دوري أبطال أوروبا | النسخة الثانية 56-1957 أو بمسماها القديم كأس أوروبا للأندية.. كنا قد إستعرضنا في الحلقات السابقة، تاريخ نشأه دوري أبطال أوروبا، وعجائب البطولة الأولي وكيف جاء فريق من مكان مندثر ليتبوأ مكانته بين كبار أوربا مدشنين المسابقة العريقة، وكيف كان أول صدام ناري بين كبيري أسبانيا وإيطاليا، وتعرفنا علي سر اللاعب ريال الذي كان له الفضل بأهدافة في تحقيق الريال للبطولة الأولي..

وفي تلك الحلقة المثيرة نكشف أسرار جديدة في تاريخ تلك البطولة !

تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا | ما قبل البداية

دوري أبطال أوروبا | النسخة الأولي 55-1956

الكاتب / إسلام الجزار يروي لنا تاريخ دوري أبطال أوروبا علي كورابيديا .

تحدي أولاد باسبي

غياب تشيلسي عن البطولة الأولي بسبب إعتبار الإتحاد الإنجليزي للبطوله كنوع من الإلهاء أدي إلي عدم تغطية الإعلام البريطاني الرياضي الرائد لأحداث أول بطولة ولكن الأمر في البطولة الثانية صار مختلفا لأن نادي مانشستر يونايتد قرر التحدي بقيادة المدرب مات باسبي ، مصمما على قبول دعوتهم للمنافسة . كان لباسبي البصيرة ليرى أن كأس أوروبا هي مستقبل كرة القدم وأن هذه المشاركة ستكون ذات فائدة اقتصادية كبيرة لناديه .

فاز فريقه الشاب ببطولة الدوري قبل هذا الموعد بفارق 11 نقطة بفضل المواهب الشابة المثيرة مثل دنكان إدواردز، وإدي كولمان ،تومي تايلور .

الظهور الأول لمانشستر يونايتد و شرف تمثيل إنجلترا لأول مرة

بدأ ظهور يونايتد لأول مرة في بروكسل في 12 سبتمبر 1956 ضد أندرلخت. أهداف دينيس فيوليت وتومي تايلور بعد ركلة جزاء ضائعة من البلجيكيين تعني أن يونايتد تقدم بهدفين إلى مانشستر و سيحظوا بشرف أول مباراة لإنجلترا في تاريخ دوري الأبطال !

أول مباراة لمانشستر أوروبيا علي أرض غريمة !

مباراة العودة جرت علي ملعب منافس يونايتد اللدود مانشستر سيتي في ( ماين رود ) لأن الأضواء الكاشفة لم يتم تركيبها وإنتهت بنتيجة مذهلة قوامها عشرة أهداف كاملة برباعية للاعبه فيوليت وثلاثية لتايلور .

معاناة مدريد بسبب عزف هابل !

وأمام 100 ألف متفرج في مدريد بدا ريال مزهوا بمجده في البطولة الأولي وبسمعتة عبر العالم بأنه فريق لا يقهر لكن ما تم في إستهلال تلك النسخة كان غريبا !
فبرغم الإبداع الديستيفاني وتقدمة بهدفين من صاحب الكرة الذهبية الذهبية الكبري إلي أن النتيجة آلت في الأخير لأربعه أهداف لهدفين !

وفي قلب عاصمة الفنون والموسيقي فيينا كان موعد المدريديين مع عزف آرنست هابل الذي تكفل بهم بإعطائهم ثلاثية 18, 38 و 40 وعاد ديستيفانو بهدف في الدقيقة 60 حفظ ماء الوجه وتكفل بإقامة مباراة فاصلة !

أول واقعة غريبه في تاريخ دوري الأبطال

دفع ريال مدريد لرابيد فيينا مبلغا قيمته 25 ألف جنية استرليني لتقام المباراة الفاصله في مدريد !

وامام100 الف متفرج وبعد أن شعروا المدريديين بالمهانة في مباراه العودة عقدوا العزم علي أن يدهروا قيمتهم الحقيقيه في المباراة الفاصله وبالفعل تقدموا في أول دقيقة بهدف من خوسيتو وأجهزوا علي النمساويين في الدقيقة 23 بهدف من كوبا!

مظلومية هونفيد ودموع المجر مجددا

بينما كان مبدعي المجر بوشكاش وكوسيتش وبوزيك يستعدون لملاقاة جزاري بلباو المتوجين بلقب الدوري الإسباني في وجود المرعب ريال مدريد دخلت الدبابات السوفيتيه العاصمه المجرية بودابست وهو ما أثر ذهنيا علي الفريق المجري الذي إنهزم في إسبانيا 2/3 و المحزن أن مباراة العودة لم تقام في بودابست بل أقيمت في العاصمه البلجيكية بروكسل لتنتهي 3/3 ويودع المجريون البطولة بسبب قساوة الظروف !

معركة الوحل

وفي الدور ربع النهائي شاءت الاقدار أن يكون مانشستر يونايتد هو خصم إتليتكو بلباو .

لعبت مباراة الذهاب في بلباو في طقس غير إسباني بشكل واضح. في ظروف عاصفة ثلجية مع وجود بحر من الوحل تحت الأقدام ، استقطب الجانب الباسكي 60 ألف متفرج حيث تقدموا 3-0 في الشوط الأول. أظهر يونايتد شخصيته من خلال إعادة النتيجة إلى 3-2 بعد الاستراحة ، لكن أصحاب الأرض عادوا إلى الصدارة بعد ذلك بهدفين آخرين قبل أن ينهي يونايتد التسجيل قبل خمس دقائق من النهاية حيث تغلب بيلي ويلان على أربعة مدافعين قبل أن يسدد الكرة، لإكمال خط النتيجة 5-3.

لقد كانت مباراة مثيرة ، لكن مانشستر يونايتد كان الآن غير مرشح إلى حد كبير حيث واجه مهمة استعادة تأخره بهدفين. ومع ذلك ، فقد أثارت المحطة الثانية اهتمامًا كبيرًا وجذبت أكثر من 150 ألف طلب للحصول على تذاكر لم يكن هناك شك في أن المشجعين الإنجليز لديهم على الأقل شهية لكرة القدم الأوروبية مثل نظرائهم في القارة.

قال مدرب بلباو فرديناند داوتشيك للصحفيين إنه لا يعتقد أن فريقه يمكن أن ينهزم بثلاثة أهداف ، ومع استمرار الشوط الأول ، بدا أنه قد يثبت صحه كلامه لأن ورقة النتيجة ظلت فارغة ، ولكن تمامًا كما بدا الإسبان.

ومع استعداده لبلوغ الشوط الأول على قدم المساواة ، فإن هدف فيوليت في الدقيقة 42 أعطى بعض الأمل لأصحاب الأرض. بعد الشوط الثاني ، اجتاح اليونايتد جميع أنحاء دفاع بلباو ووضع الكرة مرتين في الشباك ، إلا أن علم التسلل رفض في كلتا المناسبتين. واصلوا الهجوم دون رادع ، ومع مرور عشرين دقيقة على النهاية ، حصدوا مكافأتهم عندما أطلق تايلور النار من 15 ياردة لتسوية التعادل.

خمس دقائق من النهاية ، حسمت المواجهة بتسديدة بيري التي وجدت الشباك ومنحت يونايتد التقدم للمرة الأولى ليحصل علي تأشيرة التقدم الأولي تاريخيا لنادي إنجليزي في نصف النهائي .

الحشد الإنجليزي لمعركة البيرنابيو

وفي الدور نصف النهائي تقابل ريال مدريد مع مانشستر يونايتد و كانت مباراه الذهاب في مدريد.. تم إستئجار خمسه طائرات محمله بأنصار اليونايتد و حشدت كبريات الصحف البريطانية عناوين براقه لتلك المقابله لكن ديستيفانو الذي كان في يومه قام بعزف أنشودة أمام 120 ألف متفرج ليقود الملكي لفوز قوامه 3/1 بعدما قرب اليونايتد النتيجه بهدفين لهدف من تايلور في الدقيقه 82 ولكن لم يهنأ اليونايتد بالهدف لأن بعدها بدقيقه احرز متيوس الهدف الثالث للريال !

أول مباراه في التاريخ علي أرض أولدترافورد أوروبيا

وبعدما تم تثبيت الأضواء الكاشفه جرت مباراه العوده في ميدان أولد ترافورد لكن الصدمه كانت قاصمه إذ تقدم ريال مدريد بهدفين في الشوط الأول من كوبا وريال في الدقائق 25 , 33 !

شوط ثاني حفظ ماء الوجه

بدا اليونايتد مغايرا تماما في الشوط الثاني إذ بث باسبي الروح بين جنبات فريقه ليعود في النتيجه بتعادل حفظ ماء الوجه من توقيع تايلور وتشارلتون في الدقائق 62 , 85 لتنتهي المغامرة الأولي المكافحه لفريق إنجليزي علي صعيد دوري الأبطال !

المباراه النهائيه وإحباط مسئولي مدريد !

أصر مسئولي فريق فيورنتينا علي لعب المباراة في وضح النهار وذلك بعد أنفق مسئولي ريال مدريد أكثر من 100.000 جنيه إسترليني علي تثبيت الأضواء الكاشفه !

وأمام أكثر من 124 ألف شخص عاني المدريديين من التدخلات القوية للاعبي الفيولا الذي يقوده البرازيلي جولينو بوتيلو الذي كان واحدا من نجوم البرازيل في مونديال 1954 و ميجيل مونتوري الملقب بيبكوس بل لهوسه بقمصان رعاه البقر !

منح الحكم الهولندي المتوتر ركلة جزاء لريال مدريد ، على الرغم من محاولات اللاعبين الإيطاليين جره نحو مساعده الذي كان قد اعتبر قبل ثوان قليلة اللعبه تسلل.

افتتح دي ستيفانو التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقه 69 بعد ست دقائق هدف لخينتو ، صممه كوبا ، منح ريال الفوز 2-0 ولقب بطل أوروبا مرة أخرى.

قدم الجنرال فرانكو الكأس لقائد ريال مدريد ميغيل مونوز والرجل الذي لعب لتوه آخر مباراة أوروبية حملها عالياً وسط الملعب على هدير جحافل مدريد المبتهجة !

لعب لريال مدريد في ذاك اللقاء : ألونسو ، توريس ، ماركيتوس ، ليسميس ، مونوز (كابتن) ، زاراجا ، كوبا ، ماتيوس ، دي ستيفانو ، ريال ، خينتو .
ولعب لفيورنتينا : ماجنيني ، أورزان ، سيرفاتو ( كابتن ) ، سكاراموتشى ، سيرجاتو ، جولينو ، جراتون ،فيرجيل ، مونتوري ، بريني .