سجل مباريات منتخب مصر 1991 | المنتخب حائر بين فايتسا والجوهري

بعد أن أتم مهمته مع المنتخب المصري الأول على أكمل وجه من حيث النتائج والأداء وصعوده إلى كأس الأمم الأفريقية 1992، كُلّف المدرب الألماني القدير فايتسا بمهمة إضافية مفاجئة، والتي كانت كفيلة بإنهاء مسيرته مع الكرة المصرية.

قبل بداية تصفيات أولمبياد برشلونة 1992، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالاشتراك مع اللجنة الأولمبية الدولية أن تقتصر مشاركة منتخبات كرة القدم في بطولات الألعاب المجمعة على اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 23 عامًا فقط. وهكذا، في عام 1991، ظهر ما يُعرف بـ”المنتخبات الكروية الأولمبية“.

شارك المنتخب المصري الأولمبي في دورة ألعاب البحر المتوسط، واحتل المركز الخامس بعد هزيمته من إيطاليا بنتيجة 0-1، وتحقيقه الفوز على تركيا بنتيجة 2-1 بهدفين سجلهما النجم محمد صلاح أبو جريشة.

كان أداء المنتخب الأولمبي غير مقنع في البطولة، وكان اللاعبون يتهربون من المشاركة فيها بتحريض من أنديتهم، وذلك بسبب احتدام المنافسة في الدوري العام موسم 1990-1991، واعتماد أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي على لاعبيها من أعضاء المنتخب الأولمبي.

لدرجة أن لاعبي الزمالك والإسماعيلي، مصطفى إبراهيم وتامر عبدالحميد ومحمد صلاح أبو جريشة، شاركوا في مباراة الفريقين بالإسماعيلية بعد عودتهم من المشاركة في بطولة البحر المتوسط بيوم واحد فقط.

في هذه الأثناء، كانت مصر تستعد لاستضافة بطولة الألعاب الأفريقية الخامسة في سبتمبر 1991، وهي البطولة التي تحمل ذهبية كرة القدم من نسختها الأخيرة في نيروبي 1987.

كان الكابتن الجوهري، بالتعاون مع الاتحاد المصري لكرة القدم، قد وضع استراتيجية جديدة للمنتخبات الوطنية، تقضي بأن يتحمل المدير الفني للفريق الأول مهمة الإشراف على باقي المنتخبات الوطنية في المراحل السنية المختلفة.

وهكذا، وجد المدرب الألماني فايتسا نفسه مسؤولاً عن فريق لا يعلم شيئًا عن لاعبيه، ولم يختر جهازه التدريبي بنفسه.

لكن “تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”، فقد حقق الفريق نتائج مخيبة للآمال في البطولة، بالهزيمة من نيجيريا بنتيجة 1-2، والهزيمة من زيمبابوي بنتيجة 2-3، ثم فوز هزيل على أوغندا بنتيجة 1-0، وفوز بضربات الجزاء على مالي بعد التعادل 1-1، ليحقق في النهاية المركز الخامس في البطولة.

انتشرت حالة من الاحتقان بين الجماهير بعدما خذلها منتخبها الأولمبي، الذي كانت تُعقد عليه الكثير من الآمال. وقد غذت هذه الحالة حملة صحفية حمّلت المسؤولية كاملة للمدرب الألماني فايتسا، واتهمته بالتقصير في عمله المنوط به بالإشراف على المنتخب الأولمبي.

تقييم فترة ديتريتش فايتسا مع المنتخب المصري

على الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها المدرب الألماني ديتريتش فايتسا على رأس القيادة الفنية للمنتخب المصري، والتي لم تتجاوز بضعة أشهر، واتهام البعض له حتى الآن بالفشل، إلا أن نتائجه تثبت عكس ذلك.

لعب المنتخب المصري الأول تحت قيادة فايتسا 8 مباريات:

• 3 مباريات رسمية في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 1992، حقق فيها (فوز واحد + تعادلين) ولم يتلق أي هزيمة رسمية.
• 5 مباريات ودية في بطولة كأس الرئيس الكوري، حقق فيها (3 انتصارات + تعادل واحد + هزيمة واحدة).

السمة الأبرز في فترة تولي فايتسا تدريب المنتخب المصري كانت الغزارة التهديفية ومتعة الأداء، وهي جوانب كان الجمهور المصري يفتقدها في فترة تولي الجوهري قيادة المنتخب.

• أحرز المنتخب المصري تحت قيادته 22 هدفًا (9 أهداف رسمية + 13 هدف ودي).
• استقبلت شباكه 10 أهداف فقط (5 أهداف رسمية + 5 أهداف ودية).

فور اختتام البطولة وتتويج الكاميرون بذهبية كرة القدم، ومع تصاعد الحملة الإعلامية الشديدة التي تجاوزت اللاعبين والجهاز التدريبي بقيادة الكابتن محمود سعد، وتركزت على “الخواجة” فايتسا وتحميله كامل مسؤولية الإخفاق، جاء الإعلان المفاجئ في نشرة أخبار السادسة عن قرار جمهوري بمنح الكابتن محمود الجوهري وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تكريمًا له على إنجازاته في خدمة الرياضة المصرية.

كان توقيت الإعلان عن الوسام في سبتمبر 1991 غريبًا للغاية، فالجوهري كان قد أُقيل من منصبه في أكتوبر 1990، ولم يتولَ بعدها أي مهام تدريبية في مصر ولم يحقق إنجازًا إضافيًا بعد المشاركة في كأس العالم.

اعتبر اتحاد الكرة أن هذا القرار من رئاسة الجمهورية كان بمثابة رسالة واضحة بضرورة عودة “الجنرال” لاستعادة موقعه على قمة الإدارة الفنية للكرة المصرية من جديد. وكان الضحية هو “الخواجة” فايتسا الذي تمت إقالته، وتحميله مسؤولية نتائج منتخب لم يشرف عليه بالفعل.

كان الكابتن الجوهري قد تعاقد مع النادي المصري البورسعيدي بقيادة الحاج سيد متولي في ذلك الحين، وبدأ في التجهيز للموسم الجديد بشراء مجموعة كبيرة من اللاعبين المتألقين في الدوري المصري. إلا أن تلبية نداء الواجب الوطني كان لها الأولوية على كل المهام الأخرى.

مباراة ودية | مصر 4-0 بولندا | 03 ديسمبر 1991 

أرشيف الأهرام | 03 ديسمبر 1991

أرشيف الأهرام | 04 ديسمبر 1991

في أولى التجارب الودية الجادة للمنتخب المصري تحت قيادة “الجنرال” محمود الجوهري في فترة ولايته التدريبية الثانية، حقق المنتخب فوزًا ممتعًا وكبيرًا على بولندا بنتيجة 4-0.

تألق نجوم المنتخب المصري في هذا اللقاء، حيث أحرز الأهداف كل من:

• أحمد الكأس
• إبراهيم حسن
• أيمن رجب
• إسماعيل يوسف

هذا الفوز الكبير عكس بداية قوية ومبشرة للمنتخب تحت قيادة الجوهري، وأظهر قدرة الفريق على تقديم أداء هجومي مميز.

• أحمد شوبير ⇔ سعفان الصغير (حراسة المرمي)
• إبراهيم حسن
• أيمن رجب  ⇔ حسين عبداللطيف
• هشام يكن ⇔ عصام ربيع
• أشرف قاسم
• أحمد رمزي
• إسماعيل يوسف
• مجدي عبدالغني
• أحمد الكأس ⇔ طارق سليمان
• محمد صلاح أبو جريشة ⇔ أحمد العجوز
• حسام حسن