الاتفاق علي الفصل النهائي ما بين الإعلان والتحرير ولم يخل أي طرف بهذا الاتفاق، ولان الهدف كان اثبات قدره المجلات المطبوعة علي الصمود في سوق طغت عليه صحافه الـ on line، كان القرار الأول عدم اطلاق موقع الكتروني للمجلة..”

ياسر أيوب .. رئيس تحرير للمرة الأولي

العدد الأول من مجلة 7 أيام .. رئيس التحرير ياسر أيوب

يواصل ياسر أيوب..

تعمدت ان يكون هناك تنوع بالفئات العمرية، ولكن فريق المجلة الرئيسي كان اغلبه من الشباب بطاقاتهم وطموحاتهم، لأني اؤمن تمامًا ان الصحافة موهبه وان الموهوب الذي يملك الأدوات الجيدة ويسعي الي تنفيذ أفكاره هو الذي يستحق الفرصة، والاهم انها ليست وظيفه بل هي مهنه اذا لم تكن تحبها فلن تتقدم فيها خطوه واحده..

وتعمدت ان يكون هناك كثير من الأسماء المتنوعة في الموهبة والأفكار، وإعطاء الفرصة للشباب، لان الاستعانة بمن تربوا في مدارس اخري تعني انهم سيفرضون ما تربوا عليه علي المطبوعة الوليدة، لا يعني ما سبق مقاطعه المخضرمين نهائيا، بعضهم يعمل معنا والبعض اعتذر لأنه استنكر بشده ان تكون سكرتيره التحرير ما زالت طالبه في “تانية جامعه” ( يقصد ميرنا الهلباوي) ورفض المشاركة في التجربة …

الجدير بالذكر أن ياسر أيوب تولى رئاسة تحرير المجلة التي صدر عددها الأول في 23 يناير عام 2013 ورحل عن رئاسة التحرير في ديسمبر 2016 أي أنه أمضى ما يقرب من 4 سنوات رئيساً لتحرير تلك المجلة ..

وقد ودعها بكلمات مؤثرة قال فيها ..

“شكرًا.. “7 أيام” سواء كنت تريد أو لا تريد.. تعلم أو لم تكن تعلم.. مستعدًا أو غير مستعد.. فستأتي المحطة التي لابد عندها أن تترك مقعدك وتغادر القطار حاملاً حقائبك وأوراقك وجروحك وحروفك وما بقى من أحلامك..

وأنا الآن أغادر مجلة 7 أيام وأترك فوق صفحاتها كلمتي الأخيرة قبل الرحيل.. لحظة وداع لم أتخيلها ستأتي بمثل هذه السرعة أو بهذا الشكل.. لم أتوقع أن يصاحبها كل هذا الوجع وكل هذا الملح شديد المرارة..

وللأسف الشديد غادرت المجلة لآخر مرة، ونزلت من القطار بعد أن اكتشفت أن حقائبي كلها لا تكفى لحمل كل ما تمنيت وحاولت وأردت أن آخذه معي من مكان عشت فيه أكثر من أربع سنوات.. حكايات وأحلام ودموع وأفراح وهزائم وانتصارات ونجاحات وانكسارات”..

ياسر أيوب والسيرة الذاتية 

  • ساهم في تأسيس ورأس تحرير مجلة “7 أيام” التي صدر عددها الأول في يناير 2013 حتى ديسمبر 2016
  • كاتب يومي في جريدة (المصري اليوم)
  • كاتب اسبوعي في جريدة (اليوم السابع)
  • كاتب اسبوعي في جريدة (وشوشة)
  • عمل في العديد من المناصب في مجلة “الأهرام الرياضي” ومن الرعيل الأول للمشاركين فيها.
  • صحفي بمجله (كل الناس) 88-1989
  • صحفي بالقسم السياسي بجريده (الدستور) 96-1998
  • محرر طبي بمجله (سيداتي سادتي) 96-1998
  • مشرف طبي في برنامج (هاله شو) على قناه ART حتى 1997
  • محرر برنامج (بصراحه) على قناه ART حتى 1998

في التلفزيون

  • محلل رياضي سابق بقناه الحياة (برنامج الكره مع شوبير) وقناه دريم
  • قدم برنامج (صفحة الرياضة ) و (بيت الكورة ) بقناة النيل للرياضة منذ 2010
  • عين مجلس إدارة الأهلي ياسر أيوب علي راس إدارة قطاع الاعلام الخاص بالقلعة الحمراء في أغسطس 2016 ولم يكن هذه المنصب هو اول مناصب ياسر أيوب في النادي الأهلي، حيث عمل أيوب سابقاً في قناة النادي الأهلي الرسمية وقدم برنامج الأهلي اليوم الذي عرض لفترة ليست بالقصيرة علي شاشة القناة.

مناصب أخرى

  • المستشار الإعلامي لجامعة الدول العربية رياضه المرأة العربية -، منذ عام 2005
  • المدير العام لمؤسسة بن جلون، والرياضة من أجل السلام، جنيف، منذ عام 2005
  • عضو ومستشار الإعلام، اللجنة الأوروبية، الجودو من أجل السلام، منذ 2007
  • مدير الوحدة المركزية للتنمية في قنوات أي ار تي حتى عام 1998

عضويات

  • عضو نادي البحر الأبيض المتوسط للحروق منذ عام 1990
  • عضو الرابطة الدولية للرياضة منذ عام 1997
  • عضو في الاتحاد الدولي لرياضة رابطة الطب منذ عام 1995

مؤلفات 

المصادر واللقاءات الحوارية

• لقاء في برنامج مانيفستو مع أحمد الطاهري على راديو 9090 على موقع اليوتيوب

• لدي_أقوال_أخرى | لقاء مع الكاتب الصحفي الدكتور ياسر أيوب

• بصراحة | لقاء مع الكاتب الصحفي الدكتور ياسر ايوب

• المساء مع قصواء – الناقد الرياضي ياسر أيوب في ضيافة صالون “المساء مع قصواء”

• لقاء مع الكابتن أحمد شوبير في برنامج الوش التاني على قناة الراديو أون سبورت fm 

صفحة ياسر أيوب علي موقع أريبكا
• مجلة الأهرام الرياضي العدد 53 والعدد 156
• كتاب وثائق حرب أكتوبر للكاتب موسى صبري
موقع اعلام https://www.e3lam.com

 

 

 

 

 

عن Mohamed Emara

محمد عمارة .. مهندس مصري .. يعشق كرة القدم .. باحث في تاريخ وأرقام وإحصائيات كرة القدم المصرية والعربية والعالمية ..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Open chat
اهلا بك عزيزي 👋
كيف نستطيع خدمتك في كورابيديا 🤝