الرئيسية | مقالات كورابيديا | 90 ضحية بسبب التعصب الكروي .. لماذا لا نتعلم من الآخرين؟!

90 ضحية بسبب التعصب الكروي .. لماذا لا نتعلم من الآخرين؟!

90 ضحية بسبب التعصب الكروي .. لماذا لا نتعلم من الآخرين؟!

طارق الجزار يكتب عن التعصب الكروي

التعصب الرياضي وكيفية القضاء عليه .. بقلم طارق :: الجزار

يتبادر إلي ذهن كل عشاق الكرة المصرية، العديد من الأسئلة التي تحتاج إلي إجابة من القائمين علي الإعلام الرياضي في مصر، ولعل أبرزها، لماذا لا نتعلم من الآخرين .. كيفية التخلص من التعصب الكروي؟!

ففنون تقديم المحتوي الإعلامي الذي يتعلق بالرياضة في مصر، يجب أن يكون الهدف منها هو خدمة النشاط الرياضي، وليس نشر التعصب الكروي الغاشم، الذي يؤدي إلي الكثير من الكوارث، والتي لا يمكن تحمل نتائجها، خاصة وأننا تذوقنا مرارة هذا الأمر من قبل، في مرات عديدة سابقة.

لماذا السؤال عن التعصب الكروي بالتحديد؟

ولعل ما جعل هذا السؤال يسيطر علي عقل الجمهور العاشق للساحرة المستديرة، والمتابع الجيد لكافة التفاصيل التي يقدمها الإعلام الرياضي، فيما يخص هذا النشاط، و الذي ينتمي إلي قطبي الكرة المصرية (الزمالك – الأهلي) أو (الأهلي – الزمالك)، يعود ذلك بسبب المحتوي الإعلامي، الذي يحمل في طياته الكثير من نيران التعصب والفتنة، التي تُبث عبر منصاتهم كل يوم، إلي الجمهور، مما يُولد حالة من الغضب بين صفوف قلعتي الجزيرة وميت عقبة، والذي يعود فيما بعد بالسلب أثناء المباريات، حتي ولو لم يكن أي منهم طرفًا فيها.

قنوات ومواقع الأندية الأوروبية تنبذ التعصب الكروي

قنوات ومواقع الأندية الأوروبية تنبذ التعصب الكروي 

إضافة إلي أن من يتابع منهم الإعلام الرياضي الغربي، خاصة الذي تمتلكه الأندية الأوروبية، مثل قنوات مانشستر سيتي وبرشلونة وريال مدريد، وغيرها من القنوات التابعة لأندية القارة العجوز، يرون أنها تهتم في المقام الأول، بكافة تفاصيل النادي التابعة له، حتي يكون الجمهور العاشق له، علي علم بكل شئ يحدث داخله، سواء مواعيد المباريات، أو التدريبات، والتعاقدات التي يبرمها في فترتي الصيف والشتاء، دون الحديث عن الأندية الأخري التي تنافسه، وهذا ما نرغب في أن نراه علي أرض مصر.

المادة الإعلامية وبث التعصب الكروي ..

وتعتبر المادة الإعلامية التي تقدم عبر قناتي الزمالك والأهلي، هي المصدر الأساسي في زيادة التعصب بين جمهور الناديين، خاصة وأن البرامج التي تبث عبرهما، دائمًا ما تهتم بتناول أخبار المنافس، والإدعاء الدائم أن النادي الآخر يحصل علي حقه أكثر من ناديها، إضافة للوقوف المستمر من جانب المؤسسات الرياضية كوزارة الشباب والرياضة والإتحاد المصري لكرة القدم، بجانب أحد الأطراف أكثر من الآخر، وهذا الأمر يتم توصيله إلي الجماهير، بواسطة تلك البرامج وليس عن طريق برنامج بعينه. فأصبح هناك مجالًا للصراع والمنافسة الغير شريفة .

حادثة بورسعيد تسبب فيها التعصب الكروي ..ولماذا لا نتعلم من الآخرين؟!

حادثة بورسعيد تسبب فيها التعصب الكروي ..ولماذا لا نتعلم من الآخرين؟!

كما أن بعض البرامج التي تُبث عبر القناتين ، تعتمد علي بعض أقاويل المسؤولين في النادي الأخر، أو أبرز عشاقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ الفيسبوك وتويتر، ثم تجيب عليها بما يتوافق مع رغباتهم، وهذا الأمر يعمل علي إبراز النقاط السلبية، والتي من المفترض أن لا تُبث علي الشاشات، حتي لا يتأثر بها الجمهور، فتؤدي إلي زيادة الاحتقان بين الناديين.

وبكل تأكيد، لا ينسي أي شخص منا، ما حدث في بورسعيد منذ أكثر من 10 سنوات، والانتكاسة الكبرى التي غرق فيها الوسط الرياضي بعد حادثة الدفاع الجوي، وسبقهم أحداث أم درمان بعد انتهاء المباراة الفاصلة بين الجزائر ومصر، علي بطاقة التأهل إلي بطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، كل هذه الأحداث، مازالت عالقة في الأذهان، والتي حدثت بفعل ذلك المحتوي الإعلامي الذي لا يخدم إلا أهواء وأصحاب الانتماء الأعمي، والضحية معلومة وهو الجمهور الذي يعشق الرياضة، ويجد فيها المتنفس الوحيد من مشاكل الحياة.

تلون المؤسسات وخطورته علي الإعلام الرياضي ..

ويُشكل الانتماء للقميص الأحمر أو الأبيض، أحد العوامل التي تساعد علي زيادة التعصب بين الجماهير، خاصة لو كان هذا الأمر متعلق ببعض المؤسسات الإعلامية، التي يمتلكها الأفراد، حيث أظهرت بعض الكيانات الإعلامية انتمائها إلي أي من الزمالك والأهلي، بشكل واضح، وهذا من خلال العنوانين المستخدمه مع أخبار القطبين، والتي يلاحظها الجمهور، وفهم من خلاله إلي أي جانب تميل هذه المؤسسات، ليبقي السؤال الذي طُرح من قبل، لماذا لا نتعلم من الآخرين؟! هو ما يريد الجميع أن يتم الإجابة عليه.

الميثاق الإعلامي وضبط المادة الإعلامية في مصر ..

خاصة في ظل وجود ميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن نقابة الإعلامية في عام 2017م، والذي ينص علي ضرورة احترام الآخر، وعدم المساس بكرامة الآخرين، إضافة إلي عدم السماح بقول أي لفظ خارج بحق أي شخص، علي الهواء مباشرةً، وأكد الميثاق علي ضرورة التأكد من المعلومة التي يقدمها ممارسي الإعلام، قبل أن تُذاع وتُبث عبر الوسائل الإعلامية حتي لا تؤدي إلي إثارة الوضع العام، خاصة لو كان يحظي بقاعدة جماهيرية كبيرة، لأن هذا الأمر، سيؤدي بدوره إلي حالة زيادة الاحتقان لدي محبي هذا الكيان، مما سيؤثر بالسلب بشكل كبير علي المدي البعيد.

 

ميثاق الشرف الإعلامي

ميثاق الشرف الإعلامي

كيف نستيطع أن نخرج من نفق التعصب الكروي المظلم؟!

قديمًا قالوا “أن من يصنع المشكلة قادر علي حلها والخروج منها”، لذا لماذا لا نتعلم من الآخرين؟، حتي نستطيع أن نخرج من هذا النفق المُظلم الذي يعيشه الإعلام الرياضي في مصر، خاصة تحت مظلة الإعلام الأحمر والأبيض، وأن تنشغل كل قناة بأخبار ناديها، وتقدم المحتوي الإعلامي الذي يبحث عنه جمهور الزمالك والأهلي، دون التطرق إلي أخبار النادي الآخر، أو التلميح إليه، حتي نتمكن من الخروج من هذا الأمر، دون خسائر جديدة، كالتالي تعرض لها الوسط الرياضي في مصر، خلال العقد الماضي من الألفية الثالثة.

التعلم من الآخر ليس عيبًا، ولم يكن هناك يومًا وعمرًا محددًا للعلم والتعلم، فالإنسان يظل يتعلم إلي أن يرحل عن هذه الحياة، وأخذ الأمور الإيجابية من الآخرين، خاصة ولو كانوا أصحاب خبرة، وأسبقية في أي مجال، لا يقلل من شأن أي شخص، بل يزيده رفعة ومكانة، ويجعله قادرًا علي الخروج من مشاكلة دون أي خسائر، إضافة إلي عدم الوقوع في الأخطاء التي ارتكبها من تعلم منها، لهذا كان عنوان مقالنا لماذا لا نتعلم من الآخرين؟!

طالع أيضا علي كورابيديا  .. 

مقالات كورابيديا  .. 

الثورة الألمانية الحديثة في كرة القدم

قانون بوسمان .. الذي فجر ثورة عالم انتقالات كرة القدم .. ماله وما عليه ..

https://koraapedia.com/%d9%84%d8%a7-%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%87%d8%af/

عن طارق الجزار

صحفي مصري، مُتابع للأحداث الرياضية في مصر والعالم، ومهتم بأرقام وإحصائيات كرة القدم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سجل مباريات منتخب مصر عام (1998)

سجل مباريات منتخب مصر عام (1998) .. ج4

بسبب حالة الإحباط واليأس التي كانت مسيطرة على الشارع الكروي قبلها كانت البطولة الأصعب .. ولكم الشكوك والعراقيل والانتقادات التي أحاطت ووجهت إلى الجميع كانت البطولة الأهم .. ولكثرة المتاعب والأزمات التي شهدتها كواليس رحلة التتويج كانت البطولة الأغلى .. كتبتها بالقلب لأنى عاصرت تفاصيلها كمشجع ومتابع عن قرب .. واخترت لها هذا العنوان أعلاه لأنه لقب جاء من رحم المعاناة .. لقب أصعب بطولة وكأس للأمم الإفريقية في تاريخ منتخب مصر .. كتب أحمد فؤاد

كاس الامم الافريقية 1998

 النســ21ـخة | كأس الأمم الأفريقية 1998 | مصر تعود لعرش افريقيا للمرة الرابعة

كأس الأمم الأفريقية 1998 هي النسخة الحادية والعشرين من بطولات الأمم الأفريقية، والتي استضافتها دولة بوركينا فاسو .. وشهدت تتويج المنتخب المصري بكأس البطولة للمرة الرابعة في تاريخه بعدما حقق الفوز علي جنوب افريقيا في المباراة النهائية.. وهنا يقدم لكم موقع كورابيديا تفاصيل هذه النسخة من البطولة المثيرة .. 

Open chat
اهلا بك عزيزي 👋
كيف نستطيع خدمتك في كورابيديا 🤝