مثلما يرتبط معنا شهر رمضان دائما بذكريات روحانية جميلة .. يرتبط أيضا مع محبى وعشاق كرة القدم بمباريات لا تسقط من الذاكرة .. مباريات كان لظروف لعبها في الشهر الكريم سواء قبل أو أثناء أو بعد الإفطار طبيعة خاصة .. وتحديدا إذا كانت مباريات مؤثرة أو حاسمة سواء على المستوى المحلى أو الدولي أو العالمي ..

نستعرض معكم من خلال كورابيديا سلسلة قصة مباراة في رمضان .. وأبرز المباريات وأحداثها وكواليسها والأجواء المصاحبة لها .. والتي كان لتصادف لعبها في “رمضان” سببا في جعلها حالة خاصة لا تسقط من ذاكرة من تابعها أو عاصرها .. تابعوني .. وكل عام وأنتم بخير

بقلم :: أحمد فؤاد

مباراة في رمضان .. الرجاء المغربي والزمالك

الزمان : 25 رمضان 1423 .. الموافق 30 نوفمبر 2002
المكان : مركب محمد الخامس بالدار البيضاء
المناسبة : ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2002 بين الرجاء المغربي والزمالك

مباراة في رمضان .. نهائي غير تقليدي في ساحة طينية

لم تكن مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الرجاء والزمالك بالتقليدية، بل كانت بالمباراة النموذجية حيث أداراها فنيا من خارج الخطوط البرازيلي كابرال بمنتهى الذكاء، واستطاع أن يأخذ منها ما أراده بحرفية شديدة أمام فريق من العيار الثقيل خاصة عندما يلعب على ملعبه وبين جماهيره ..

أجواء الطقس في المغرب قبل المباراة كانت في منتهى الصعوبة، وأرضية مركب الخامس كانت عبارة عن ساحة طينية مبللة .. زادوها مسؤولي الرجاء أكثر بللا قبل المباراة، وأغرقوها تفاءلا وظنا في أن فريقهم يستطيع تكرار رباعية اسيك في إياب نصف النهائي عندما استدرجه في بركة الطين وقضى عليه معوضا تأخره إيابا بثنائية ..

ولكن أمام كتيبة نجوم الزمالك الباحثة عن اللقب الإفريقي الخامس كان الوضع المختلف حيث عرف الفريق الأبيض بقيادة الداهية كابرال وجهازه المعاون من أين تؤكل الكتف ..

ذكاء ودهاء كابرال في التعامل مع الأجواء ..

كان البرازيلي كابرال مدركا تماما قوة وإمكانيات فريق الرجاء تحت قيادة مدربه البلجيكي المتمرس والتر مويس وخاصة عندما يكون على ملعبه ووسط جماهيره ..

فعكف على دراسة منافسه وعلى الأجواء التي ستلعب فيها المباراة بكل تركيز .. وبالفعل استطاع وضع يديه على كل نقاط القوة والضعف في صفوف الرجاء، والمتمثلة في نجم الفريق هشام بوشروان هداف البطولة والكاميروني فرنسوا والسنغالي ديالو وغيرهم من النجوم ..

دفاع الزمالك بقيادة مدحت عبدالهادي .. قضي علي خطورة هجوم الرجاء بقيادة هشام بوشروان

وأعد الخطة والتشكيلة المناسبة لتلك الموقعة والتي كانت أبرز المفاجأة بها هي إشراك حسام عبد المنعم الذى يتميز بألعاب الهواء والجهد الدفاعي الوفير كلاعب وسط ثالث بجانب تامر عبد الحميد وأبو العلا من أجل زيادة العمق الدفاعي وسد أي ثغرات بجانب إنه فضل عدم البدء بحازم إمام كأساسي والتي لن تسعفه أرضية الملعب المبللة في إظهار إمكانياته العالية كما ينبغي ..

تشكيل الفريقان .. الزمالك بالنزعة الدفاعية والرجاء بالقوة الضاربة

استقر البرازيلي كابرال والذى تعامل مع كل الأجواء المصاحبة للمباراة بمنتهى الذكاء والدهاء على الدفع بتشكيل مكون ..

عبد الواحد السيد في حراسة المرمى
وائل القباني
مدحت عبد الهادي
بشير التابعي
إبراهيم حسن
طارق السيد
حسام عبد المنعم
تامر عبد الحميد
محمد أبو العلا
حسام حسن (عبد الحليم على)

اما تشكيل الرجاء المغربي فقد جاء بالقوة الضاربة ..

مصطفى الشاذلي (حراسة المرمي)
عبد اللطيف جريندو
عبد الواحد عبد الصمد
أمين الرباطي
نور الدين قاسمي
محمد علي ديالو
نبيل مصلوب
زكريا أيوب
حميد ناطر
هشام بوشروان
فرانسوا إينديني

مباراة في رمضان .. العزيمة والإصرار تفتح الطريق للأبطال

فور إطلاق الحكم السنغالي نداي فالا صافرة بداية المباراة والتي لعبت في الحادية عشر ونصف بتوقيت القاهرة في أواخر شهر رمضان المبارك.. وضح إصرار وعزيمة لاعبي الزمالك على العودة من كازابلانكا بنتيجة تساعدهم على حسم اللقب الإفريقي في مباراة الإياب في القاهرة ..

وذلك بعد أن غلقوا جميع الطرق المؤدية إلى مرمى عبد الواحد السيد ونجح خط الدفاع في إيقاف خطورة مهاجمي الرجاء وخاصة بوشروان والذى قضى إبراهيم حسن على خطورته تماما عكس التوقعات قبل المباراة ..

ومع مرور الوقت شعر جميع من في الملعب بأن الأمور تسير حسب ما يريد فريق الزمالك بعد أن فرض إيقاعه على رتم المباراة بفضل إصرار روح لاعبيه القتالية والذين أثبتوا أنهم أبطال ورجال بمعنى الكلمة في مواجهة تلك الأجواء الصعبة أمام مالا يقل عن 75 ألف متفرج حضروا في مركب محمد الخامس من أجل مؤازرة الرجاء الباحث عن لقبه الثالث لدوري الأبطال بمسماها حيث كان قد حصد لقبي نسختي 1997 و 1999 ..

لم تسير السفينة كما تشتهيها الرياح الرجاوية المغربية ونجحت القافلة البيضاء في فرض تعادل سلبى ذهابا دقت به أبواب المجد في الدار البيضاء وفتحتها على مصراعيها في القاهرة بالظفر باللقب الخامس تاريخيا والأول بالمسمى الجديد ..

عجول وأذكار الأيقونة محمود سعد

من أبرز كواليس التي شهدتها مواجهة الرجاء والزمالك هو قيام محمود سعد مدرب عام الزمالك بذبح عجل قبل السفر إلى المغرب أملا في تكرار إنجاز 1996 والذى حسم فيه الزمالك اللقب على حساب شوتنج ستارز النيجيري في عهد الألماني فيرنر حيث قام وقتها محمود سعد والذى كان متواجدا كمدرب في الجهاز الفني بذبح عجل قبل السفر لنيجيريا لخوض مواجهة الذهاب ..

بالإضافة إلى قيامه أثناء رحلة الزمالك إلى الدار البيضاء بتوزيع 4 ورقات لكل لاعب تتضمن بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وحث عليهم قرأتها تيمنا وتبركا بها .. وهو الأمر الذى جعلت منه الصحافة المغربية وقتها قضية انشغلت بها بعض الوقت واعتبرت تلك الأذكار تعويذة موجهة لإبطال أي سحر أو عمل ..

وبعيدا عن واقعتي العجول والأذكار ، وفيما لم يتطرق إليه أو يعرفه الكثيرون أن محمود سعد كان بمثابة أيقونة ووش السعد على الزمالك في البطولات الإفريقية .. حيث فاز الفريق أثناء تواجده في الجهاز الفني كمدرب باللقب الإفريقي 4 مرات ..

عام 1986 وفاز الزمالك وقتها ببطولة إفريقيا على حساب أفريكا سبورت
عام 1993 على حساب كوتوكو الغاني
عام 96 على حساب شوتنج ستارز النيجيرى،
عام 2002 والذى استطاع فيها حسم اللقب الإفريقي والأخير على مستوى دوري الأبطال على حساب الرجاء المغربي في القاهرة ..