على الحسنى .. نجم كرة القدم وفتوة الناس الغلابة

على الحسنى .. نجم كرة القدم وفتوة الناس الغلابة 💪💪💪

على الحسنى واحد من نجوم كرة القدم المصرية الكبار. . اللذين سطع نجمهم في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وسطر اسمه في سجلات كرة القدم بحروف من نور، بعدما حقق إنجازا فريدا في كرة القدم المصرية.

حيث يعد الحسنى هو اللاعب المصري الوحيد الذي شارك في ثلاث دورات أوليمبية متتالية سنوات (1920، 1924، 1928)، وكان هو قائد أول فريق يحقق إنجازا تاريخيا للكرة المصرية، عندما حصل الفراعنة على المركز الرابع في دورة أمستردام الأوليمبية عام 1928.

 

كتب جمال عبدالحميد

على الحسنى .. موهبة نبغت مبكرا

ولد علي الحسنى عام 1897 بحي السيدة زينب، ومارس كرة القدم منذ نعومة أظافره، وبعد التحاقه بمدرسة محمد علي الابتدائية لفت إليه الأنظار بفضل موهبته الكبيرة وقوته الخارقة وحركته السريعة ولياقته البدنية العالية، وظهرت موهبته بشكل أكبر بعد التحاقه بالمدرسة السعيدية، والتي كانت تضم خيرة لاعبي كرة القدم المصرية في ذاك الوقت، وبين هؤلاء النجوم لمع نجمنا كالبرق في مركز قلب الدفاع . . حيث كان سدا منيعا تتحطم عنده هجمات المنافسين.

 

لعب على الحسنى لأندية الزمالك “المختلط” والسكة الحديد والأهلي على الترتيب، ولعب للزمالك “المختلط” والأهلي على فترات .. حيث تنقل فيما بين الناديين الكبيرين، وتخللهم موسم واحد لعب فيه للسكة الحديد (موسم 1924/1923).

وفي نهاية مسيرته، عاد للسكة الحديد ليلعب معه موسم واحد أخير قبل أن يعتزل لعب كرة القدم عام 1936 بعد مسيرة حافلة بالإنجازات حيث قاد الفرق الثلاثة التي لعب بألوانها إلى تحقيق العديد من البطولات والألقاب.

الحسنى .. فتوة بالبدلة والكرافت

وعلي الرغم أنه كان سليل واحدة من أكبر العائلات المصرية، فهو نجل محمد بك الحسنى وكيل كلية دار العلوم، وحفيد البكباشي محمد الحسنى كبير صيادلة الثورة العرابية. . إلا أنه كان واحدا من فتوات مصر المحروسة كما جاء في كتاب تاريخ فتوات مصر. . أحد الفتوات الذين كانوا يقفون وراء الحق، ويحمون الفقراء ويساندون المظلومين لاسترداد حقوقهم الضائعة. .

فقد كان على الحسنى يتمتع بقوة جسمانية خارقة، ويكفي أنه أكمل مباراة منتخب مصر ضد نظيرة الإيطالي في دورة الألعاب الأوليمبية (أمستردام 1928)، وهو مصاب بكسر في ضلعين، ولهذا أطلقت عليه الصحافة الهولندية وقتها لقب (الرجل الفولاذي ) بسبب قوة احتماله غير العادية

وكان الحسنى أول فتوة في تاريخ مصر يرتدي ملابس الأفندية البدلة والكرافتة والطربوش. . على خلاف ما كان عليه فتوات مصر في تلك الأيام، ففي هذه الفترة عند سماع كلمة الفتوة، يتبادر إلى الأذهان ذاك الرجل القوي ذو الجلباب البلدي واللاسة الحريرية والعمامة ذات البياض الناصع والشارب المفتول والنبوت الغليظ.

كيف دخل الحسنى عالم الفتونة ..؟

كان لدخول على الحسنى عالم الفتونة قصة طريفة، لعبت الصدفة البحتة فيها دورا رئيسيا. . ففي أحد الأيام من عام 1924، حيث كان الحسنى جالسا مع بعض أصدقائه على إحدى المقاهي بمنطقة السيدة زينب. .

ليفاجئ الجميع بفتوة منطقة المدبح ومعاونيه يقتحمون المقهى. . الذي وقف الفتوة على بابه شاهرا سكينه طالبا من الجميع الوقوف قائلا ( كلة يقف) فنفذ كل من كان داخل المقهى الأمر بالوقوف. . إلا على الحسنى الذي ظل جالسا على كرسيه لم يتحرك من مكانه

ليذهب إليه الفتوة ويأمره قائلا: قوم يا واد يا فندي أنت، فلم يقف الحسنى والأغرب من ذلك كما جاء في مجلة روز اليوسف عام 1928 إنه ركل فتوة المدبح بقدمه ركلة قوية أطاحت به خارج المقهى. .

لتدور معركة كبيرة بين الحسنى ومعه اهل منطقة السيدة مع رجال وفتوة حى المدبح وأخذ الحسنى يطاردهم حتى ساقهم إلى منطقتهم وأغلق عليهم جميع الأبواب ليصبح بعد ذلك فتوة السيدة زينب. .

الطريف ان بعد تلك المعركة الشهيرة تم تصالح ابناء حى السيدة بقيادة فتوتهم الحسنى مع اهل منطقة المديح. . فأنشأ الحسنى لشباب ورجال منطقة المدبح ناديا فى الحارة المسماه باسمه بحى البغالة، وشاركهم في لعب كرة القدم.

اشهر قصص على الحسنى في عالم الفتونة

ومن أشهر قصص وحكايات على الحسنى مع عالم الفتونة . القصة التاريخية التي تحدث عنها الكاتب الصحفي عبد الفضيل طه في كتابه (حكايات كروية)، والتي ذكرها أيضا كتاب ( الزمالك حكاية وتاريخ ) للكابتن حنفي بسطان.

فقد جاء حسين حجازي أبو الكرة المصرية وأسطورتها الفذة إلى على الحسنى في أحد الأيام طالبا حمايته من أحد الخواجات اليهود، ويدعى (فستاسيون)، وهو الفتوة التي يحمى صالة (دينا ليسكا) الواقعة في أحد الشوارع الخلفية لشارع عماد الدين، وكان موقعها بجوار مسرح الريحاني والتي كان حسين حجازي أحد رواد هذه الصالة

حيث وقع خلاف بين حجازي وفبتاسيون الذي كان يصطحب معه كلب مدرب يقوم بمهاجمة كل من يحاول إثارة المشاكل داخل الصالة والتى كانت تقدم عروضا فى فن البالية بفتيات احنبيات درسن هذا الفن الراقى في أوروبا.

فما كان من الحسنى إلا أن ذهب مع حسين حجازي، وعندما داخل الثنائي الصالة وجدا فستاسيون جالس وبين قدميه كلبه فتقدم الحسنى في هدوء نحوهم، وضرب الكلب ضربة هائلة أطاحت به عدة أمتار خارج المكان ليفر الفتوة اليهودي مذعورا بعد أن نال علقة ساخنة من الحسنى.

على الحسنى فتوة الناس الغلابة

استطاع على الحسنى أن يحفظ الأمن والأمان، ويكون هو الدرع الواقي لأهل منطقته، ونجح في حمايتها من أي خطر محدق بها. . وقد عرف عنه أنه لم يتشاجر أبدا إلا من أجل الدفاع عن نفسه، أوعن أحد أصدقائه فخلد اسمه عبر التاريخ حيث كان الوحيد الذي مارس الفتونة بأسلوب عصري مختلفا عن فتوات زمانه.

 

ولذلك ظل نجم الكرة الذي قيل إنه كان يسابق الترام من العتبة إلى باب الخلق. . هو الفتوة الوحيد الذي لم يحرر ضده محضر أو مذكرة في أقسام الشرطة، وكان منزلة مفتوحا لكل صاحب مظلمة حيث إنه لم يضعف أمام الظلم بل كان صوت الحق بداخله هو الأقوى.

وبعد حياة حافلة في الملاعب الكروية وفي عالم الفتونة أصيب على الحسنى بكسر في عظمة الحوض في مارس 1955، وذلك أثناء محاولته اللحاق بإحدى الأتوبيسات. . فصدمه أتوبيس آخر قادما من الاتجاه الأخر.

وكان الحسنى يريد اللحاق بمواعيد العمل، حيث كان يشغل منصب مدير التفتيش والتحقيقات بوزارة التموين، وأصيب الحسنى بكسر تم علاجه بطريقة خاطئة، مما أدى إلى إصابته بالشلل التام، وصار غير قادر على الحركة، وبعد صراع طويل مع المرض توفى الفتوة، ونجم الكرة عام 1976.

 

شاهد أيضا من حكايات كورابيديا ..

♥ محمود الخطيب .. الوجة الآخر

♠ حكاية “الشيخ” أسامة حسني

♦ علي خليل .. فارس الأخلاق الزملكاوية

♣ سمير الزيني .. المشجع المحلاوي الذي حظي بمقابلة السلطان قابوس

♥ محمود بدر الدين .. أول معلق كروي وصاحب فكرة الدوري المصري

♠ لمعي عبدالسميع .. نجم المنصورة الذي تنافس عليه الأهلي والزمالك

المصادر 

علي الحسني .. مصري وحيد خاض 3 دورات أوليمبية – فيلجول