قصة مباراة في رمضان
الأهلي والمقاولون العرب
الجولة الـ15 من الدوري المصري موسم 97-1998
دروس في التحدي والإرادة من مهاجم مصر الأول ..
مثلما يرتبط معنا شهر رمضان دائما بذكريات روحانية جميلة .. يرتبط أيضا مع محبى وعشاق كرة القدم بمباريات لا تسقط من الذاكرة .. مباريات كان لظروف لعبها في الشهر الكريم سواء قبل أو أثناء أو بعد الإفطار طبيعة خاصة .. وتحديدا إذا كانت مباريات مؤثرة أو حاسمة سواء على المستوى المحلى أو الدولي أو العالمي ..
مباراة في رمضان .. المقاولون والأهلي .. الدوري المصري موسم 97-1998
- الزمان : 19 رمضان 1418 الموافق 17 يناير 1998
- المكان : ستاد الجبل الأخضر
- المناسبة : مباراة الأهلي والمقاولون .. الجولة الـ15 من الدوري المصري موسم 97-1998
مباراة في رمضان .. ودروس في التحدي والإرادة من مهاجم مصر الأول
ربما لم تكن بالمباراة المصيرية أو الحاسمة كونها كانت في نهاية الدور الأول من الدوري موسم 97-1998 .. ولكن ما حدث فيها يعطينا درس مهم مفاده أنه مهما عاندك الحظ وجانبك التوفيق وشكك فيك كل من كان يشيد ويتغنى بيك فلا تصاب بالإحباط أو يتملكك اليأس .. بل لابد أن تستثمر كل هذا لتجعله نقطة انطلاق لتحدى جديد
وإذا بحثت عن مثل يضرب لهذه الحالة .. فلن تجد خير من أسطورة الكرة المصرية والعربية والافريقية حسام حسن والذى تمتلئ حياته الكروية بالعديد من المواقف والتحديات وفى بعض الأحيان انكسارات كفيلة بإنهاء مشوار أي لاعب بشكل مبكر .. ولكن مع عاشق الشباك والقناص حسام حسن الأمر مختلف ..
القناص “عاشق الشباك” .. يواجه سوء حظ غريب
حسام في هذا الموسم صادفه سوء حظ غريب وعجيب قلما يصادف مهاجم بحجم موهبته فلك أن تتخيل أنه طوال 15 مباراة هو عدد مواجهات الدور الأول لم يستطع سوى تسجيل هدفين .. بل والأدهى أن زيارته للشباك تأخرت حتى الجولة التاسعة وكانت تحديدا لشباك الاتحاد السكندري في المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بثلاثية نظيفة ..
فبرغم الأدوار المهمة التي كان يقوم بها حسام حسن في الملعب وكان من شأنها تهيئة اللعب لزملائه في الهجوم الغاني أحمد فيلكس وعلى ماهر الذى كان يعيش فترة توهج كبيرة في هذا الموسم .. إلا أن قناعة المتابعين والجماهير كانت لا تكتمل بحسام إلا عند زيارته للشباك وهو ما تعودوا عليه دائما من نجمهم المفضل والمحبوب ..
اخر مباراة في الدوري قبل المعترك الإفريقي ..
نذهب للمباراة والتي كان للعبها في شهر رمضان سببا مهما لذكر ما حدث فيها برغم أنها لم تكن بالمصيرية ولكنها كانت آخر مباراة للأهلي ولحسام وفى الدوري بصفة عامة قبل التوقف الكبير استعدادا لمشاركة منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية 1998 ببوركينا فاسو ..
ولم يكن التأهل الي نهائيات كأس الأمم الأفريقية كافيا لإزالة حالة الإحباط التي كان تسيطر على الشارع الكروي في مصر جراء الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم .. وهو الأمر الذى كان له تأثير سلبي على انطباعات الجماهير بشكل مباشر تجاه نجومهم المفضلين .. حيث وقتها كان حبهم للمنتخب يأتي في المقام الأول عكس ما يحدث الآن ..
طالع أيضا علي كورابيديا .. سجل مباريات منتخب مصر 1998
تشكيل الأهلي والمقاولون في المباراة ..
نعود مرة أخرى للمباراة والتي فرضت الأجواء المصاحبة لها عدم الدخول في أحداثها بشكل مباشر .. حيث دخلها الأهلي والذى كان يقوده فنيا وقتها أحمد ماهر بصفة مؤقتة خلفا للهارب راينر هولمان بتشكيل مكون من ..
- عصام الحضري في حراسة المرمي
- مشير حنفي
- سمير كمونة
- محمد يوسف
- إبراهيم حسن
- محمد عمارة
- سيد عبد الحفيظ
- مجدى طلبة (وليد صلاح الدين)
- أسامة عرابي (ياسر ريان)
- حسام حسن
- أحمد فليكس (أحمد عبد المنعم “كشرى)
أما المقاولون العرب والذى كان يعيش فترة زاهيه كونه كان حاملا للقب بطولة إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس عام 1996 بالإضافة إلى إنهائه هذا الموسم 97-1998 في المركز الثالث وهو بالمناسبة أفضل مركز حققه المقاولون في بطولة الدوري منذ تتويجه باللقب موسم 82-1983 وحتى الآن ..
دخل المقاولون المباراة تحت قيادة مدربه النمساوي جوزيف بيرجر بتشكيل مكون من ..
- أحمد صابر في حراسة المرمى
- محمد صديق
- مصطفى مارين
- هيثم إبراهيم
- هيثم حسين
- تامر مصطفى (خالد كامل)
- على عاشور
- سعد عبد الباقي (زيزو)
- محمد عادل
- عبد الناصر محمد
- مظهر عبد الرحمن (عبدالله الصاوي)
مباراة في رمضان .. وفوز هام أمام فريق صعب ..
دخل الأهلي تلك المباراة وواضعا في الاعتبار أنها لن تكون سهله بالمرة أمام فريق يقدم موسما استثنائيا ويمتلك كفاءات كبيرة في الهجوم والدفاع فضلا عن وضعه المميز في جدول الدوري.. لذا فالثلاث نقاط كانت هي الهدف الأهم والأسمى للنادي الأهلي بغض النظر عن أي جماليات في الأداء قبل الدخول في فترة البيات الشتوي لبطولة الدوري وهو ما كان ..
استطاع الشياطين الحمر بالفعل حسم اللقاء بهدف عن طريق محمد يوسف، والذى كان يعيش فترة تألق لافتة للنظر من حيث ثبات المستوى، لتقضى بعدها جماهير الأهلي سهرة رمضانيه سعيدة بعد فوز فريقها .. ولكن الوحيد الذى لم يكن سعيدا بل كان حزينا ، هو من يدور حوله محور موضوعنا .. النجم حسام حسن بسبب حدث معه ..
ضغوط مستمرة .. كادت تتحول مشكلة كبيرة ..!
قبل انتهاء المباراة بعشر بدقائق قام الجهاز الفني للنادي الأهلي بإجراء تغيير بإخراج مجدى طلبة أحد نجوم المباراة من الملعب بغرض تجديد دماء الفريق .. وهو الأمر الذى لم يعجب جماهير المارد الحمراء وأصابها بالضيق والغضب .. فانطلقوا يهتفون ضد أحمد ماهر وثابت البطل بسبب تركهما حسام حسن في الملعب رغم إنتاجه القليل من وجهة نظرهم .. وزاد الهجوم مع نهاية المباراة مما دفع أحمد ماهر وثابت للدخول معهم في مشاحنات للدفاع عن لاعبهم وعن وجه النظر الفنية بالطبع ..
وهو الأمر الذى لم يكن بعيدا عن حسام حسن الذى توقف أثناء هتافات الجماهير ووضح عليه التأثر الانفعال الشديدين ودخل بعد صافرة حكم المباراة “عبد الستار على” في مشادات كلامية بعض الجماهير الحاضرة للقاء كادت أن تتطور إلى اشتباكات لولا تدخل ثابت البطل الذى أنقذ الموقف ..
مباراة في رمضان .. قلبت الموازين وتسببت في إسعاد الملايين
كل هذه الأمور كانت كفيلة بإحباط أي لاعب خاصة قبل الذهاب إلى معسكر المنتخب ، وسط تشكيك من الجميع في القدرات والإمكانيات ، بل وصل الأمر إلى المطالبة بالاعتزال من صحفيين كبار وقتها … لكن من لا يعرف حسام حسن لاحقا سيعرف أن هذا الموقف كان بمثابة نقطة انطلاق وأن ما حدث في المباراة زاد من إصراره وعناده ورغبته في إثبات الذات برغم ما يملكه من رصيد وتاريخ كبير وهو ما كان ..
وبالفعل نجح حسام حسن بعدها في قلب الموازين وإسعاد الملايين بمساهمته الفعالة مع المنتخب في استعادة لقب كأس الأمم الإفريقية الغائب منذ 1986 بل والتتويج بلقب هداف البطولة برصيد 7 أهداف بالمشاركة مع مكارثى مهاجم جنوب إفريقيا في إنجاز اقرب للإعجاز تحقق في ظروف وضغوطات لا يستطيع أن يتحملها أحد ولكن مع حسام كانت الأمور غير .. وكان كل انتقاد أو تقليل له يأتي معه بنتائج عكسية نتج عنها دروس مستفادة لكل شخص يتعرض لهذه المواقف ..
ومع عودة حسام من رحلة المنتخب لسابق عهده .. تفتحت شهيته للتهديف وسجل مع الأهلي في الدور الثاني من هذا الموسم 7 أهداف كانت مؤثرة في تتويج فريقه بالدوري للمرة الخامسة على التوالي .. لينجح عاشق الشباك في تجاوز أحد أصعب التحديات في مسيرته الكروية وكانت احداث مباراة في رمضان سببا في شحن بطاريات همته وارداته ليجلب الفرح والسعادة للشعب المصري رفقة منتخب بلادة..
طالع أيضا في كورابيديا ..
-
- الأهلي والزمالك 1985 .. قمة نبذ التعصب
- آسيك ميموزا والأهلي | إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا (2006)
- الزمالك ومازيمبى الكونغولي | إياب نصف دوري أبطال إفريقيا 2002
- ليفربول وبرشلونة | إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (2019)
- ليفربول وريال مدريد | نهائي دوري أبطال أوروبا (2018)
- الرجاء المغربي والزمالك | ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا (2002)
- الأهلي والمقاولون | دروس في التحدي والإرادة من مهاجم مصر الأول ..